مسنو اليابان «يجددون» شبابهم

علوم وتكنلوجيا 2024/07/02
...

 ترجمة: نافع الناجي

بات من الواضح أنَّ كبار السن في اليابان أصبحوا «أصغر سناً» من حيث الصحة والفاعليَّة، ويرجع ذلك على الأرجح إلى كونهم أكثر نشاطاً من الأجيال السابقة من الناحية الاجتماعيَّة، وفقاً لمسحٍ حديث.
جاءت هذه النتائج من دراسة تقييم الشيخوخة اليابانية (JAGES)، والتي تمَّ تصميمها لفحص صحة كبار السن على الصعيد الوطني، إذ تابعت الدراسة مجموعتين من كبار السن تفصل بينهما ست سنوات، لمعرفة ما إذا كانت الحاجة إلى مساعدة الرعاية التمريضيَّة قد تغيرت بين المجموعات السابقة واللاحقة.
ووجدت الدراسة، أنَّ المجموعة الأحدث أظهرت انخفاضاً بنسبة 25 إلى 27 % في الحاجة إلى الرعاية طويلة الأجل، مقارنة بالمجموعة السابقة، وعزت هذا التغيير إلى زيادة الفرص الاجتماعيَّة.
تمَّ استطلاع آراء جميع سكان البلديات المشاركة الذين تبلغ أعمارهم 65 عاماً أو أكثر، والذين لم يتمَّ تشخيصهم على أنهم بحاجة إلى رعاية تمريضيَّة، بشأن ظروفهم الصحيَّة والمعيشيَّة، واستمرت دراسات المتابعة لهذه الفئة لمدة ثلاث سنوات. وأجريت دراسة المجموعة الثانية بالطريقة ذاتها في المدن عينها، بدءاً من السنة المالية 2016. وتمَّ تضمين ما مجموعه 23000 مقيمٍ في دراسة السنة الماليَّة 2010، بينما تمَّ تضمين 26000 في دراسة السنة الماليَّة 2016.
وأظهرت النتائج أنَّ الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 65 و 74 عاماً في المسح المالي للعام 2016 كانوا أقل عرضة بنسبة 25 % للحاجة إلى رعاية تمريضيَّة من نظرائهم في السنة المالية 2010، عندما تمَّ استبعاد آثار الخلفيات التعليميَّة والتاريخ الطبي الشخصي وعناصر أخرى.
أما أولئك الذين تبلغ أعمارهم 75 عاماً أو أكثر، فتبين أنَّ لديهم خطراً أقل بنسبة 27 % من الحاجة إلى رعاية تمريضيَّة في المجموعة الماليَّة 2016. تتوافق هذه النتائج مع نتائج الدراسات السابقة، التي كشفت أن كبار السن أصبحوا “أصغر سناً” ، أو بالأحرى احتفظوا بقدراتهم البدنية مثل سرعة المشي وقوة القبضة بشكل أفضل من الأجيال السابقة، ليؤكد هذا الاستطلاع أنَّ هذا الاتجاه نفسه ينطبق على الحاجة إلى الرعاية طويلة الأجل. وبالنظر الى انه يعتقد أن كبار السن النشطين اجتماعياً هم أكثر عرضة للعيش بدون مساعدة مقدمي الرعاية، توقع فريق البحث ما كان سيحدث إذا لم يكن هناك اختلاف في درجة التنشئة الاجتماعية بين المجموعتين في أوقات الاستبيانات. وشملت الأنشطة الاجتماعية التي تم أخذها في الاعتبار في هذا الحساب الوظائف والتجمعات للهوايات والرياضة. وافترض الفريق أيضاً أن المؤشرات المتعلقة بالمشاركة الاجتماعية، مثل وقت المشي وتكرار التنزه، كانت هي نفسها. وأشارت نتائج التحليل، إلى أنَّ الحاجة إلى الرعاية التمريضيَّة كانت ستكون هي نفسها بين المجموعتين لو أعطيت كلتاهما القدر ذاته من الفرص للاختلاط الاجتماعي. وقال ريوتا واتانابي، كبير الباحثين في علم الأوبئة الاجتماعية في جامعة نيهون فوكوشي: “قد يتمكن عددٌ متزايدٌ من الناس من البقاء صغاراً بغض النظر عن العمر”.