مالمو: سنان السبع
تألق الممثل التونسي ظافر العابدين في مهرجان مالمو للسينما العربية، حيث فاز فيلمه {أنف وثلاث عيون} بجائزة الجمهور، معبِّراً عن فخره وسعادته بهذا الانجاز الذي يبرز الفن العربي في أوروبا. تحدث العابدين عن تجربته في المهرجان، مشيرًا إلى أهمية تواجد السينما العربية في الدول الأوروبية، وتبادل الثقافات بين الجاليات العربية والشعوب الأوروبية.
وعن فوزه بجائزة الجمهور، أكد العابدين أن هذه الجائزة لها طعم خاص؛ إذ تأتي من الجمهور الذي يمثل الهدف الرئيسي لأعماله الفنية، وعن تجربته كممثل ومخرج في فيلمه الجديد "إلى ابني"، كشف العابدين عن فكرة الفيلم التي تجمع بين الروح السعودية والتونسية، مبرزًا أهمية القصص الإنسانية في السينما وقدرتها على تجاوز الحدود الجغرافية والثقافية.
وتحدث العابدين في هذا الحوار مع جريدة "الصباح" عن مشاريعه القادمة، معلنًا عن عمل جديد يستعد لتصويره في الأيام القليلة المقبلة، ومؤكدًا استمراره في مجال الإخراج بعد تجاربه الناجحة، معبرًا في الوقت نفسه عن حبه وتقديره لجمهوره في العراق.
* نتحدث عن مشاركتك في مهرجان مالمو للسينما العربية، كيف رأيت هذا المهرجان، وما هي مشاركتك في هذا المهرجان؟.
-بصراحة مهرجان جميل جداً ويعتبر أهم مهرجان للسينما العربية في أوروبا، ومن المهم تواجد السينما العربية في هذه الدول الاوروبية، وكذلك من المهم أيضاً تواجد هذا المهرجان للجالية العربية في أوروبا للشعوب الأوروبية، حتى يتمكنوا من التعرف علينا، والتعرف على اعمالنا الفنية التي كانت أعمالا مختلفة ومهمة في برنامج المهرجان، و كانت مشاركتي في فيلم " أنف وثلاث عيون".
*ماذا يعني لك الفوز بجائزة الجمهور في مهرجان مالمو للسينما العربية؟ وربما هذه الجائزة لها طعم مختلف عن بقية الجوائز، لأنها أتت من الناس الذين تعمل لهم الافلام والاعمال الفنية وبالتأكيد لديها طعم مختلف بالنسبة لك؟
- نعم صحيح بصراحة جائزة حلوة برشا، والقاعة كانت ممتلئة خلال عرض الفيلم في مدينة مالمو، هنا في السويد والآراء من الجمهور بعد عرض الفيلم كانت جميلة جداً من قبل الناس. مبروك لكل فريق العمل والمخرج أمير رمسيس على العمل الجميل وعلى مثابرته وعلى احترافيته في إخراج الفيلم هذا وأيضاً مبروك للمنتجة شاهيناز العقاد، التي كانت جريئة في إنتاج فيلم من افلام الكلاسيكيات العربية والكاتب أيضاً وائل حمدي، الذي قدم سيناريو جميلا جداًـ لذلك مبروك لجميع كادر عمل هذا الفيلم.
* الفيلم يساعد الناس على فهم نفسها أكثر ويتعمق في قراءة تصرفاتها وطريقة تفكيرها، هل هذا ضمن الأسباب التي دعتك للقبول بالمشاركة في هذا العمل؟
- هو فيلم مختلف لأنه لا توجد أعمال كثيرة في الوقت الحالي تتطرق إلى الجانب النفسي لحياة الرجل، وفكرة تأخر الرجل عن الزواج هي موجودة في كل مجتمعاتنا العربية، حيث إن الظروف المعيشية تغيرت وكذلك طريقة العلاقات تغيرت، وأصبحت مختلفة عن فترة الستينيات والسبعينيات، لذلك فأن من المهم جداً أن يكون هناك فيلم، فيه دراما وفيه رومانسية، وفي الوقت نفسه، يعالج اشياء كلنا مررنا بها سواء من قريب أو من بعيد.
*هل كانت لديك تفصيل بين دورك كممثل في فيلم "أنف وثلاث عيون" وعملك في الإخراج؟، أم كانت هناك مناقشات إخراجية مع المخرج أمير رمسيس خلال عملك في
الفيلم؟
-كلا لم تكن لدي نقاشات اخراجية مع المخرج، كنت ظافر الممثل فقط في هذا الفيلم، في الإخراج أمير ما شاء الله عليه هو مخرج متميز وغني عن التعريف، وأنا كممثل لما يكون لدي دور ممثل في الفيلم يكون كل تركيزي على الدور، واحترام الأشخاص الذين يؤدون أدوارهم الاخرى، لكني مثل أي ممثل تكون لدي نقاشات مع المخرج حول الشخصية والدور والأداء مثل اي ممثل آخر، وهذه النقاشات هي صحية جداً والحمد لله كانت تجربة موفقة لي في هذا الفيلم، وان اختيار جمهور مدينة مالمو لأفضل فيلم في المهرجان هي شهادة
أعتز بها.
*هل ستستمر في إخراج أفلام بعد نجاحك كممثل ومخرج في فيلم "إلى ابني" وفوزك بجوائز مرموقة؟
- نعم بالتأكيد، الإخراج كان حلما منذ فترة طويلة والبداية كانت مع فيلم غنوة، والآن مع الفيلم السعودي إلى ابني، وبالتأكيد هناك مشروع آخر قادم أنجزت منه كتابة السيناريو، ولكن ما زلنا في فترة التحضير، لكن بالتأكيد ستكون هناك أعمال اخراجية اخرى لي في الفترة المقبلة، حيث إن هذه التجربة هي تجربة رائعة وأنا سعيد بخوضها.
*ما هي فكرة فيلم "إلى ابني" الذي يعد ثاني تجربة إخراجية لك، وشاركت فيه بكاتبة السيناريو والحوار؟
- إنه فيلم سعودي بروح تونسية، استوحيت فكرته من خلال مناقشة الموضوع مع الشركة المنتجة، فجذبتني إليها، حيث إني أعشق العمل في الأفلام ذات البعد الاجتماعي".. استمعت بتلك التجربة المختلفة، التي تروي قصصا إنسانية تصور علاقة الأب بابنه والجد بحفيده والشاب بشقيقته، ويمكن لأي شخص أن يجد نفسه فيها، الفيلم يطرح عددا من القضايا الاجتماعية، منها الغربة وإحساس الاغتراب التي يعيشه المهاجر، والروابط الأسرية، والأب المتسلط الذي يرفض التحاور ويريد تقرير مستقبل أبنائه.
*هل واجهتَ صعوبة في تجسيد شخصية رجل سعودي؟
- لا، فقد بقيتُ أراقب سكان مدينة أبها لمدة أربعة أشهر، وأرى كيف يتعاملون مع بعضهم البعض، وكيف يتحدثون، وبعد فترة من الزمن أصبحت قادراً على تقليدهم، فالأمر كان سهلاً ولم يتطلب معاناة كبيرة مثلما كنت أعتقد، كما أن الدور لا يتطلب أن أكون سعودياً خالصاً، لأن صاحب الشخصية عاش فترة طويلة من حياته في بريطانيا.
*حدثنا عن الأعمال الجديدة بالنسبة لك؟
- هناك عمل جديد أنا منشغل فيه الآن، وسيكون موعد بدء التصوير في الشهر القادم، والعمل سيكون من حقبة قديمة، وان شاء الله سيكون عملا مميزا وينال رضا الجمهور.
* ماذا تقول لجمهورك في العراق من خلال جريدة "الصباح".
- أوجه التحية والحب لكل جمهوري في العراق وابعث لهم قبلة، وإن شاء الله التقيهم قريباً هناك في العراق.