صدر للدكتور سمير الخليل كتابه الجديد (الشعر والتمثلات الثقافية، قراءات في الشعر العراقي المعاصر) عن دار الشؤون الثقافية 2024، وهو
من الكتب الرائدة في دراسة
الشعر العراقي من منظور النقد الثقافي، إذ يرتبط الشعر بالثقافة ويتمثلها بلا وعي من المؤلف الحقيقي، انما يشتغل (المؤلف الثقافي) في تغذية الإبداع الشعري والأدبي
عموما، وتثير الدراسات الثقافية قضية تتعلق بهوية النص الادبي بوصفه نصا ابداعيا منطويا على أدبيته قبل ان يصبح فيه
السياق الثقافي عنصرا مؤسسا في البنية، أي قبل أن يتحول عنصرا فاعلا في عملية الانتاج الشعري، وبهذا ترتبط الثقافة
بالشعر.
فالعنصر الثقافي ليس أمرا سلبيا موجودا في جوهر النص الشعري الابداعي عموما، بل هو قوة فاعلة في النسيج الشعري ينتظر من يكشف عنه أو يقوم بتأويله، والشعر حسب مقدمة المؤلف يحتضن وجودين أحدهما واقع افتراضي يصنعه الخيال والآخر مرجعي متمثلا بالثقافة، بمعنى أن فاعلية الواقع المرجعي ضاغطة شاء أم ابى
الشاعر!
فالذات حسب المؤلف هي التي تخلق هويتها الشعرية، وأنا الشاعر تتحول إلى أنوات الآخرين المتابعين لها، فالهوية الشعرية والثقافية هما وجهان لورقة واحدة ونتاج التفاعل مع المتلقين.
انصبت دراسات الكتاب على مدخل بعنوان "التمثيلات الثقافية للخطاب الشعري" ومن ثم دراسة موسعة عن "الاستجابة الثقافية ومحو الذات في شعر مظفر النواب"، و "الهوية الثقافية في شعر كاظم الحجاج"، و"ثقافة موفق محمد من التمرد إلى وعي التمرد"، و"تلسين الفهم والوعي الثقافي في شعر حسب الشيخ جعفر"، وغيرها.