هويدا محمد مصطفى
قصة الفنانة سوسن بواب مع الرسم بدأت منذ طفولتها، وشغفت برسم الطبيعة والزهور والطيور والفراشات والرموز الطفولية الأخرى، حتى لفتت رسوماتها في الصفوف الابتدائية، أنظار معلمات الرسم، الشيء الذي عزز ميولها الفنية، ودفعها خطوات إلى الأمام.
وغربتها عن سورية مدة ثلاثين عاماً، حالت من دون دخولها محترفات كلية الفنون الجميلة، إلا أن عشقها للفن كان يتزايد عاماً بعد آخر. وبعد عودتها إلى سورية التحقت بمراكز الفنون التشكيلية، واختبرت قدراتها على الرسم بكل الوسائل والتقنيات "قلم رصاص، فحم، زيتي وغيرها".
تناولت بواب عبر أعمالها الطبيعة والمرأة بصياغة تعبيرية تقترب من الانطباعية مع الإشارة إلى أن الرسم الانطباعي يتطلب الخروج إلى الطبيعة والرسم في الهواء الطلق، ويحقق الفنان شروط اللوحة الانطباعية بمدى قدرته على نقل تبدلات اللون والضوء في ساعات متغيرة من النهار. كما وتبتعد في لوحاتها كل البعد عن اللوحة الواقعية التقليدية والتسجيلية، وهي في ذلك تتفاعل مع روح وثقافة فنون العصر، عصر التحولات، والإنقلابات الفنية الكبرى، حين تمنح لوحاتها هذا الضباب اللوني الغنائي، الذي يغمر الأشكال وخاصة عناصر الطبيعة المحلية .
*كيف بدأت قصتك مع الرسم؟
-بدأت قصتي منذ الصغر، كانت حصة الفن مقدسة لدي. وكان تشجيع معلمات الرسم زاد من شغفي. لم يتثن لي دخول كلية الفنون بسبب سفري خارج البلاد، حيث كنت في الغربة مدة ثلاثين عاماً ولم أتوقف خلالها عن الرسم وخاصة على الحرير الطبيعي. وعندما عدت إلى سوريا تفرغت أكثر للرسم فنميت موهبتي بمراكز الفنون بدءا من قلم الرصاص و الفحم إلى جميع تقنيات الرسم و بدءا من المدرسه الواقعيه إلى ما أحب و أميل له الآن المدرسه الانطباعية .
*ماذا عن معارضك الفردية؟
- كان لي معرضي الفردي في ثقافي العدوي عام 2019 حيث عرضت 52 لوحة مختلفة المقاسات من تجاربي القديمة التعبيرية برسم الأنثى والموسيقى، والحديثة برسم الطبيعة المجردة بتقنية الزيتي على "الكانفاس" ومنها على الكرتون مؤطرة .
*أهم مشاركاتك في المعارض الجماعية؟
- شاركت في الكثير من المعارض داخل دمشق وخارجها، حيث كانت تقام معارض بمناسبة تكريم فنانين كبار وكنت أتلقى دعوات للمشاركة على سبيل المثال المعارض التي ينظمها الفنان القدير أديب مخزوم. وكانت لي مشاركات في لبنان وأيضاً مشاركات افتراضية في العديد من الدول العربية والاجنبية.
*شاهدنا لك لوحات جدارية.. ماذا عنها، وأين نفذت، وهل لك مشاركات في الملتقيات؟
- بالنسبة للجداريات التي رسمتها مؤخراً نفذت في المدرسة التي أعمل بها حالياً كمعلمة لمادة الفن، حيث قمت بتجميل المدرسة برسومات تبهج الطلاب، وقد نال القسم الذي عملت على تجميله بالجائزة الأولى. كما وشاركت أيضاً بملتقى رسم جداريات مع مجموعة من الفنانين برسم جدارية بمناسبة الوقوف مع فلسطين سميت طوفان فلسطين، حيث نظمه الفنان القدير محمد الركوعي، وعرضت بعدها في الرواق العربي، وشاركت أيضاً في ملتقيات في لبنان وغيرها في دمشق.
*تختصرين المشهد في لوحاتك إلى أبعد حد، ماذا عن أسلوبك وتقنياتك ومواضيعك؟
- أميل حالياً إلى رسم الطبيعة الانطباعية والمجردة، حيث أترك اللون يحكي ويرقص على اللوحة البيضاء محررة قيوده من الواقع، ويعبر عما يجول في نفسي من مشاعر في اللحظة الآنية التي أقابل بها لوحتي، هو الوحيد الذي لا يخذلني أداعبه فيراقصني، كما أن كل لوحاتي رسمت بالألوان الزيتية على الكانفاس أو الكرتون أو الخشب أما الجداريات رسمتها مؤخراً بالأكريليك.
*ماذا عن الصعوبات التي تعترض تطور تجربتك؟
- لا أجد صعوبات كبيرة، حيث أنني لا أمتهن الفن. أنا أعشقه وأرسم لأفرغ ما بداخلي من طاقات أرسم لنفسي ولا أفكر وانا أرسم بما يحبه الآخرون أو ما يطلبه الجمهور مع احترامي طبعاً لجميع الأذواق. يتوقف الفن عندما تتبع آراء الغير ومتطلباتهم "أتكلم عن الفنان وليس الرسام" وهناك اختلاف في الأذواق ولا نتمكن من إرضاء الجميع.