كيف بدت تجربتي مع الفوز في المسابقات الأدبيَّة؟

ثقافة 2024/05/29
...



بغداد: نوارة محمد 




من أنا، وكيف كانت تجربتي مع الفوز؟ ماذا تعني لجان التحكيم بالنسبة لي؟ وما هي توجهاتي في الكتابة، أو القضيَّة التي أحملها على عاتقي وأحاول طرحها أو الصراخ بها عبر نتاجي الأدبي؟ هنا عبر هذه السطور سنستطلعُ آراء الشباب الذين فازوا بمسابقة أدب الشباب التي أقامها الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق دورة الشاعر بدر شاكر السياب.


حقل الرواية

يقول محمود رمضان السامرائي، وهو أستاذ الأدب بقسم اللغة العربيَّة، درس الدكتوراه في الأدب الحديث، ولديه أربع روايات وكتاب نقدي: “إنني أكتب الرواية التي تناقش قضايا اجتماعيَّة وتاريخيَّة، لا سيما أحداثها التي تجري في المناطق الغربيَّة، سامراء، الأنبار، لغزارة الحكايات فيها التي هي خليطٌ من الأساطير والحكايات والتنوع والتصوف، كما عشت فيها وخبرتُ تفاصيلها”.

السامرائي الحاصل على المركز الأول عن حقل الرواية للأدباء الشباب عن اتحاد الأدباء يضيف “تعدُّ حادثة مهمة وفريدة، إذ أي تتويج في داخل الوطن هو انتصارٌ استثنائي، فقد سبق وكُرمت خارج القطر، لكنْ داخل الوطن تعني أشياءً كثيرة، فهي تصورُ حالة الازدهار التي يمرُّ بها وطننا الحبيب، وعناية ساحرة بالمبدعين. يبدو التحكيم على درجةٍ عالية من الدقة، فمنذ قدمت العمل للجائزة لم أتوقع قط فوزها لما تحمله من جرأة في الطرح، إذ يتطرق النص الفائز إلى النازحين وأزمة المخيمات والتي تعدُّ قضيَّة شائكة بكل تأكيد، فلما بلغتُ بالفوز شعرتُ بالظفر وأن المحكمين انتصروا للأدب وحده”.

ويتابع: “سبق أنْ نشرت خمسة أعمال لكنْ هذه المرة بدا الأمرُ مختلفاً، إذ التوقيع، والطباعة الأنيقة وتدافع القراء وكأنَّ الكتاب قد غدا رغيفًا تجعل مهنة الأدب مهنة سامية. تختلط المشاعر بين الظفر والامتنان والسعادة والزهو”.

أما نور الهدى كناوي الحاصلة على المركز الثاني عن حقل الرواية لجائزة الشباب عن اتحاد الادباء فتقول: “أجيد كل أنواع الأدب: قصة، رواية، شعر، مقالة، ولكنْ توجهي هو السرد وأنَّ تجربة الفوز جميلة وتعني الكثير، فهي جعلت كتابي يأخذ صداه الذي يستحق كما أنها شجعتني لتقديم المزيد”.

وترى كناوي وهي من بابل وتعمل مدرسة أنَّ “لجنة التحكيم لديها معايير استندت عليها مما فهمته منهم أنهم يريدون كتاباتٍ تتناول قضيَّة معينة وتريد الوصول الى هدفٍ معينٍ وفيها جرأة الطرح في موضوعات مختلفة”.

وتشير الى أنَّ “التكريم وحفل التوقيع في غاية الروعة وعملت اللجنة على تنظيم كل شيء بكل ما هو ممكنٌ لتوفير الراحة للفائزين مع طقسٍ من التعاون والمحبة”.

آريان صابر الداوودي الحاصل على المركز الثالث عن حقل الرواية لجائزة الشباب عن اتحاد الأدباء، يقول: إنَّ “القضيَّة التي ما زلتُ أحملها هي قضيَّة الشارع، التفاصيل الصغيرة التي نشاهدها أمامنا كل يوم في الطرقات، الأسواق، المؤسسات، نعيش كل يوم ونتعايش مع غيرنا، هناك دائماً سؤالٌ فلسفي، ما هو الخطأ في الموضوع؟ لماذا بعضنا يفترشُ الطرقات، وغيره يتربعُ على المناصب؟”.

ويشير الى أنَّ “الفوز الحقيقي، هو القارئ بكل تأكيد وما لا يمكن إنكاره هو شعورٌ رائعٌ بأنْ يكون اسمي مع الفئة الفائزة، ولا يمكن وصفه بكلمات، وما يزيدني فرحاً هو الباب، أجد أنَّ هذه الجائزة (باب) جديد من خلاله سأصل لقراءٍ جددٍ، بمعنى ستصل كلماتي إلى أشخاصٍ جديدين، وهذا ما أبحث عنه، وهم جائزتي التي لا تنقطع”.

أما في ما يتعلق باللجان فيوضح آريان الذي له العديد من الإصدارات أنَّ “كل مسابقة تعتمد على معايير خاصة، ولجان سريَّة، ولكل عضو من اللجنة توصياته، وهذا ما لا يمكنني كمشارك التدخل فيه، ولكنْ، كان من الأجدر إعلان التوصيات عن الكتب الفائزة ليتسنى لنا معرفة مواطن الضعف والقوة لدينا”.

ويتابع آريان الحاصل على بكالوريوس لغة تركيَّة أنَّ “الحفل الذي جهزه اتحادنا من أجل توقيع إصداراتنا، كان مبهراً، هذا ما شعرت به وسمعته من الحاضرين، وأسعدني هذا، فالاتحاد هو بيتي، ويهمني أنْ يكون أكثر أناقة في كل حين، فجمالي وقوتي من جماله وقوته”.

القصة القصيرة

أما شهد الزبيدي الفائزة بالمركز الأول في حقل القصة، ودرست تكنولوجيا المعلومات، فتقول: “منذ أنْ تعرفت على اللغة كوسيلة للخلق، صارت غايتي الأهم هي استخدامُها لهذا الغرض. كانت أغلب محاولات الوصول ناقصة أو مُترددة حتّى التراجع، وبقيتُ بالرغم من ذلك اقول بأنَّ لي مصيراً ثابتاً في شأن التأليف كما أنّه يعدو مُجرّدَ القَصّ ويمتدّ حتّى الرغبة الدائمة في بلوغ الرواية”.

وتضيف أنَّ” كتاباتي تحملُ قضايا متعددة، جميعها ما يؤثّرُ فيَّ عاطفيّاً. وأهمّها الأطفال ودواخلهم وآلامهم التي تفوق وعيهم، النَفس وصراعاتها مع السوء والخَطيئة والرَغبة بمختلف مساراتها، السلبيات المتفشّيَّة في شخصيّات من حولنا ومدى قربها من الحيوان والمرور على آلام الحيوانات بشكلٍ عام، الوَحدة؛ وطأتها وتأثيرها، الحالات اليوميَّة المُعتادة ومَدى كونها غير عاديَّة”.

وتتابع أنّ “تجربة الفوز مُفعمة، يمكنني القول بأني لم أتوقّع المَركز، كما وفقدتُ ثقتي بالفوز عموماً في لحظة ما. حتى علمتُ بالنتيجة وراودني شعورٌ أو إدراكٌ بأنَّ هذا بديهي، من بعد ما يزيد على عشرة أعوام من الكتابة والسعي نحو هذا الهدف، فهذا ما كان يجب أنْ يكون”. وتشير الى أنَّ الجائزة تعني البداية، والخطوة المقبلة هي إظهار ما في العُمق، الخطوة المقبلة هي الانتماء”.

أما عن حفل توقيع كتب الفائزين، فتقول: “كانت مرحلة مكثفة من الضغط والحماسة والإحراج مجتمِعة في كوبٍ واحدٍ مُترّعٍ جرعناه على عجلٍ في دقائق معدودة. كان من المُر والمؤلم رؤية كباراً من الأدباء يقفون في حالة انتظار التوقيع والإهداء من دون قدرتي على تعجيل الأمر والوصول إليهم قبل أنْ يصلوا إليّ، لكنّ الأمر يدلُّ على أنفس طيّبة ومحترمة. ومن جانب آخر فإنّ حالة الحب التي غمرتني، تَبعاً لوجودهم معي في هذا الوقت جعلت من كل شيء ذا معنى عزيز وأبدي”.

أما مآب عامر الحاصلة على المركز الثاني في حقل القصة بمسابقة أدب الشباب، فتقول: “بطبيعة الحال أنا أتجه الى استعمال تكنيكٍ متعمدة، كونه يشكل رؤية فنيَّة، لهذا ليس من المناسب أنْ اعتمدَ التنامي وأنا أرى تفاصيل الحياة الوصفيَّة الفارغة تتطابق مع رؤيتي”.

وتضيف أن “الفن والأدب في أجناسٍ مختلفة كالقصة مثلاً نختارها على وفق رؤيتنا. فكيف يخلق المبدع من دون تجددٍ واستمرارٍ وتجريبٍ وطرح أفكاره وفق رؤيته الخاصة. إنَّ لكل شخص منا عقليَّة وديناميكيَّة مغايرة عن غيره.. وهذا ما فعله بورخس حينما قارب النص القصصي مع المقالة، وارنست همنغواي وحتى كافكا”.

وتقول: “أنا أجد الإبداع بالتفاصيل الصغيرة التي بإمكانها أنْ تعكسَ صورة كاملة عن تجربة حياتيَّة أو قضيَّة لو دققت النظر”.

وتابعت عامر: “لقد اتبعت في قصصي أسلوب المتوالية بما يخصُّ قضايا الطفلة البنت والمرأة المسنة، وهي متماسكة تنقل مراحل حياة الأنثى بشكلٍ صوري”.

وتوضح عامر الحاصلة على بكالوريوس كليَّة إعلام جامعة بغداد/ قسم الصحافة: “أما بالنسبة للفوز بالجائزة فأعدُّها البداية الأولى، ومن الممكن أنْ يكون لها حافز قوي داخلي لإطلاق العنان لذائقتي الأدبيَّة، لوهلة استبعدت فوزي ليس بسبب عدم قناعتي بأسلوبي أو فني الأدبي، ولكنْ خوفاً من لجان التحكيم الذين صدموني تجاه درجة منح الاستحقاق وبالشكل الذي استوعبوا من خلاله القضايا التي طرحت في شتى الأجناس وبمختلف التوجهات والتكنيكات، وهذا ما منحني الثقة بالمحكمين وبدرجة مصداقيتهم العالية واستقبالهم للفكر الجديد... أستطيع القول إنَّ هذه الجائزة أثبتت أنَّ الأدب العراقي هو خارجٌ عن كل الدوائر المغلقة”.

من جهته، يقول رأفت عادل خطاب الحاصل على المركز الثالث في حقل القصة: “إنني أهتمُّ بالكتابة السرديَّة بين الرواية والقصة والسرد، وقد كتبت العديد من القراءات للكتب، ونشطت في إدارة الجلسات الثقافيَّة”.

يشير رأفت الى أنَّ “التوجه في كتابة الرواية أو القصة يقعُ تحت أطر أخلاقيَّة وإنسانيَّة، وأدرك جيداً أنَّ كل كاتب يحمل قضيَّة قد يعجز الأدب أحيانًا في الدفاع عنها فيتوجه للتظاهر للتعبير والدفاع عن تلك القضيَّة”.

ويؤمن بأنَّ القضيَّة هي الإنسان، ولديه قناعة أن الأدب يعبر عن عاطفة فرديَّة وتجربة انفعاليَّة ذاتيَّة. 

ويرى أن الفوز من أجمل لحظات حياتي، بحيث لم أشعر في الوقت على مدار ثلاثة أيام وأنا أتلقى التهنئة من أساتذة وكبار الأدباء. ويقول إنَّ “هذا الفوز هو الثاني في هذه المسابقة بعد تكريمي عام ٢٠٢٢ في مهرجان جواهريون دورة الشاعر الراحل مروان عادل حمزة.

وعن التحكيم يقول رأفت الذي يعمل في التدريس: “لم أعرف لغاية الآن من هم اللجنة المكلفة بتقييم النصوص، ولكن لدي قناعة بأنهم على قدرٍ من المسؤوليَّة والاختصاص”.

ويثني رأفت الذي له العديد من الإصدارات كما وحصد الفوز في القائمة الطويلة لمسابقة صالون نجيب الثقافي في مصر، وغيره، على جهود الأمين العام للأدباء الشاعر عمر السراي، ويضيف “أعجز دائماً عن التعبير عن مدى سعادتي، ولكن احتفاء الحضور وتفاعل الأدباء، وخصوصاً أساتذتي “وهم يقفون أمام طاولة التوقيع ويطلبون بلطف توقيعك.. هو الفوز الحقيقي بالنسبة لي”. 

الشعر

من جهته، يقول أحمد كاظم خضير الحاصل على المركز الأول في مسابقة الأدباء الشباب فئة الشعر: بوصفي شاعراً فأنا أرى أن الشعر الحقيقي هو بحد ذاته غاية وقضيَّة، لما يحمله من جمال، وتوجهي أن أبرز هذا الجمال وأظهره.

ويضيف أن “الفوز بالمركز الأول، بكتاب شعري، بمسابقة عربيَّة، هو خطوة مهمة في طريق أي شاعر، بالنسبة لي كان الأمر أشبه بالمشي على الغيم !خصوصاً أنها مشاركتي الأولى بمجموعتي الشعريَّة الأولى”.

ويتابع: “لم أكن أنوي المشاركة إطلاقاً حتى اتصل بي الأصدقاء وأخبروني أنْ أذهبَ معهم إلى بغداد لتسليم مشاركاتهم، فوافقت واقترحوا أنْ أشاركَ أيضاً، ترددت في الأمر، فقالوا إنك لن تخسر شيئاً، فنضدت المجموعة على عجالة وطبعتها قبل ساعات من السفر، ونسيت الأمر.. حتى اتصلوا بي من الاتحاد العام للأدباء والكتاب ليخبروني بفوزي ولله الحمد”.

ويرى أنَّ “لإجماع المحكمين مع اختلاف توجهاتهم الشعريَّة والنقديَّة هو اعترافٌ بالثقل الإبداعي للفائزين، في ظل تعدد أمزجة ومذاهب النقد، وقطعاً لجان التحكيم بكل المسابقات تمثل وجهة نظرها وليست قيمة على نتاج الشاعر وإنما تقيم النصوص التي أمامها بالاستناد على مرجعيتها الفكريَّة، وكانت لجنة تقييم المجموعات الشعريَّة مكونة من أعضاء متباينين تماماً بآرائهم النقديَّة، ولم يعرفوا بعضهم إلا بعد تقديمهم بحفل التكريم والمجموعات قدمت لهم بلا أسماء، وهذا يُحسب للجنة التنظيميَّة في الاتحاد”.

ويتابع: “كلماتي هي قطعٌ من روحي، ممزوجة بالخيال والحب والألم، وأنْ تُجمع هذه الكلمات في كتاب هو أغلى هديَّة أقدمها للقارئ، الطباعة رائعة والاهتمام كبير بالتصميم والخط والورق، وحفل التوقيع هو إيذانٌ رمزيٌّ لنشر الكتاب وكان بسيطاً وصاخباً”.

خضير الحاصل على دبلوم من معهد النفط وحصد العديد من الجوائز منها مسابقة الجود العالميَّة، ومسابقة شاعر الحسين البحرين، ومسابقة وزارة الشباب والرياضة، ومسابقة شبيه المصطفى، وغيرها.

أما حسن سامي العبد الله الفائز بالمركز الثاني في مسابقة الأدباء الشباب فيقول إن “توجهي في الكتابة هو الإنسان، انطلاقاً من الذات الفرديَّة إلى الذات الجمعيَّة الأوسع، ومن الكينونة إلى ما لا ينتهي من الأسئلة والأجوبة والشكوك واليقينات”.

ويرى أنَّ “الفوز ليس تجربته البِكر لكونه قد فاز بالعديد من الجوائز على الصعيدين العراقي والعربي، لكنَّ هذا الفوز يمثل قيمة عليا له لأن كتابه ينطلق من فلسطين إلى فلسطين”.

ويقول: “الجميل أن ديواني العمودي يفوز بمسابقة اثنان من حكامها شاعران نثريان حد النخاع، والمحكّم الثالث يكتب كل الأشكال الشعريَّة باحترافيَّة منقطعة النظير وهذا لا يدل إلا على التجرد والموضوعيَّة”.

وعن مشاعره تجاه طباعة كتابه وحفل توقيعه، يقول: “هو مطبوعي الخامس بعد (الحاملون بريد النخل) و (ربما) و(حصاة مطمئنة لنافذة قلقلة) و(نرجس) بيد أنَّ هذا المطبوع يمثل بالنسبة لي كلمة حق في زمنٍ باطلٍ وهذا المرجو من الشعر، كما لا يفوتني أنْ أشير إلى تميز هذه النسخة من المسابقة بالحضور النوعي وحسن التنظيم المتأتي من الحرص والإخلاص والاستفادة من تراكم التجربة”.

ويرى محمد حسن السامرائي الحاصل على المركز الثالث في حقل الشعر أنَّ “هناك جدلاً دائراً حول مفهوم “القضيَّة” في الكتابة، ولو عدنا للفلسفة لوجدنا أنَّ هناك مُتنازَعَين; يمثل الأول، الفلسفة المثاليَّة التي تحفل بالعمل الأدبي مهونة من شأن المضمون، ومن غايته الاجتماعيَّة، بمقابل الفلسفة الواقعيَّة التي تحفل بالمضمون وصلته بالجماهير. هذا هو التقسيم الذي شطر المبدع إلى نصفين. وظلَّ لزمن طويل مثار قلقٍ له. ما أود قوله إنَّ هذا السؤال يحتاج منا إلى صياغة جديدة، لا تحصر الشعر في زاوية حرجة، تدفعه لإجابة حرجة كذلك، لأنَّ الشاعر حين يكتب يصبح خارج ذاته، خارج الزمن، والتاريخ كذلك”.

ويعتقد السامرائي أنَّ “الشعر كما يرى هيدجر – مع تململي من الاقتباسات - هو مصدر وأساس اللغة والفن والتاريخ والكينونة والزمن والحقيقة. لأنه هو الذي يخلق الوجود وينتج التفكير”.

ويضيف أن”مفهوم القضيَّة في الشعر لم يعد موضوعاً جدياً، لقد انفتح النص وصار مجانياً إلى درجة نكران ذاته. فليس هناك غاية معينة يكتب من أجلها الشاعر، بل ليس هناك قضيَّة معينة، فالقضايا التي كانت تثير الكتابة، أصبحت الآن أكبر من أنْ تكتب، أو تدفعنا للتأمل حتى. ولو جئت لي شخصياً سأجعل الجواب فضفاضاً وأقول: أنا أكتب للإنسان، لي، ولكِ، وللآخر”.

ويتابع: “تجربتي في الفوز لم تكن الأولى، إنها الرابعة، ولكنها كانت الأكثر إدهاشاً، ولأن الدهشة ابنة الفلسفة فهي تدفعنا للتأمل. لقد فعلتْ ذلك، حين وقفتُ عند لحظة سماعي خبر الفوز، متأملاً قول درويش: “إنَّ الشعرَ يُولَدُ في العراقِ، فكُنْ عراقيّاً لتصبح شاعراً يا صاحبي “خطر هذا البيت برأسي، وأنا أقولُ : لقد أصبحتُ شاعراً، أصبحتُ شاعراً. فأنتِ حين تدخلين عريناً وتخرجين منه، فإنك لا تخرجين منه إلا منتصرة، فلا أحد يدخل عريناً ويخرج منه إلا أنْ يكون قد حقق نصراً ما. الخروج هو الانتصار، الانتصار على الذات، وعلى الفناء، وعلى الحياة كذلك”.

ويقول: لم أسأل عن آليَّة التحكيم، ولا عن الأعضاء، لأنني أعتقد في أعماقي أنني سلمتُ قصائدي بأيادٍ نقيَّة، وضمائر لا تقبل التحيز. كنت مطمئناً لدرجة أني كنت أحدث أصحابي عن فوزي قبل ظهور النتائج. إيماناً مني أن الاتحاد هو المؤسسة الثقافيَّة الأكثر موضوعيَّة ونقاءً. ولم تشبها شائبة رغم تلوث الأجواء حولها”.

ويشير الى أن “كلَّ ما أردته هو أنْ أطبع هذه القصائد، وأبعدها عن بعثرة الريح، أردتُ أن تظهر للنور فقط، ولكن ما فعله الاتحاد هذه المرة هو أنْ جعلها تشع وتسد عين الشمس! نعم لقد منحنا الاتحاد هذه اللحظة التي لا يسعكِ إلا أن تصرخي عالياً. يقال: إن الشيطان يكمن في التفاصيل، ولعلي سأقول إن يداً ملائكيَّة قد وضبت تفاصيلنا، وتدخلت في أدقها، فمنذ وصولنا حتى ختام حفلنا، كان كل شيء منظماً، بطريقة تدعوكِ للقفز مرحاً وبهجة، في ظل ما يمر به العراق من مآسٍ كثيرة”.

ومحمد حسن السامرائي الحاصل على ماجستير آداب اللغة العربيَّة حصد العديد على الجوائز منها “المركز الأول بجائزة الشارقة للإبداع العربي، المركز الثالث في مسابقة راشد بن حمد الشرقي للإبداع، والقائمة القصيرة في مسابقة راشد بن حمد الشرقي للإبداع، وغيرها.

التأليف المسرحي

يعتقد حيدر حسين ناصر الحاصل على المركز الأول في مسابقة أدب الشاب للتأليف المسرحي إنَّه يحاول من خلال كتاباته أنْ يطرح أفكار الشباب وأحلامهم وطموحاتهم والمشكلات التي تواجههم كونه أقرب لهم من ناحية العمر، كما يقول “لذلك نصوصي جمهورها الأكبر هم الشباب وأتحسس هذا الشيء عبر تواصل المخرجين والباحثين الشباب معي من أجل دراسة تجربتي المسرحيَّة”.

وعن تجربته مع الفوز، يضيف: “للسنة الثانية على التوالي أكون من بين الفائزين في مسابقة الأدباء الشباب وهذا يدلُّ على أنَّ شعور النجاح والفوز يجعلُ من الإنسانَ بركاناً ثائراً لا يقبل إلا بالفوز.. هذه الجائزة تعني لي الكثير لأنه على الرغم من المسؤوليَّة التي أصبحت عليّ كوني فزت بالجائزة لسنتين متتاليتين وأتوقع من هذه الجائزة دفعة معنويَّة نحو تحقيق نجاحات أخرى”.

ويتابع ناصر الحاصل على ماجستير في الإعلام قسم الصحافة، ويعمل ممثلاً وكاتباً مسرحياً: “لجنة الحكم كانت علميَّة رصينة لأن أعضاءها معنيون بالفن والثقافة، وأيضاً التخصص الدقيق في النص المسرحي فهم لديهم صورة واضحة عن كيفيَّة كتابة النص وما هي عناصر النص لذلك كل الشكر والتقدير لهم”.

وعن مشاعره تجاه طباعة كتابه وحفل توقيعه، يقول: “عندما رأيت كلماتي بين أيدي القراءة تذكرت لحظات المخاض العسير وأنا أحاول أنْ أخرجَ أفضل ما لديَّ من أفكار وكلمات تليق بحق من يقرأ.. عندما أرى القراء يطلبون الكتب لتوقيعها تأخذني نشوة فرح وسعادة وكأني بين الأرض والسماء”.

وحصل حيدر حسين ناصر على المركز الثالث في مسابقة جماعة الناصريَّة للتأليف المسرحي دورة الكاتب مهدي السماوي، والمركز الثالث في مسابقة التأليف المسرحي ضمن ملتقى القاهرة الدولي للمسرح الجامعي، والمركز الثالث في مسابقة أوسكار المبدعين العرب وغيرها.

أما مرتضى عودة الحاصل على المركز الثاني في مسابقة أدب الشاب للتأليف المسرحي، فيقول إنَّ “الكتابة رسالة وخصوصاً المسرح فهو مرتبطٌ بالعرض الذي يصل للمتلقي بسهولة عبر ترجمة النص الى صور فلذلك لا اعتمد توجهاً محدداً”.

وعودة الذي هو عضو في نقابة الفنانين العراقيين حصد المركز الأول في مسابقة الأدباء الشباب لعام 2023 دورة الشاعر الراحل أكرم الأمير، والمركز الثاني في مسابقة النص المسرحي ضمن فعاليات مهرجان حبيب الله الدولي الثقافي في محافظة ذي قار.

ويضيف أنْ “تكون ضمن المراكز الأولى لسنتين على التوالي في مسابقة كبيرة كمسابقة اتحاد الأدباء فهذا إنجاز عظيم، أشعر بفخر كبير”.

ويتابع في حديثه عن المسابقة: “يحرص اتحاد الأدباء على أن تكون المسابقة مليئة بالشفافيَّة، لذلك كانت النتائج مرضية للجميع، خصوصاً أنَّ لجنة التحكيم تكونت من أسماءٍ مهمة في الوسط الفني والأدبي. ويقول إنني “سعيدٌ جداً بهذا المنجز، وأطمح الى توقيع كتابي الخاص عن قريب”.

من جهته يقول حيدر عبد الرحيم الحاصل على المركز الثالث في مسابقة أدب الشاب للتأليف المسرحي إنَّ “الفوز في جائزة الاتحاد مهمٌ للكاتب المسرحي، كما أنه انطلاقة نحو الإبداع المستمر في الكتابة المسرحيَّة، وأيضا يضعك أمام خيار كبير وهو كيف تقدم في المستقبل نصاً مؤثراً مغايراً عمَّا كتبته في الأعوام الماضية”.

ويشير الى أنَّ “الفوز يعطي حافزاً كبيراً للاطلاع على العديد من النصوص العراقية والعربية، واللجوء الى أجواء ودهاليز المسرح العالميَّة ونصوصه الغنيَّة بالمعرفة والرصانة والإتقان، والتعرف على القواعد الرئيسة للنص المسرحي لكي يكون مؤثراً”.