بغداد: عمر عبد اللطيف
كشف رئيس مجلس إدارة (الشركة الحديثة للأدوية) رافع الراوي عن البدء بالإنتاج الفعلي للمواد السرطانية محلياً خلال العام المقبل 2025، مبيناً أن الشركة تعمل على إنشاء سبعة مصانع دوائية في العراق بالتعاون مع شركات عالمية.
الراوي الذي رافق رئيس الوزراء محمد شياع السوداني في سفرته للولايات المتحدة الأميركية، قال في لقاء أجرته معه "الصباح": إن الشركة تأسست عام 2005 من بداية المصنع إلى (Normal Product) لتصنيع المواد الخاصة بالشرابات والمراهم والمعلقات والكبسول والتحاميل، وبطاقات إنتاجية كبيرة جداً".
وأضاف، أن "الشركة استحصلت موافقة وزارة الصحة بالإنتاج عام 2007، وبدأت الخطوة الفعلية بالإنتاج بداية عام 2009، وبدأ التطلع لنعقد اتفاقيات وشراكات مع شركات عالمية كبرى، حيث كانت البداية مع شركة (GSK) البريطانية والتي تعد من كبريات الشركات العالمية في مجال تصنيع الأدوية، والتي منحت الموافقة للشركة بعد 3 سنوات على خطوات التعبئة الثانوية والأولية والإنتاج النهائي بداية بالمضادات الحيوية وباقي المواد الـ(Normal Product) المنتج العادي، لحين انسحاب الشركة بشكل نهائي من العراق بسبب احتلال (داعش) لعدد من المحافظات مع بدء المرحلة
الثانية".
وأكد، أن "الشركة ارتأت الاعتماد على نفسها والتعاقد مع شركات أخرى مثل (Aspen) العالمية وشركتين هندية إحداهما (Cipla) اللتين تعدان من كبريات الشركات العالمية والتي لديها شهادات إنتاج عالمية من أميركا وأوروبا، لتأسيس مصنع يشمل إنتاج الكبسول والحبوب والشراب والأبر، والذي أُكمل إنشاؤه العام الماضي وبدأ الإنتاج الفعلي".
وأوضح الراوي، أن "الشركة تتطلع اليوم للعمل مع باقي الشركات العالمية لإكمال مشروع إنشاء 7 مصانع، حيث يكون الأول لـ(Normal Product) المنتج العادي والثاني البنسلين والتي تشمل (الاوغمنتين بنوعيه الحبوب والشراب والاموكسسلين)، والثالث السفالسبورين، والرابع الخاص بالمثبطات المناعية"، مشيراً إلى "بناء مصنعين أحدهما للمواد السرطانية والهرمونات بالتعاون مع شركات عالمية والبدء بالإنتاج الفعلي لتلك المواد خلال عام من الآن، فضلاً عن معمل للأبر والفيالات التي ستصل مكائنه المستوردة من مناشئ أوروبية وتحديداً من شركتين إيطاليتين إحداهما (IMA) المعروفة في هذا المجال".
وبيّن، أن "المصنع السابع الذي سيوضع له حجر الأساس خلال المرحلة المقبلة هو معمل المحاليل الوريدية وقطرات العيون"، منوهاً بأن "الهدف هو تنمية القدرات والملاكات العراقية والاتفاق مع الشركات العالمية لنقل الخبرة إلى داخل البلد، وهذا الأمر يحتاج إلى تسهيل عملية دخول الأجانب إلى العراق حسب متطلبات العمل، وتغيير بعض الإجراءات والتعليمات التي تحدُّ من الاستثمار الأجنبي في هذا المجال، وإنشاء شركات ذات خبرات عالمية لغرض العمل على المخططات وإقرار الصلاحية والمعايرة المعتمدة في العراق، وهي من متطلبات العمل".
ونبّه الراوي، إلى أنه "خلال 3 سنوات من بدء حملة توطين الصناعة الدوائية يمكن للإنتاج المحلي أن يسد ما بين 30 إلى 35 بالمئة من حاجة البلد، وإذا سارت جميع الخطوات الإدارية والفنية بالشكل الصحيح؛ فيمكن للمصانع الدوائية أن تسد 50 بالمئة من الحاجة المحلية خلال 5 سنوات، كما يمكنها أن تسد 70 بالمئة من الحاجة المحلية خلال 8 سنوات، في حين تبقى الأدوية الرئيسية من (البراندات) العالمية وبعض الأدوية المعقّدة التي تتطلب أن يكون إنتاجها خارجياً".
وأشار رئيس مجلس إدارة (الشركة الحديثة للأدوية) إلى أنه عمل مع مستشاري رئيس الوزراء بعقد اجتماع مع منظمة الغذاء والدواء الأميركية للطلب بالتنسيق مع وزارة الصحة والسفارة الأميركية في بغداد؛ لغرض البدء بعملية الحصول على شهادة الـ(FDA) والتي هي ليست سهلة "لكنها ستنقل الواقع الدوائي في العراق من مكان إلى آخر"، منوهاً إلى "إنشاء وحدة للحصول على هذه الشهادة من قبل خبراء أجانب يساعدهم عراقيون مختصون بهذا الجانب، فضلاً عن الاتصال مع الشركات الأميركية المصنعة للدواء للبدء بعملية نقل التكنولوجيا"، وقال: "لقد زار وفد من شركة (Desert Labrotories) لنقل التكنولوجيا إلى العراق، وتغيير بعض القوانين، بعد أن أوصى المجتمعون في أميركا بضرورة تطوير أي قانون أو تعليمات تؤخر الاستثمار الأجنبي في مجال الصناعة الدوائية".