اتسع نطاق الخلافات بين تركيا والاتحاد الأوروبي حول الملفات الإقليمية المختلفة بصورة لافتة خلال الفترة الأخيرة، وعلى رأسها التنقيب التركي في شرق المتوسط وبحر إيجة، خاصة مع تعبير الاتحاد الأوروبي عن دعمه الكامل لليونان وقبرص في نزاعهما مع تركيا شرق المتوسط. وطلبت اثينا من الاتحاد الأوروبي، تعليق اتفاق الاتحاد الجمركي بين بروكسل وأنقرة، وقال وزير الخارجية اليوناني، نيكوس ديندياس، إن على الاتحاد الأوروبي النظر في تعليق اتفاق الاتحاد الجمركي، الذي أبرمه الاتحاد مع
تركيا.
جاء ذلك في خطاب وجهه وزير الخارجية اليوناني إلى مفوض سياسة الجوار الأوروبية ومفاوضات التوسع، أوليفر فاريلي، وذلك ردا على انتهاكات تركيا المتكررة للاتفاق. وفي آب أرسلت تركيا سفينة لاستكشاف الغاز إلى المياه التي تطالب بها اليونان جنوبي جزيرة كاستيلوريزو اليونانية.
كانت العلاقة بين الاتحاد الأوروبي وتركيا معقدة لبعض الوقت، بصفتها عضوا في حلف الناتو ومجموعة العشرين ، تعد تركيا شريكا مهما للاتحاد الأوروبي، وأصبحت عضوا مرشحا للانضمام للاتحاد الأوروبي في عام 1999.
في السنوات الأخيرة كان الاتحاد الأوروبي ينتقد تركيا بانتظام، وتمت مطالبتها بعدم الابتعاد عن القيم الأوروبية الديمقراطية، وتحظى تركيا بأهمية كبيرة بالنسبة للاتحاد الأوروبي في تنسيق تدفق اللاجئين الذي بدأ في عام 2015 ومكافحته بفعالية.
مفاوضات الانضمام مع الاتحاد الأوروبي صعبة، دعت أغلبية في البرلمان الأوروبي في 6 تموز 2017 إلى إنهاء المفاوضات مع تركيا بشأن الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. منذ ذلك الحين لم تتحسن العلاقة، كما فشلت قمة خاصة بين الاتحاد الأوروبي وتركيا، في مارس 2018 قدمت مقررة البرلمان الأوروبي في تركيا ، كاتي بيري ، تقريرها في 14 تشرين الثاني 2018 ، مشيرة إلى أنه يتعين على الاتحاد الأوروبي تعليق المحادثات رسميا مع تركيا بشأن الانضمام. في اذار 2019 ، صوتت غالبية أعضاء البرلمان الأوروبي على تعليق المحادثات.
في آب 2020 ، اهتزت علاقة تركيا بالاتحاد الأوروبي بسبب عمليات التنقيب الاستكشافية التركية عن الغاز والنفط في شرق البحر المتوسط ، اذ أرسلت تركيا خلالها سفنا حربية وسفينة أبحاث تبحث عن مصادر جديدة، بعد ذلك ، خلصت المفوضية الأوروبية في تقريرها الموجز السنوي إلى أن تركيا تتحرك أكثر فاكثر بعيدا عن الاتحاد الأوروبي، ويرجع ذلك إلى التدهور الخطير في الديمقراطية وسيادة القانون
والقضاء.
يذكر ان الاتحاد الأوروبي هو الشريك التجاري الأكبر لتركيا، اذ ان أكثر من 40 ٪ من تجارة تركيا الخارجية مع الاتحاد الأوروبي، بالنسبة للاتحاد الأوروبي تعد تركيا سابع أكبر مستورد للاتحاد الأوروبي وخامس أكبر سوق تصدير للاتحاد الأوروبي، علاوة على ذلك فإن 75 ٪ من الاستثمار الأجنبي المباشر في تركيا يقوم به الاتحاد الأوروبي.