رحلة مع أقاصيص طارق إمام

ثقافة 2024/06/26
...

  القاهرة: إسراء خليفة

احتفى مبنى القنصلية في وسط البلد بالقاهرة بالطبعة الثانية من كتاب "أقاصيص أطول من أعمار أصحابها" لطارق إمام.
وتحدثت الكاتبة ميرنا المهدي التي أدارت الندوة عن إمام وبداياته والجوائز التي حصل عليها، وعن أهمية المجموعة القصصية التي بين أيدي القراء، وسألت المحتفى به عن غلاف المجموعة الغريب نوعا ما ؟

وتحدث أمام عن المجموعة وكيف أنها مختلفة ليس فقط عن رواياته، بل حتى عن مجموعاته القصصية الأخرى، وعن فكرة الغلاف وكواليس تصميمه، قال إن: اختيار لوحة الغلاف جاء بصدفةٍ بحتة وهي علامة شديدة القدرية"، كما وتناول عبر حديثه الفنان الفرنسي "Sylvain Mendy"، الذي اختار عمله  للغلاف لأنه يمثل ذوقه ويجسد بصرياً إلى حد كبير إحدى أقاصيص الكتاب، وتحديدا قصة "فكرة".
كما وتحدث إمام عن خط العنوان بالتفصيل وكيف صار غلاف "أقاصيص أقصر من أعمار أبطالها" أول غلاف يكتب خطوطه بيده.
وتناولت أيضا الجلسة الاجابة عن اسئلة عديدة منها فكرة الموت المسيطرة على أغلب قصص المجموعة التي قال عنها أمام إن: الموت موجود ويسيطر على افكاري، ومن الأمور التي تشدني للموت هي النصوص التي فيها "فانتاريا" فهي ترى الموت بطرق مختلفة، وهذه العوامل هي التي جعلتني من صغري مشدودا لسؤال الموت، وتعمق هذا السؤال بعد رحيل أبي الذي كان نقطة فارقة في حياتي فكانت الحسرة تُجسد نفسها في هذا النمط من الكتابة وربما كانت الومضات تتساقط متلاحقة، قطرة.. قطرة كالدموع، إذ كتبت بعد وفاته عدداً كبيراً من الأقاصيص  بإلهامٍ محموم، مشيرا إلى أن كتابة الرواية مختلفة عن كتابة القصص، فالرواية لا يمكن كتابتها مع الانفعال، كالحزن أو السعادة، بل تكتبها وأنت على مسافة واحدة من الأشخاص والمشاعر والأحداث.
وكذلك ركزت الجلسة على رمزية اليد في كتابات طارق أمام الذي أكد أن "اليد لها دور كبير في كتاباتي، فانا أول شيء أقوم به هو تحسس الأشياء ولمسها، كما أن يدي هي التي تكتب وتلمس القلم وتلوح وتصافح في الاستقبال والوداع، واليد بالنسبة لي لخصت أمورا كثيرة، فهي يد المتسول والفاسد وووو الخ.. اليد تختصر الروح والجسد".
وأوضح أمام عبر حديثه أن كتاب "اقاصيص أطول من أعمار أصحابها"، ينقسم إلى "لأننا نولد عجائز"، "هايكو المدينة"، "لأننا نموت أطفالاً"، وأن لكل منها مناخه الخاص، لكن في إطار من التكامل، حيث يمثل الكتاب رحلة تبدأ بالحياة وتنتهي بالموت، مروراً بالعديد من الأفكار والأسئلة التي يعيشها الإنسان، كما ويجمع الكتاب بين النصوص الأقرب للواقع وأخرى تذهب "للفانتازيا"، وأيضاً من ضمن تصور يجمع الواقع والخيال في نسق محدد، والمشترك القوي هو عالمه الشعري"، مضيفا أنه كتب هذا العمل بحثاً عن القصيدة، حيث يرى الحكاية سمكة، والقصيدة جوهرة مخفية في أحشائها "وكنت أبحث عنها في بطن كل حكاية، متمنياً العثور عليها ككل صيادٍ متمنيا، ألا يكون في هذا الكتاب إن ضللتُ العثور على الجواهر المستحيلة في أحشاء الحكايات التي أخرجتها من بحر العالم".