التلوّث السمعي

ثقافة 2024/06/12
...

سامر المشعل


عندما انتقل الإنسان من أحضان الطبيعة إلى المدن الكبيرة مع التحولات، التي احدثتها الثورة الصناعية في نمط المعيشة وخصوصا في البلدان التي يغيب فيها التخطيط السليم، أخذت تزحف الامراض على جسد الانسان وتهدد حياته وتقصر من أمد عمره، ومن هذه الامراض العصرية هو التلوث السمعي، والذي يؤدي إلى ضعف حاسة السمع وأحيانا يصاب بالصمم الكامل.
ينتقل الصوت عبر الموجات الصوتية، التي ترتطم بطبلة الإذن، فتؤدي إلى اهتزازات عظيمات صغيرة في الاذن الوسطى، ثم تنتقل إلى قوقعة الإذن التي يوجد فيها سائل ومستقبلات عصبية، عبارة عن خلايا سمعية حسية صغيرة، ثم تنتقل إلى الدماغ عبر الجهاز العصبي.
التعرض إلى الصوت العالي الذي تزيد حدته أكثر من ( 85 ديسيبل ) يؤدي إلى تلف هذه الخلايا، بحسب المختصين في الطب. ( الديسيبل): هي وحدة قياس شدة الصوت.
الصوت العالي والمزعج والمؤذي للأذن ينتشر في حياتنا اليومية، ويأتي من العديد من المصادر نتيجة العشوائية وعدم احترام القوانين وغياب التخطيط الحضري والعمراني ونقص الخدمات والأزمات الكبيرة التي يعاني منها المجتمع العراقي، الامر الذي جعل التلوث السمعي والضوضاء يهددان حياتنا ويؤثران في
صحتنا.
انتشار المولدات الكهربائية في الازقة وبين البيوت هذه من أهم مخاطر التلوث السمعي، زحف معامل الحديد والمناطق الصناعية قرب المناطق السكنية وما يصدر منها من أصوات عالية، صوت الباعة المتجولين وبائع الغاز.. أصوات محركات الشاحنات والسيارات الرياضية التي اجتاحت شوارعنا مؤخراً.. هذه المصادر وغيرها هي من الملوثات السمعية التي تؤثر في حاسة السمع. اذا ظل الشخص يستمع اليها لأكثر من ربع ساعة.
كذلك أصوات الموسيقى العالية التي يرغب سماعها المراهقون من خلال سماعات الاذن " الهيدفون " برفع مستوى الصوت إلى اقصاه، هذا يشكل أكبر تهديد لضعف حاسة السمع في التقدم بالعمر.
وقد حذرت منظمة الصحة العالمية أن مليار شخص معرض إلى ضعف السمع، وهم من فئة الشباب، بسبب الاستماع العالي للموسيقى.
ومن أخطر مصادر التلوث هي الحفلات الغنائية الصاخبة في القاعات المغلقة والملاهي، والتي تصل درجة شدة الصوت إلى
( 115 ) ديسيبل بحسب الاخصائي في طب الانف والاذن والحنجرة دكتور بدر زقزوق، وتكون قوة تأثيرها أكثر كلما اقتربت من مصدر الصوت " السبيكر"، فالعاملون بالملاهي الليلية والمولدات الكهربائية وفي المعامل والاماكن التي تصدر ضجيج عالٍ، هم معرضون بالمستقبل إلى ضعف في حاسة السمع. وللحديث  بقية