علي رياح
كنت خلال لقاء ودي جمعني قبل يومين بالصديق راضي شنيشل مدرب منتخب الأولمبي، أضع الكثير من التساؤلات حول المشاركة المرتقبة والمهمة لمنتخبنا الأولمبي في نهائيات كأس آسيا بعد أسبوع من الآن، وكان الرجل يعرض قناعاته التي تشكّل رؤيته الفنية والبدنية والخططية لمنتخب يُراد له أن يذهب إلى الدوحة بغرض المشاركة لا لتسجيل الحضور، وإنما للبحث عن هدفين أساسيين سيتدرّجان وفقاً لسياق البطولة ومبارياتها، الأول البحث عن إحدى تذاكر الصعود إلى نهائيات كرة القدم في دورة باريس الأولمبية الصيف المقبل، ثم الوصول إلى ابعد نقطة للنجاح الآسيوي في نسخة نتفق على أنها ستكون قوية جرى لها الاستعداد طويلاً على امتداد القارة، وبات الكل يرى فيها مَعقداً للأمل.
المحور المتعلّق باللاعبين الذين جرى استدعاؤهم كان في طليعة الاهتمام، وكالعادة كانت هنالك رؤى حول لاعب حضر وآخر غاب، لكن المنطق الذي نسلّم به أن المنتخب سيفتقد للعديد من أسلحته المهمة والضاربة والمؤثرة بغياب اللاعبين المحترفين في الخارج على اعتبار أن البطولة تقام خارج إطار أيام الفيفا المتعارف عليها.. ثم كان التوقف عند النقطة التي أسالت حِبراً كثيراً وهي تفرُّغ لاعبينا الذين ينشطون مع الفرق المحلية والمساعي التي بُذلت طوال الأيام الماضية للوصول إلى حلول مُرضية للطرفين: المنتخب والأندية، واعتقد أن مثل هذه الحلول تقتضي بعض التضحية، سواءً من قبل الأندية أو في تعديل مواعيد مباريات هذا النادي أو ذاك في الدوري والكأس لكي يتحقّق الإنصاف الكامل، وبالنتيجة كان على اتحاد الكرة أن يتحرّك دونما إبطاء. في الملامح العامة للصورة، جاءت قائمة اللاعبين والتي أعلنها المدرب راضي شنيشل لتثير ردود الأفعال المتفاوتة – حتى لا أقول المُنقسمة – وكان يجب أن تجد القائمة مثل هذه الأصداء طبقا للعُرف أو التقليد السائد في العراق بعد كل مرة يجري فيها استدعاء لاعبين لأي من المنتخبات، فالكل لديه وجهات نظر، والكل ينسب لنفسه الأحقية في القبول أو الرفض، وهي ظاهرة ليست وليدة اليوم، وهي أيضاً ليست إلى انتهاء مع تعاظم الدور الذي تلعبه وسائل التواصل الاجتماعي حيث تختلط الأفكار والنوايا وحتى المصالح. ومع التسليم بكل هذا، لا بدّ أن ننتهي بعد كل جدل إلى القناعة بأن المدرب هو المسؤول خصوصاً حين تأتي لحظات الخسارة أو الانكسار لا سمح الله ونُمسك بالمدرب ولا نجد أثراً للآخرين في ساحة الحِساب. في مقابل كل هذا، تبقى الحقيقة التي ربما نلتقي عندها وهي أن هذا المنتخب وجد الكثير من فرص التحضير المهمة في الداخل والخارج طوال شهور عديدة، بعد أن وضعه اتحاد الكرة العراقي نصب الاهتمام انسجاماً مع الهدفين الآسيوي والأولمبي المُراد تحقيقهما في الدوحة، ولا اعتقد أن هناك من يُجادل في هذا الشأن، ولا يتبقّى لدينا هنا سوى المُضي إلى العاصمة القطرية لنواجه الاستحقاق ابتداء من المجموعة الثالثة التي سنلاعب فيها منتخبات ليست قاصرة بل إن لديها الطموح المماثل.. والأمل معقود على منتخبنا الأولمبي في أن يباشر مساراً إيجابياً في البطولة انطلاقاً من مباراته الأولى أمام تايلاند والتي ستكون مفتاح النجاح في مجموعتنا لتأتي النجاحات تباعاً بإذن الله.