بغداد: الصباح

شدَّدت اللجنة التنسيقيَّة العليا بين العراق والولايات المتحدة، أمس الثلاثاء، على أهميَّة الشراكة الثنائيَّة ودور العراق الحيوي في أمن المنطقة وازدهارها، مؤكدةً ضرورة الالتزام بمواصلة جهود الإصلاح المالي لتشجيع الاستثمار الأجنبي في العراق.
وذكر بيان للمكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء أنَّ "وفد العراق، بقيادة نائب رئيس الوزراء ووزير التخطيط محمد تميم، ووفد حكومة الولايات المتحدة، بقيادة وزير الخارجية أنتوني ج. بلينكن، رأسا اجتماع اللجنة التنسيقية العليا (HCC)، وفقًا لاتفاقية الإطار الستراتيجي بين البلدين للعام 2008".
وبحسب البيان، فقد خاض الجانبان جولة مباحثات تضمّنت استغلال العراق موارده الغازية واستثمارها وصولاً لتحقيق الاكتفاء الذاتي بحلول 2030 بالاستفادة من الخبرات الأميركية، عبر توقيع مذكرات تفاهم لمعالجة الغاز وتحويله لكهرباء قابلة للاستخدام، كما أكد الجانبان أهمية استئناف صادرات النفط عبر خط الأنابيب العراقي التركي.
وأضاف البيان أنَّ "الولايات المتحدة أشادت بجهود العراق في زيادة التواصل الإقليمي في ما يتعلق بالربط الكهربائي مع الأردن والمملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي"، مبيناً أنَّ "الجانبين ناقشا اهتمام العراق باستخدام الطاقة النووية السلمية والتقنيات النووية الناشئة".
وتطرّق البيان إلى تقدم العراق في تحديث قطاعه المالي والمصرفي، وتوسيع علاقات المراسلة مع البنوك في الولايات المتحدة وأوروبا، والتزم الجانبان مواصلة جهود الإصلاح المالي لتشجيع الاستثمار الأجنبي ومواصلة توسيع العلاقات المصرفية الدولية في العراق.
وفي سياق تطوير الأعمال الخاصة، أكد البيان أنَّ "مؤسسة التمويل الدولية للتنمية التابعة للولايات المتحدة ستقدم قرضاً بقيمة 50 مليون دولار إلى البنك المركزي العراقي؛ لتقديم القروض إلى المشاريع الصغيرة والمتوسطة، مع التركيز على الأعمال التي لم تكن لها حسابات بنكية سابقة والأعمال بقيادة النساء".
وجدّد العراق، بحسب البيان، "التزامه جهود الانضمام إلى منظمة التجارة العالمية وحماية حقوق الملكية الفكرية، عبر برنامج الزائر الدولي القيادي للعراقيين لتطوير الخبرات في هذه المجالات".
وأعربت واشنطن عن "قلقها بشأن تأثيرات تغير المناخ في الشعب العراقي، وتعهّدت بمواصلة دعمها حلَّ أزمة المياه وتحسين الصحة العامة"، مشيدةً "بعمل اللجنة العليا للمياه لتحسين إدارة موارد المياه، مع اعتزام العمل بشكل وثيق على معالجة تغير المناخ وإنهاء حرق الغاز للحدِّ من انبعاثات الميثان، بالتعاون مع الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID) لتحسين خدمات إدارة المياه والنفايات".
ونقل البيان أيضاً عن الوفد العراقي اهتمامه بالتعاون مع واشنطن لتبادل الخبرات في برامج التأمين الصحي وإدارة المستشفيات وأبحاث السرطان، وتعزيز العدالة للناجين وضحايا الإبادة الجماعية، التي ارتكبتها داعش في 2014 وأهمية استقرار سنجار، في ظل التقدم الذي أحرزته بغداد بإعادة 8 آلاف عراقي من مخيم الهول شمال شرق سوريا.
وفي ما يخص التعليم العالي والثقافة، أبدت واشنطن "دعمها برنامج المنح، مع عزم بغداد إرسال 3 آلاف طالب وطالبة للدراسة في الولايات المتحدة، من أصل 5 آلاف، مُخطط لابتعاثهم، مع الاستمرار بتسهيل إعادة الممتلكات الثقافية العراقية، بعد تنسيق الخارجية الأميركية نقل قطعة أثرية سومرية مع متحف متروبوليتان للفنون في نيويورك، مع الالتزام بإعادة المزيد مستقبلاً".