ميكو كاواكامي: أحزان الحياة

ثقافة 2024/07/10
...

  ترجمة: نجاح الجبيلي

ولدت ميكو كاواكامي في أوساكا عام 1976، وهي كاتبة وشاعرة يابانية. فازت أعمالها بجوائز أدبية يابانية مرموقة في العديد من الأنواع، بما في ذلك جائزة أكوتاغاوا عن روايتها القصيرة تشيتشي إلى ران وجائزة تانيزاكي لعام 2013 عن مجموعتها القصصية "أحلام الحب، وما إلى ذلك"، وجائزة ناكاهارا تشويا للشعر المعاصر لعام 2008، أصبحت روايتها "ناتسو مونوغاتاري" الصادرة عام 2019، من أكثر الكتب مبيعا وترجمت إلى الإنجليزية تحت عنوان "بيض وأثداء". كما وقد ترجمت أعمال كاواكامي إلى لغات عدة تم توزيعها في جميع أنحاء العالم.
*كيف تبدو ذاكرتك الأولى عن القراءة؟
- لم يكن لدينا سوى عدد قليل جداً من الكتب في المنزل، لذلك كنت اتطلع دائمًا إلى الكتب اليابانية التي يتم توزيعها في المدرسة في كل فصل دراسي آنذاك. لقد كنت أقرأ الكتاب بأكمله في يوم واحد، وبعد ذلك مراراً وتكراراً. قد تبدو الكتب المدرسية مملّة، لكنها أعطتني طريقاً إلى الشعر المعاصر، وقصائد "الهايكو والتانكا".
*ما هو كتابك المفضل في مرحلة المراهقة؟
-رواية "دميان" لهيرمان هيسه. من بين جميع الأبطال، إذ نالت شخصية "سنكلير" في الرواية إعجابي بسبب طبيعتها الاستبطانية وفقدانها الثقة.
*الكتاب الذي غيرك حين كنت مراهقة؟ ما هو برأيك؟
-لقد كنتُ محظوظة بقراءة كتب الروائي الأميركي كورت فونيغوت حين كنتُ مراهقة. كتب مايكل إندي عن الطريقة التي لا تعد بها الفكاهة تعبيرًا عن المرح، بل هي موقف لكيفية تعامل الشخص مع المصاعب والنكسات الشديدة التي تحدث في الحياة. ويرتبط هذا الفهم للفكاهة بروح مدينة أوساكا، المدينة التي ولدتُ وترعرعت فيها. لقد أدهشني أنني تمكنت من فهم جوهر ثقافتي من خلال أعمال فونيغوت. ومن خلال خياله وتجاربه الملحمية علمني الأمل وسط اليأس.
* من هو الكاتب الذي غيّر تفكيركِ؟
- جيمس جويس. لقد غيّر طريقة تفكيري في الشعر بشكل كامل، ومفهومه بالكامل، من الشكل إلى المحتوى.
*ما هو الكتاب الذي حفزكِ على أن تصبحين كاتبة؟
-لا أستطيع أن أفكر في كتاب واحد، لأنني لم أطمح قط إلى أن أصبح كاتبة فحسب. بل بذلتُ كل ما في وسعي لكل وظيفة ووصلت إلى ما أنا عليه الآن.
*ما هو الكتاب الذي عدت إليه؟
-"الجاذبية والنعمة" سيمون ويل. كان بإمكاني قراءة أعمال فايل وفهمها، لكنني لم أشعر أبدًا أنني أستطيع لمس جوهرها. والآن بعد أن أصبحتُ أكبر سناً وتعرضت للقيود البشرية بطرق مختلفة، فإن "الإله" الذي يشير إليه فايل قد اكتسب أهمية جديدة بالنسبة لي.
- هل يمكننا معرفة الكتاب الذي تعيدين قراءته؟
-رواية "النضج"  للكاتبة إيتشيو هيغوتشي، التي كانت واحدة من أوائل الكاتبات المحترفات في اليابان الحديثة. إنها تصور، بنثر رائع، براءة الأطفال الرائعة وعادات الجزء القديم من طوكيو، منذ 130 عامًا. وبصرف النظر عن كونها ممتعة للقراءة، فإن القصة تذكرني كيف أن التفاوت الاقتصادي وعدم المساواة في عصرها لم يتغير حتى اليوم. و"شذرات وأمثال تسوراو" التي كتبها فرانتس كافكا هي مثال آخر.
*وماذا تقولين عن الكتاب الذي لم تتمكن من قراءته مرة أخرى؟
-أجد أن العديد من الكتب ذكورية للغاية بحيث لا يمكن قراءتها الآن. قصص عن "الميراث" أو "الخلافة"، تصور الصراع بين الأبناء وآبائهم الظالمين.
*حدثنا الآن عن الكتاب الذي اكتشفتِه لاحقًا في حياتك؟
-الكتاب القصصي "دليل لتنظيف النساء" لمؤلفته "لوسيا برلين". تمت ترجمة هذه المجموعة القصصية إلى اللغة اليابانية منذ سنوات عدة. تعجبني قدرتها على الكتابة عن أحزان الحياة وخيباتها.
*وما هو الكتاب الذي تقومين بقراءته حاليا؟
-"حكاية الأرنب بيتر وقصص أخرى" لبياتركس بوتر. أقوم حاليًا بترجمة جميع الحكايات الـ 23 إلى اللغة اليابانية، لذلك كنت أقرأها عن كثب خلال العامين الماضيين. أنا معجبة دائماً ببنائها المثالي – الرسوم التوضيحية رائعة أيضاً. على سبيل المثال، الحيوانات التي تأكل بشكل جيد لها فراء لامع، في حين أن الحيوانات الأقل حظًا تبدو سمينة ومترهلة - ففراؤها ملون بشكل مختلف وفقًا للطبقة. لقد تعلمت الكثير من حياة بوتر ورؤيتها الثاقبة.
* مَنْ من الكتّاب الذين تجدين الراحة في قراءة مؤلفاتهم؟
- كافكا، لأن أعماله تحتوي على حقيقة أن اليأس ليس أمراً مكروهاً أو متجنبًا، ولا مصيبة مفاجئة، بل هو حالة طبيعية لحياة الإنسان.
عن صحيفة الغارديان.