الاحترافيَّة الضائعة

الرياضة 2021/11/02
...

خالد جاسم
*كثيراً ما أكدت الأحداث والمواقف أنَّ العلاقة بين إدارات الأندية والمدربين غالباً ما تكون مبنية على قاعدة هشة لأنها تأسست على مبدأ منفعي ومصلحي بحت إلا في استثناءات قليلة بالطبع من خلال حضور بعض الإدارات الرصينة والمدربين الحرفيين بحق، وعندما أشير إلى أنَّ تلك العلاقة منسوجة بخيوط واهية نستذكر الكثير من حالات الطلاق والافتراق التي شهدتها المواسم الكروية الماضية بل وفي كثير من تلك الحالات سجلت أرقاما غير مسبوقة في الإقالات والاستقالات في صفوف مدربي كرة القدم والمرحلة الأولى من دوري الكرة لم تبلغ حتى خط النهاية. 
وهذه الحالات التي أضحت أقرب إلى الظاهرة المتجددة الحضور في كل موسم كروي هي ليست مقتصرة على عالم الكرة العراقية بل هي ظاهرة تحدث في كل دوريات العالم لكنها لدينا تكتسب صفات وخصائص أخرى لأسباب وعوامل عدة من بينها غياب التخصص والكفاءة في معظم الإدارات التي كثيرا ما تتكل على خدمات مدربين يفتقدون الكثير من المؤهلات طالما أنَّ الغاية مادية بالدرجة الأساس لكلا الطرفين وعلى طريقة (شيلني وأشيلك) ولتذهب السمعة والنتائج إلى الجحيم. واللافت أنَّ العديد من الأندية التي تسعى لتقديم مدربي فرقها الكروية في مؤتمرات صحفية فاضحة تسبق انطلاقة الدوري أو الموسم الكروي كانت قد أنهت تعاقداتها مع اللاعبين قبل أن تتعاقد مع المدرب الذي سيجد نفسه مجبرا على التعاطي مع قائمة عناصر ليست من اختياراته وهو يعتقد أنَّ تلك المثلبة تقف إلى جانبه عندما يفشل في مهمته إذ ستكون الإدارة هي المسؤولة عن الفشل لأنَّ السيد المدرب لم يختر لاعبيه مع أنه في المؤتمر الصحفي المخصص لتقديمه إلى الاعلام الرياضي يكيل المديح والإشادة بادارة النادي واحترافيتها ومهنيتها وحكمتها ويعد الجميع بتأسيس فريق قوي سيقدم أجمل العروض ويحقق أفضل النتائج والى بقية مفردات الكذب والرياء التي يتبادلها الكثير من هذا الصنف من مدربي اليوم مع إدارات تفتقد الكثير من المؤهلات لكن المصلحة المادية والأرباح بطريقة النسبة والتناسب تبقى سيدة الموقف في كثير من التعاقدات المضحكة بين المدربين وإدارات الأندية وانتظروا الدوري القادم وسوف نشهد الكثير من صور ونماذج نتاج تلك العلاقات البائسة.