استذكار لمواقف كوكب حمزة الوطنيَّة والإبداعيَّة

ثقافة 2024/05/08
...

 بغداد: رشا عباس
 تصوير: نهاد العزاوي

استذكر رواد المتنبي الجمعة الماضية، في بيت المدى الفنان الراحل كوكب حمزة، ضمن أصبوحة فنية قدمها الصحفي والناقد سامر المشعل وبمشاركة الفنان كريم الرسام وفرقته الموسيقية، وعدد من المطربين بتقديم نماذج من الحانه، وقدم بعض الباحثين جوانب من حياته الفنية.
وصف المشعل الملحن الراحل بأنه حالة استثنائية في ابداعه ومواقفه الوطنية، وأشار إلى أن كوكب حمزة استطاع أن يوظف الايقاعات الحسينية في بعض أعماله ومن تلك الاغاني " بنادم "  المستمدة من الطقوس الحسينية بحكم البيئة، التي كان يسكنها بناحية القاسم في بابل، تلك المنطقة الموشحة بالحداد والحزن الكربلائي، لا سيما في فترة اربعينية الامام الحسين (ع)، فضلا عن الرمزية، الذي كان يعتمدها الفنان بتلك الأغنية، والتي كانت ترمز إلى انهيار الجبهة والخذلان اللذين عانا منه الحزب
الشيوعي.
كوكب حمزة أخذ نجمه يتألق في عالم التلحين مطلع العقد السابع، عندما قدم للمطرب حسين نعمة أغنية "يا نجمة " كلمات كاظم الركابي، فضلا عن أغنية اخرى نالت نجاحاً كبيراً، ومنحت الأصوات التي غنتها بطاقة دخول من الأبواب الواسعة لوجدان المتلقي العراقي والعربي، مثل أغنية "يا طيور الطايرة" كلمات زهير الدجيلي، التي غناها سعدون جابر العام 1973، فحصد من خلالها شهرة كبيرة في معظم البلدان العربية، وفازت كأفضل أغنية بمهرجان الاغنية العربية، وكذلك اختيرت كواحدة من أهم الاغاني  في استفتاء أقامته اذاعة بي بي سي بحسب المشعل.
الباحث حيدر شاكر قال:"يمتلك الراحل ثقافة موسيقية تختلف عن أقرانه، فمن يستمع لألحانه يجد الشجن العراقي المتمثل بجنوبه وفراته الأوسط، ففي ألحانه الإيقاعات البصرية والبغدادية، فضلا عن توظيف الموروث الشعبي العراقي، فمن يستمع إلى اعداده لأغنية "يانجمة" يدرك ذلك الجمال، وكذلك الحال مع اغنية "ياطيور الطايرة" واغنية "يوم الما اشوفك" أو "بنادم" وتتوالى الالحان بأصوات عراقية وعربية وهي تغرد بألحانه، مؤكدا رغم قلة انتاجه اللحني، الا أن ما قدمه ظلَّ في ذاكرة اجيال.
اما الباحث ستار الناصر فقد بين أن الجهات الثقافية دائما سباقة لتغطي الزخم الكبير من الفنون، لا سيما الاحتفاء بالفنانين الراحلين، فجلسة اليوم بطلها كوكب حمزة ملحن ومن أمهرـ الذين لحنوا في فترة السبعينيات، وشكلوا ما يعرف باللون، فحينما تسمع الأغنية تعرف أنها لكوكب وهذا هو النجاح الباهر.
الفنان كريم الرسام أطرب الحاضرين بالأغنية الشهيرة " لو رديت " غناء سعدون جابر وألحان كوكب حمزة تفاعل معها الجمهور، وتحسروا على جمال تلك الايام.
فمن المفارقات أن يجتمع على محبة كوكب حمزة جميع الأجيال، لديه روح محبة وانسان حقيقي استطاع أن يكسب قلوب الناس.
الرسام خلال حديثه لـ "الصباح" بين في هذه الجلسة، استرجعنا أغاني كوكب وسلطنا الضوء على بعض محطات حياته، فهو فنان يستحق أن يكرم افضل تكريم، ومن المؤمل إقامة جلسة احتفاء رسمية في نقابة الفنانين العراقيين لهذا الفنان واعادة أغانيه من جديد.
وختم المشعل، يبقى الحديث عن الفنان الماثل بالذاكرة كوكب حمزة، وكيف نغمس في حب الوطن وغنى له، وأن كل ما فيه كان للعراق وعندما تغرَّب تأثرت حياته على عكس الكثير، الذين يبدلون جلودهم من اجل مصلحتهم الشخصية، حمزة رغم تركه الفن لفترة طويلة، الا أن ثورة تشرين هزته ومسك عوده، وغنى للثوار اغنية كلماتها تقول:" ردتك وطن ياوطن
مو كاع مهجورة يحكمها قطاع الطرق وضباع مسعورة
ردتك وطن مهيوب حنين وفي وطيوب
مو مجزرة ومو مقبرة ومو مزبلة ومنهوب".