بغداد: الصباح
شهد لقاء رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، بالرئيس الأميركي جوزيف بايدن، الذي جرى في البيت الأبيض، مساء أمس الاثنين، التباحث بين الجانبين في مختلف القضايا والملفات الثنائيَّة، والانتقال بعلاقة البلدين إلى شراكة مستدامة.
ووجَّه رئيس الوزراء الشكر إلى الرئيس الأميركي على الدعوة التي جاءت في وقت حساس ودقيق وعلى الرغم من الانشغالات الداخلية وتطورات الأوضاع في المنطقة، مبيناً أنَّ لهذه الزيارة أهمية في العلاقة بين البلدين، التي تشهد منعطفاً مهماً.
وأضاف السوداني، في تصريح بحضور الرئيس الأميركي، أننا نبحث في الأسس المستدامة والرئيسة لشراكة شاملة وطويلة مع الولايات المتحدة، ونهدف إلى الانتقال من العلاقة ذات الطبيعة الأمنية والعسكرية، بطريقة سلسة وممنهجة ومدروسة، إلى علاقة قائمة على أسس الاقتصاد والمجالات الثقافية والسياسية وفق اتفاقية الإطار الستراتيجي.
وعدَّ الحرب على داعش أنها كانت أساس التعامل بين العراق والولايات المتحدة طيلة السنوات الماضية، وقال: قاتلنا معاً وانتصرنا على الإرهاب، موضحاً أنَّ النصر على داعش كان مهماً، وقد تحقق بفعل تضحيات الشعب العراقي، وتكاتف مكوناته، ودعم المجتمع الدولي والأصدقاء من خارج التحالف الدولي.
وقال السوداني: إنَّ العراق اليوم يمرّ بطور التعافي ويشهد مشاريع التنمية والتطور العمراني، مشيراً إلى أنَّ اللجنة العسكرية الثنائية سوف تقدّر الموقف العسكري والظروف العملياتية وتطوّر قدرات الأجهزة الأمنية، وسنلتزم بمخرجات هذه اللجنة.
وتابع أننا نبحث، في إطار اللجنة، التعاونَ الأمني والشراكة الثنائية المستدامة بين العراق والولايات المتحدة في الجانب العسكري، لافتاً إلى أنَّ لجنة التنسيق العليا تعقد حالياً اجتماعها الأول بشأن اتفاقية الإطار الستراتيجي، وحكومتنا جادّة في تحقيق وتفعيل هذه الاتفاقية، وفيها فوائد كثيرة ستعود لصالح البلدين الصديقين.
واستطرد رئيس الوزراء أنَّ وجوده في واشنطن يحمل الهمّ العراقي، والرغبة بالنهوض بواقع العراق وتوفير العيش الكريم والخدمات والازدهار لشعبٍ عريقٍ وبلدٍ عظيم مثل العراق، مؤكداً أن لا شيء يغنينا عن التزاماتنا الإنسانية تجاه مختلف القضايا، خصوصاً ما يحصل في المنطقة.
ولفت السوداني إلى أنه بروح الصراحة والشراكة، قد نختلف في بعض التقييمات للقضية الموجودة حالياً في المنطقة، لكننا نتفق على مبادئ القانون الدولي، والقانون الدولي الإنساني، وقوانين الحرب، ومبدأ الحماية، معبراً عن رفضه أيّ اعتداء على المدنيين، خصوصاً النساء والأطفال، وحاثاً على الالتزام بالقوانين والأعراف الدولية في حماية البعثات الدبلوماسية.
وأكد حرصه واهتمامه بإيقاف الحرب المدمرة، التي استمرت طيلة الشهور الستة الماضية والتي راح ضحيتها الآلاف من الأبرياء من الفلسطينيين، نساءً وأطفالاً، مبدياً تشجيعه لكل الجهود التي تسهم في إيقاف تمدد ساحة الصراع، خصوصاً التطوّرات الأخيرة التي نأمل من كل الأطراف المعنية أن تلتزم بعدم التصعيد حفاظاً على الأمن والاستقرار.
من جانبه، رحَّب بايدن بالزيارة الرسمية للسوداني، مبدياً تقديره لمنهج الحكومة العراقية الساعي إلى تعزيز الاقتصاد العراقي، وتحقيق النمو، خصوصاً في مجال الطاقة، مشيراً إلى أنَّ الشراكة بين العراق والولايات المتحدة أمر محوري، وذات أهمية للشعبين الصديقين.
وكان رئيس الوزراء قد شدّد، خلال لقائه في واشنطن، وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن على أنَّ اتفاقية الإطار الستراتيجي تمثل خارطة طريق لتطوير العلاقات المستقبلية بين العراق والولايات المتحدة، بينما جدَّد بلينكن التأكيد على دعم بلاده مواقف العراق في المنطقة.