صباح محسن كاظم
الشعوب المتحضرة تتجاوز أخطاء الماضي لذلك تسير قدما بتطورها للإمام بكافة المجالات، فما شاهده التأريخ الأوروبي من حروب، وغزو، وإبادة، وتدمير لقرون خلت بين (الألمان والنمسا وفرنسا وبريطانيا وروسيا وغيرها) استمر لعقود وقرون راح ضحيتها ملايين البشر، قراءة تأريخ أوربا في القرون الوسطى يخبرنا بالجحيم الذي عاشه معظم الأوروبيين من الأوائل إلى الحرب الكونية الثانية.. بعد هزيمة النازية والفاشية توجه الأوروبيون لمراجعة تأريخهم بالتحولات نحو التقارب والاتحاد والبناء.. حروب لا عد ولا حصر لها المثال على ذلك ما ذكره د. عبد العزيز سليمان نوار، ود. عبد المجيد نعنعي.. تاريخ أوروبا من الثورة الفرنسية إلى الحرب العالمية الثانية في ص٢٧٦: (.. وفي ليل 14-15حزيران سنة 1866بدأت المعارك بين بروسيا والنمسا بعد أن أعلن وفد بروسيا اعتبره الاتحاد لاغيا وانسحب من المجلس.
وعندما بدأت الحرب أرسلت النمسا جيشا مؤلفا من 230ألفا لمقابلة الجيوش البروسية وأرسلت جيشا مؤلفا من 140 ألفا في الجنوب بانتظار الجيوش
الإيطالية..)
وعشرات مثل الحروب بثنايا الكتاب، وغيره من المصادر، سفكت الدماء، واحتلت الأوطان، وتهدم البنيان، وثار العصيان، بطوفان الأحداث، تجارب مريرة خاضتها أوروبا لتتعلم الدرس الديموقراطي، والحريات، وثقافة الحقوق، مجازر وحشية تجاوزتها بمعاهدات دولية تحرم الحروب وتجرم مرتكب أي عدوان.. في ص 281 من نفس المصدر السابق :(في سنة 1868 طرأت مشكلة جديدة زادت في توتر العلاقات الفرنسية البروسية مشكلة العرش الإسباني ذلك انه أثر صراع طويل بين الشعب الاسباني والأسرة المالكة فرت الملكة ايزابيلا من اسبانيا تاركة العرش
الاسباني…..).
حروب متتالية شهدها المسرح الأوروبي حتى نهاية الحرب الكونية الثانية.. لتبدأ مرحلة جديدة وهو إشاعة السلام، وثقافة التعايش بين الأوروبيين، وتسويق الحروب لبؤر متوترة في إسيا وافريقيا و أميركا اللاتينية لتصريف السلاح، وجعل الضد النوعي يحارب نفسه بحروب داخلية، تغذى بالسوشيال ميديا بإثارة النعرات الطائفية، وحروب بالنيابة.. السؤال الجوهري متى تعي الشعوب والحكام بالعالم الثالث أن التعايش سر التقدم التكنولوجي، ويحقق التنمية الاقتصادية، و الاجتماعية، والثقافية.. ومصالحة الذات مع الذات فالحرب شوهت الأخلاقيات ودمرت المجتمعات لا سبيل من الخلاص من التراكمات إلا السعي بنشر ثقافة جديدة بالتعليم، و التنشئة الأسرية لزرع محبة الآخرين من داخل الأسرة إلى الدائرة الأكبر المحيط (المجتمع-الأمة).