اتحاد الأدباء حريصٌ على أدبائه ومؤتمنٌ عليهم..

ثقافة 2024/07/10
...

نشرت جريدة الصباح الغرّاء في ملحقها الثقافي الصادر مع العدد 5960 ليوم الأربعاء 3 تموز 2024 استطلاعاً ثقافيّاً أجراه السيد صفاء ذياب، جاء بعنوان (ما الذي يمكن أن تفعله لجنة تحقيقيّة كهذه؟ اتحاد الأدباء يفتح جبهات متصارعة جديدة) تضمّن الاستطلاع آراء مختلفة منها ما جاء متفهّماً لطبيعة دور اللجنة وضرورة وجودها من أجل الإحاطة بما يمكن أن يحصل بين الأدباء وخصوصاً في مواقع التواصل الاجتماعي التي كانت ستؤدي إلى اتساع صراع وفوضى لولا تدخّل الاتحاد . ومن باب حقّ الرد، من أجل توضيح بعض الملابسات التي وردت في الاستطلاع نورد ما يأتي: * الإطار العام للاستطلاع لم يكن مهنيّاً ولا حياديّاً، لأنه بنى رؤيته على تصريحات جهة معيّنة وليس على جهتين؛ الأولى ضدّ اللجنة، والأخرى معها، ومن أهمّ ركائز الاستطلاع المهني أن يأخذ خلاصة الرأيين في مانشيته الذي جاء منحازاً للجهة التي وقفت ضد تشكيل اللجنة موضوع الاستطلاع، وكان عليه أن يأخذ مقتطفات من  مشاركة الزميلين علي عبد النبي الزيدي وعمر حماد هلال اللذين كانا مع تشكيل اللجنة ودورها في حل الخلافات أو رصد التجاوزات التي قد تحصل من بعض الأدباء والتي تتطلب ضبطاً مهنيّاً ثقافيّاً لا بوليسياً كما ذهب إليه الاستطلاع. * يقول صاحب الاستطلاع في مقدمته “وفي سعينا لنكون منصفين في استطلاع الآراء كلّها اتصلنا بالسيّد رئيس اتحاد الأدباء الناقد علي الفواز والسيد الأمين العام الشاعر عمر السراي، غير أنهما رفضا الإدلاء بآرائهما (بحجّة) أن سؤالنا غير مهني “ لماذا “بحجّة” ولماذا لم تذكر السبب الحقيقي لرفضهما السؤال غير المهني ولماذا لم تذكر الشواهد التي ذكراها لك وبالأمثلة المستلّة من واقع الثقافة العراقيّة، إذاً رفض الإجابة يمثّل موقفاً من مسار الاستطلاع الذي ذهب لإدانة  لجنة تحقيق من الأدباء أنفسهم، وهي ليست لتكميم الأفواه أو منع الرأي الآخر. فالديباجة المنشورة مع مبررات تشكيل اللجنة توضّح بشكل لا يقبل الشك المسعى النبيل للاتحاد من خلال هذه الخطوة التي تحفظ الأدباء واستقلاليتهم وإبعاد مشكلاتهم عن جهات لا علاقة لها بالأدب ولا بالثقافة وإليك ما جاء في ديباجة قرار تشكيل اللجنة “ تشكيل لجنة تحقيق عامّة للنظر في شكاوى الأدباء المتعلّقة بالجانب الأدبي والنشر في مواقع التواصل الاجتماعي وما يُقرأُ على المنصّات الثقافية بما يسيء لسمعة الوطن والمساس بالقضايا الوطنيّة والرمزيّة، وضبط الإعلام الأدبي وتحقيق ثقافة رصينة لطرح الآراء ومناقشتها “ أليست هذه الخطوة من أجل رصانة الأدب والأديب؟ وهل تحب أن نذكر لك أمثلة على ما حصل وما جعل بعض الأدباء في مواقف لا يحسدون عليها؟ علماً أن رفض السيّدين رئيس الاتحاد والأمين العام للمشاركة بالاستطلاع لم تجئ على هذا المنطوق المنشور، إنما على منطوق آخر حاول أن يحرف توجّه اللجنة واختصاصها، دافعاً إياها لتكون معنيةً بالمحاسبة على الآراء السياسية والخاصة، وكأنها لم ترَ أن الكتاب يشير إلى حدود عملها المتعلّق بالنظر في الشكاوى المقدّمة من الأدباء وضمن حدود الأدب فقط، لحماية شريحة كبيرة من أرباب القول الرفيع. * لا نريد هنا مناقشة بعض المعترضين، مع احترام آرائهم، لكنهم ذهبوا بعيداً عن هدف اللجنة ودورها، فعليهم أن يتذكّروا أنها من الأدباء وليست من خارج الوسط الثقافي، وأن ما يوصون به هي إجراءات تحفظ قيمة وكيان الأديب، وتجعلنا كوسط أدبي مثالاً للجمال والمحبة والحرية والتسامح. * والآن سنجيب على السؤال “المانشيت” الذي جاء بوابة للاستطلاع : إن الاتحاد العام للأدباء والكتّاب في العراق حريص على سمعة أعضائه واحترام كيانهم الأدبي والشخصي، ومن أجل لملمة ما قد يحدث من بعض المواقف التي تولّد تجاذبات وانفعالات تقود إلى التجريح أو الإساءة والمساس بالثوابت الوطنية والقيميّة، كما أن الاتحاد مؤسسة ولديها ثوابتها وضوابطها الإدارية، التي تسعى لسيرورة النشاط الأدبي والتعبير السليم، وله الحق الكامل في إدارة ملفاته الأدبية وتفعيلها نحو الأفضل، وحماية منصّاته وجلساته ومهرجاناته ومنشوراته وأدبائه. ولذلك فقد ارتأت قيادة الاتحاد أن تحتوي ما يحدث ضمن إطار البيت الثقافيّ الواحد وعدم التوسّع بأيّ قضيّة، وعدم السماح لجهات غير ثقافية بقراءة المشهد بما لا يصبُّ في مصلحة الثقافة، وعدم السماح بتقديم صورة مشوّهة للتناحر بين الأدباء للأوساط كافة. أما عن الذين قرؤوا الأمر بشكل مختلف، وعلّقوا عضوياتهم في الاتحاد أو هاجموا اللجنة وأعضاءها، فعليهم أن يتأمّلوا جوهر الهدف الذي جاءت من أجله هذه اللجنة، التي نكرر أن أعضاءها هم من أعضاء الاتحاد وليسوا غرباء عنه. وسيظل التعويل على العقل الأدبي الذي يجيد التفريق بين النقد البناء والتوجّهات التي تبحث عن إثارة جوفاء، كما سيجيد الأدباء القول بما يحقق صورة الجمال بحرية كبيرة تكفلها لهم القوانين ويسعى الاتحاد إلى الدفاع عنها، متصدّياً للكتابات التي تشتم وتؤلب وتشق الرؤى الإنسانية، وهذا ديدن المعنيين بالأدب. كما سيظل الاتحاد القلعة الحصينة للآراء والمواقف والمدنيّة والسلام. نتمنى المحبة والجمال والتسامح وسعة الصدر للجميع.
الاتحاد العام للأدباء والكتّاب في العراق 3 – 7 - 2024