السيمفونيَّة تقيم حفلًا منوعًا بقيادة علي خصاف

ثقافة 2024/06/05
...

 بغداد : رشا عباس 

 تصوير: نهاد العزاوي


ارتفعت عصا المايسترو علي خصاف لتعلن بدء حفل الفرقة السيمفونية الوطنية، مساء الجمعة الماضية، على خشبة المسرح الوطني، بعزف عدد من المقطوعات الكلاسيكية لأشهر وأهم العازفين العالميين.

اضافة الى مقطوعات من التراث العراقي بمشاركة عازفين وبحضور جمع غفير من متذوقي الفن ومحبي الموسيقى العالمية.


جمهورٌ نخبوي

المايستروعلي خصاف والذي قاد الاوركستر قال:" بعد النجاح الذي حققته الفرقة في مهرجان بابل موخرا وبمشاركة الفنانة بيدر البصري، تواجدت الفرقة على المسرح في حفلها الثاني، مقدمة أجمل المقطوعات والموسيقى العالمية منها افتتاحية لأول مرة لروسيني الايطالية في الجزائر، بالاضافة الى تقديم أربعة عازفين على اداء الآلات الهوائية الصوليست منهم 

حسن عبد عليوي، كلارنيت وجعفر خصاف، اوبوا ورانيا نشات، البوق الفرنسي واحمد عباس، فاكوت، فضلا عن مقطوعة شابريل  الاسباني".

خصاف عبر عن فرحته واعجابه بالجمهور الذي تجاوز النخبوية، لا سيما ان تذاكر الحفل نفدت بالساعات الاولى من الاعلان، وهذا يدل على أن المتلقي العراقي متذوق للموسيقى وعاشق لها، ونحن من جانبنا كفنانين أن نشبع رغبات هذا الجمهور المتذوق، ونقدم افضل ما لدينا من الاعمال ومقطوعات، ونستضيف اكثر من سائح ليتعرف على اعمال الفرقة التي تحاول بمختلف الطرق تقديم الجمال، وتتحدى الصعوبات المادية والوجستية لتطل على المحبين بأفضل صورة 

وصوت.


حضارة وثقافة

وفي خطوة جديدة وباسلوب مغاير قدم الخصاف اغنية " الدربيل" لاول مرة على ايقاع الجوبي ضمن الاوكسترا من توزيعه، وهي اضافة جديدة أدخلها الخصاف 

لتعبر عن تاريخ العراق وثقافته التراثية والغنائية المتنوعة، لا سيما محبي هذا النوع من الموسيقى، مؤكدا لا بد من اضافات جديدة وممتعة تضاف الى السيمفونية حسب ما يحب الجمهور وباسلوب جديد ومغاير.

 اما رئيس قسم الكونترباص في الفرقة احمد سليم فقد أشار الى أن السيمفونية لم تنقطع عن النشاطات فهي متواصلة بحسب توقيتات تنظمها وزارة الثقافة، اذ تكمن اهميتها بوجود حفلات حالها كحال أي فرقة اخرى في بقاع العالم، تعزف الموسيقى العالمية وليس الغربية، مبينا أن السيمفونية هي حصيلة بلد توارث حضارة وثقافات امتداد لجمهور متنوع يسمع الموسيقى العالمية، اضافة الى موسيقى بلده.


آراءٌ وأمنيات

من جانبه، أوضح محمود حمد أحد أعضاء الفرقة أن الفرقة على الرغم من تاريخها الطويل ومشوارها الموسيقي، الذي بدأ في أربعينيات القرن الماضي، وتعد من أقدم السيمفونيات في العالم العربي وتمثيلها العراق في اكثر من محفل، إلا أنها تفتقر إلى أبسط المقومات، التي تجعلها تواصل وتستمر فهي تفتقر الى وجود مكان مخصص لها، بالإضافة الى الأجور البسيطة التي لاتسد احتياجاتنا، متمنيا من الجهات المعنية أن تنظر الى تلك الفرقة وتراعي ظروفها، كونها تشكل واجهة حضارية لبلد تاريخه الثقافي  عريق.

وعند انتهاء الحفل، استطلعت" الصباح" آراء نخبة من الحاضرين، حيث اشار محمد جمعة إلى أن السيمفونية العراقية، لا تزال تواكب أعمالها وتقدم الابداع يوما بعد يوم وبحضور جمهور يحترم الموسيقى، ويعشق النغمات التي تبحر في سماء الإبداع والخيال، معبرا عن سروره عندما دخل قاعة المسرح ووجد مقعده، المخصص وجلس بشكل حضاري يستمع بهدوء دون ازعاجات أو صعوبات.

اما مرتضى سامي الذي حضر مع عائلته، أوضح أن سماع الموسيقى نوع من العلاج النفسي، من خلالها نتخلص من همومنا ونجعل أرواحنا تتنفس الجمال، متمنيا من الجهات المعنية أن تواكب على جعل كل اسبوع يوم خاص للموسيقى، فهي ملجؤنا الوحيد بعيد عن الخراب والدمار.