بشرى البستاني
حكايتي معك لم تبدأ بعد
لكنها انتهت
لا تسلني: كيفَ
ولن أسألكْ
كونها انتهت بأصيلٍ جديد
يجره جوادٌ أشقر
وأملٌ تعلق بساعديك
***
على سواحل بحرٍ غريب
اجتاحَ صحراء أمانينا
بحرٍ لم ينتبه لوجودنا على الساحل
إذ وقفت اليمامةُ الغريبةُ تترنم
بآخر أنغام (عمر خيرتْ)
وهو يستقلّ سفينة المنفى
لا تصدق أنها المنتهى
هل تعرفُ (عمر خيرت)
وما ترك لي من وجع الشغف
أنا لا أعرفهُ
بل أعرف حبيبته التي أقامت دعوةً ضدي
بحجة اختطاف حبيبها من سرير المسرّات
لكن الدعوة فشلت
إذ وجدوني مخطوفةً في شرفتها
لم تصدق أني لم أرتكب الجريمة
لم تصدقْ أني لا أعرف (عمر خيرت)
بل أعرف عينيكْ
وماساً يلتمع ليلاً
في ثتايا شعرك الكستنائي
وآخرَ إضمامةِ وردٍ أضاعها ساعي البريد
وهو يبحثُ عن بيتي
***
علمني ..
كيف أغادرُ التشاكل
واستقرُّ في الاختلاف
بطاقاتُ انتمائنا لوطنٍ واحدٍ مشكوكٌ بها
هم لا يعلمون
لكن لاشيءَ يخفى
مادمتَ تفوح في جسدي
مثل ياسمين الضحى
لا شيء يخفى
مذ نسيتُ أسماءَ الأيام وتواريخَها
وتعلمتُ احتسابَ المعاركِ الممهورةِ
في ممراتِ عمري
آلضائعةِ في التشاكل
والشاخصةِ في اختلاف أمانينا
قلتَ لي شالكِ الورديُّ راية
على أغصان شجرهِا النافرِ جملةٌ تقولُ:
أكتبيني
لأمكثَ معكِ في حضارة التمكين
وأقيمَ خيمتي
على مشارف مياهكِ الصافية
منسابةً على أعطافِ الزمن
هاربةً لأحضان قصيدتي
منضوية في أروقة المدن السعيدة:
وأسيرة في الوحشة.
***
علميني ..
هذا عشاؤكِ لا تقولي الأخير
سيقتلونكِ لو أفشيتِ السر
وسيوصدونَ عليك أبوابَ المحنْ
شذراتُ عمرك موعدٌ للريحِ
وحجةٌ لتواريخ الأسى
فصولها تقولُ:
عندي موعدكْ
معي ملامحُ طلعتكْ
عندي النهاياتُ وأسرارُها
ومعي المواعيدُ.