مجلس العابد

ثقافة 2024/06/04
...

"الجغرافيا مهملة، والصداقة فيها ضعيفة، لكنها تفرض أشكالها وتؤسس هندستها مثلما هي تريد، أو مثلما تفرضه مرويات اللحظات التي يعيشها الكائن الفرد أو الجماعات، ودائما ما تكون الأماكن الصغيرة ذات وظائف لها صداقة سماوية، أكثر المقدسات حضورا هي الأم الكبرى التي تشرق يوما على البرية، الصحراء هي جغرافيا مقتدرة على الاقتراح، وهذا ماذهب اليه القاص والروائي محمد خضير سلطان.
كل المحكيات المقترنة بالأم هي مدهشات غير معروفة من قبل، وأهم الحضورات المبتكرة في الحياة هي التكوين والخلق، وأكثر السرديات تكوين للمحكيات التي هي التقاط جغرافيا صغيرة للعابد المتخيل، ما ابتكرته الأم الكبرى انطولوجيا خلقية وبدئية، عمت فضاءات الجغرافية الشاملة وأسست نظاما وحده المقتدر على إرساء ما يطغي رأس العابد ويجعله متميزا ببركات الالهة الشابة والأم وممنوحاتها، وهي تشرق بأضلاعها الممتدة فوق الأرض الممتلئة بالماء ورائحة العنبر".. هذا جزء من تقديم ناجح المعموري لرواية محمد خضير سلطان "العابد في مرويته الأخيرة" ومن عناوين فصول الرواية "خارج أسوار أوروك، مجلس العابد، مرويات السجادة الجديدة، لوحة جديدة لحائك العابد، رايات بيض صغيرة، فضلة وأول معمل في البلدة ودمعة شاعر، رحلة وارد إلى النجف، عودة وارد الثانية إلى النجف، على سجادته روى الحائك، وصول سمِث إلى البلدة، رمل العبودية المشاع، وصول بطرس فاسيلي".
جاء الكتاب في (112) من القطع المتوسط، الصادرة عن دار نينوى للدراسات والنشر والتوزيع.