سيف ضياء
تشكّل زيارة السيد رئيس مجلس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، إلى واشنطن نقطة تحولٍ ومرحلة حاسمة في تاريخ العلاقات بين العراق والولايات المتحدة الأميركيَّة، وذلك في ظلّ التوترات الإقليمية والدولية المستمرة، إذ يرى مراقبون ومحللون متخصصون في الشؤون العراقية إلى هذه الزيارة على أنها فرصة لإعادة تعريف العلاقات بشكل يُسهم في تعزيز الاستقرار والتنمية لكلتا الدولتين، حيث إن هذه الزيارة تدشن عهدًا جديدًا من التعاون والتفاهم المتبادل بين البلدين، إذ يسعى السوداني لإثبات قدرة العراق على أن يكون شريكًا موثوقًا به، وقابلًا للتفاهم مع الجانب الأمريكي، خلال هذه الزيارة، تمت مناقشة عدة قضايا استراتيجية تشمل الأمن والاقتصاد والسياسة ، وكان من أبرز الموضوعات المطروحة تحديد جدول زمني ملموس للانسحاب الأمريكي من العراق، وهو يُعد خطوة بالغة الأهمية لتعزيز سيادة العراق واستقلاله السياسي والعسكري، كما ويتطلع العراق إلى تحقيق استقراره الداخلي، بدعم تكنولوجيا وتدريب عسكري يُمكن أن توفره الولايات المتحدة، علاوة على تعزيز القدرات القتالية للقوات العراقية، اما من الناحية الاقتصادية، تمت مناقشة تأثير العقوبات الأمريكية على المصارف العراقية وسبل التخفيف من وطأتها، كما تم بحث معضلة الديون العراقية وإيجاد حلول مستدامة لها، هذه القضايا الاقتصادية حيوية لضمان بناء بنية تحتية قوية وسوق مالية مستقرة في العراق، إضافة إلى ذلك، جاءت العلاقات مع إقليم كردستان العراق ضمن أولويات النقاش، إذ يُعد الإقليم شريكًا أساسيًا في العراق ، حيث تم التأكيد على الحاجة إلى تسوية الأزمات المتكررة وتعزيز التفاهم بين الحكومة المركزية وحكومة الإقليم، علاوة على ذلك، أكد العراق خلال الزيارة على موقفه الداعم للقضية الفلسطينية وضرورة إيقاف العنف في غزة، مشيرًا إلى مواقف العراق الثابتة تجاه حقوق الإنسان ودعم الاستقرار في المنطقة.
في نهاية المطاف يمكن القول: تُمثل زيارة محمد شياع السوداني، رئيس مجلس الوزراء العراقي، إلى واشنطن، خطوة بالغة الأهمية في تاريخ العلاقات بين العراق والولايات المتحدة، إذ تناولت المحادثات عدة ملفات استراتيجية من شأنها تعزيز السيادة العراقية وتقوية العلاقات الثنائية ؛ حيث تمت مناقشة الأمن، الانسحاب الأميركي، التعاون العسكري، الأوضاع الاقتصادية، والعلاقات مع إقليم كردستان، بما يعكس رؤية مشتركة نحو عراق آمن ومستقر، هذه الزيارة تشير إلى التزام مستمر بأجندة شاملة تهدف إلى تعزيز التفاهم والتعاون في مرحلة مليئة بالتحديات الإقليمية والدوليَّة.