بغداد: محمد الأنصاري
دشَّن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في بغداد أمس الاثنين، الخطوات الأولى لخارطة طريق تمثل انعطافة تاريخيَّة للعلاقة بين البلدين الجارين، ووقع الجانبان "اتفاق الإطار الستراتيجي" الذي ينتقل بالعلاقات إلى أعلى مستوياتها للمرّة الأولى منذ عقود، كما رعى السوداني وأردوغان 25 مذكرة تفاهم مهمة في مختلف المجالات أبرزها مذكرة تفاهم رباعية بين العراق وتركيا وقطر والإمارات، تهدف إلى التعاون المشترك بشأن مشروع (طريق التنمية) الستراتيجي.
واستقبل السوداني، بمطار بغداد الدولي صباح أمس الاثنين، الرئيس التركي، والوفد الرفيع الذي يرافقه، وعقب مراسيم المطار استقبل رئيس الجمهورية الدكتور عبد اللطيف جمال رشيد، في قصر بغداد، الرئيس التركي الضيف والوفد المرافق له.
وعقد الجانبان مباحثات ثنائية تناولت تعزيز العلاقات بين البلدين وآليات تطوير التعاون في شتّى المجالات، كما جرى التأكيد على ضرورة التنسيق والعمل المشترك من أجل التوصل إلى حلول مرضية للقضايا المتعلقة بالأمن والاقتصاد والمياه وبما يخدم تطلعات الشعبين الجارين العراقي والتركي.
ووقع رئيس الوزراء محمد شياع السوداني والرئيس التركي رجب طيب أردوغان "اتفاق الإطار الستراتيجي" بين البلدين الذي يعد خارطة طريق نحو شراكة اقتصادية شاملة، كما رعيا مراسيم توقيع مذكرة تفاهم رباعية بين العراق وتركيا وقطر والإمارات، تهدف إلى التعاون المشترك بشأن مشروع (طريق التنمية) الستراتيجي.
كما رعى السوداني وأردوغان مراسيم توقيع 24 مذكرة تفاهم واتفاقية أخرى، أبرزها اتفاق إطاري في ملف المياه يتضمّن فقرات مهمة في التعاون بين البلدين تسهم بحلول ناجعة لأزمة المياه في العراق، وتضمنت المذكرات التعاون في مجالات الأمن والدفاع والتعليم والصحة والصناعة والتجارة وغيرها.
ورأس رئيس الوزراء محمد شياع السوداني والرئيس التركي رجب طيب أردوغان وفدي البلدين في المباحثات الموسعة التي عُقدت في القصر الحكومي ببغداد، أمس الاثنين.
وبحثت جلسة المباحثات اتفاق الإطار الستراتيجي الذي سيمثل خارطة طريق لبناء تعاون ستراتيجي مستدام، والتأكيد على أهمية "طريق التنمية" في الجانب الاقتصادي وتعزيز التكامل الاقتصادي.
وشهدت المباحثات التباحث في تطوير العلاقات التجارية والاقتصادية وزيادة التجارة وتشجيع الاستثمار، على المستوى الرسمي عبر اللجنة الاقتصادية المشتركة بين البلدين، والسعي لتفعيل مجلس الأعمال العراقي التركي، وجعله منصة يتبادل الطرفان من خلالها خبراتهما العملية، والمشاركة في تعزيز التعاون وتنمية المشاريع في البلدين.
كما جرى، خلال المباحثات، التأكيد على تعزيز الأمن المشترك بين البلدين، وعدم السماح بأن تكون أراضي البلدين منطلقاً للاعتداء بينهما.
كما تم التأكيد على وجود حاجة حقيقية لتأسيس مؤسسات صناعية عراقية- تركية مشتركة داخل العراق، برأس مال مشترك، والعمل على تسهيل إجراءات منح سمات الدخول للمواطنين العراقيين لغرض السياحة والتجارة والاستثمار والعلاج والدراسة.