د. حسين الربيعي
يعيش اتحاد الكرة أياماً عصيبة، بسبب أعمال الشغب والعنف التي حدثت في بعض مباريات مسابقاته المحلية، وبات حائراً في اتخاذ الإجراءات المناسبة لوقف تداعياتها، الغريب أنها تزامنت مع العقوبات القاسية والغريبة التي جاءت من الاتحادين الدولي والآسيوي لكرة القدم، التي لا تتعلق باللعب، إنما بالسلوك المهني للعاملين في منظومة كرة القدم!
لقد أغدق اتحادنا على المخالفين بإطلاق العديد من مبادرات (العفو) عن العقوبات أو تخفيفها، لاسيما المتعلقة بانتهاك السلوك وخرق اللوائح، والتي غالباً ما تكون القادح لفتيل الشغب والعنف في الملاعب، وقد أسهم (من دون علم أو قصد) بانتشار هذه الظاهرة، فلم تعد لتلك الإجراءات التأديبية بحق المتسببين بالخروقات أي قيمة، وباتت حافزاً لتكرارها.
لقد أجاد العديد من الكتاب والإعلاميين بالأفكار الخلاقة التي تهدف للحفاظ على سمعة العراق رياضياً، وأنا معهم لأقترح اليوم على أصحاب الحل والعقد مجموعة من الخطوات للحد من هذا الخطر الذي أصبح يلامس (الأمن الوطني):
وعليه أدعو وزارات “الشباب والداخلية والصحة والتعليم والتربية واللجنة الأولمبية واتحاد الكرة ومستشارية رئاسة الوزراء لشؤون الرياضة، وكل المعنيين في المحافظات”، لضرورة التنسيق لعقد مؤتمر وطني (لمكافحة الشغب والعنف في الملاعب) لتدارس تداعيات هذه الأزمة المجتمعية التي اتشحت بلون الرياضة، يدعى له شخصيات عربية وعالمية ممن لهم خبرة في هذا المجال، والاستعانة بخبرات الفيفا واتحادات الدول الصديقة.
كذلك يسارع الاتحاد بتشكيل لجنة مؤقتة تحت مسمى (التنبيه والإرشاد)، لتنوير العاملين في الاتحاد والأندية على معاني اللوائح التي تضبط سلوكهم المهني، خلال البطولات والمباريات في الملعب وخارجه، والتثقيف لهذه اللوائح إن كانت محلية أو آسيوية أو دولية، لأنَّ أغلب العقوبات التي صدرت حديثاً سببها الجهل بها وبفقراتها. والأهم من هذا وذاك أن يقوي الاتحاد منظومته القانونية، لتكون قادرة على مجابهة التحديات الآسيوية والدولية، استئنافاً وفي الدعاوى العادية والمضادة (المتقابلة)، وأن يلغي كل ما هو غير قانوني، مثل لجنتي الانضباط والاستئناف الأخيرتين، واللجنة الانتخابية (المؤقتة)، واستكمال تشكيل هيكليته كما في نظامه الأساسي، لاسيما اللجان المستقلة عندها سيتمكن من إصدار قرارات قوية ضد الشغب والعنف.
نقولها بلا خوف أو وجل بأننا نشهد اليوم ظاهرة الشغب وهي خطيرة وتستدعي من جميع الجهات، دراستها والوقوف على أسبابها ومحاولة إيقاف محركاتها، أفضل بكثير من الانتظار و(لات حين مندم)، لأنَّ تضافر جهود وفعاليات رسمية متنوعة في هذا المؤتمر، قطعاً ستكون توصياته ومقرراته ملزمة لجميع الأطراف.
لا نريده أن يكون مؤتمراً روتينياً لالتقاط الصور وتدوين المانشيتات في المواقع الإلكترونية بل على جميع المشاركين جلب أوراقهم البحثية وتلخيص آرائهم وتوصياتهم، والاهم فسح المجال لمندوبي المحافظات للتعبير عن أفكارهم وعرض رؤاهم إزاء هذه الظاهرة التي انتشرت حتى في منافسات الدرجة الثانية وغيرها من التجمعات الكروية.