الكاظمي يصل إلى السعودية

العراق 2022/06/26
...

 بغداد : عمر عبد اللطيف
 
وصل رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي مساء أمس السبت إلى المملكة العربية السعودية، وذلك قبيل زيارة مرتقبة إلى جمهورية إيران الإسلامية لبحث ملفات مهمة.
وذكر المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء أن الكاظمي وصل مساء أمس إلى جدة بالمملكة العربية السعودية في زيارة رسمية. وكانت مصادر ذكرت في وقت سابق أن الكاظمي رفقة وفد سيشارك في قمة سياسية ومؤتمر دولي للطاقة في المملكة العربية السعودية مطلع تموز المقبل. 
إلى ذلك، أعرب مستشار رئيس الوزراء، مظهر محمد صالح، عن أهمية مؤتمر الطاقة في الرياض الذي سيعقد بعد أيام وسيحضره رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي مع عدد من الوزراء والمسؤولين المعنيين بالمؤتمر، وقال: إن "الموقف السياسي ليست لنا علاقة فيه فنحن نتحدث عن مؤتمر مهم قد يرسم خارطة جديدة للدول المصدرة للنفط، فمن سيشارك بالمؤتمر هي الدول التي تمتلك نصف الصادرات العالمية للنفط، كما تمتلك هذه الدول ومن ضمنها العراق ثلثي الاحتياطي النفطي العالمي".
وبشأن زيارة الكاظمي المرتقبة إلى طهران، قال الباحث في الشأن الإيراني، صالح القزويني، لـ"الصباح": إن "من الملفات التي سيناقشها الكاظمي مع المسؤولين الإيرانيين استمرار ضخ إيران للغاز، خاصة مع حاجة العراق الماسة والمتزايدة للكهرباء في موسم الصيف، وهذا من الملفات المهمة في العلاقات بين البلدين".
وبين أن "الكاظمي يمكن أن يناقش الوضع السياسي في العراق ومعرفة موقف إيران أو ما يمكن أن تقدمه لحل الانسداد أو ما يمكن أن تسهم فيه لحل هذه المشكلة".
وتابع أن "الملف الشائك الذي يمكن أن يناقشه رئيس الوزراء العراقي هو مشاركته في الاجتماعات التي سوف تعقد الشهر المقبل في السعودية بحضور الرئيس الأميركي جوزيف بايدن، خاصة أن الذي يتحدث عنه هذا المؤتمر والاجتماع هو تأسيس تحالف لمواجهة إيران بحسب وسائل الإعلام الصهيونية، إلا أن المؤتمر ليس لهذا الغرض، مما استدعى من الكاظمي زيارة إيران للتأكيد على حيادية العراق في الصراعات الإقليمية والدولية وعدم السماح بتحويل أو استخدام أراضيه للإضرار بالمصالح أو السيادة الإيرانية".
من جانبه، قال رئيس مركز التفكير السياسي، الدكتور إحسان الشمري: إن "زيارة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي إلى طهران تأتي في إطار التوازن الفاعل الذي ينطلق به العراق تجاه الدول في المنطقة".
وعدّ الشمري، في حديث لـ"الصباح"، القمة السعودية - الأميركية الشهر المقبل "انتقالة كبيرة جداً في طبيعة المنطقة على مستوى الاستدارة الأميركية تجاه المنطقة بالتحديد، ولذلك فإن العراق يريد أن يكون فاعلاً فيها، ليس فقط في ما يرتبط برؤيته لطبيعة التحولات بعد هذه الزيارة، وإنما استكمال دوره وأن يكون فاعلاً على مستوى القضايا التي سبق أن انخرط فيها ومن ضمنها الأزمة الإيرانية مع الولايات المتحدة ومع بقية الدول".
وبين أن "الزيارة تأتي لغرض استكمال دور الوساطة العراقية ونقل الرؤية الإيرانية بشكل يستكمل فيه العراق وساطته بين هذه الأطراف".
أما رئيس المركز العراقي للدراسات الستراتيجية، الدكتور غازي فيصل، فقد توقع أن تحظى زيارة رئيس الوزراء إلى طهران باهتمام كبير لتناولها عددا من الملفات الأساسية في العلاقات بين البلدين.
وقال فيصل لـ"الصباح": إن "الملف الأول هو الغاز والقصور والعجز في تزويد إيران للعراق بالغاز الذي يوفر الطاقة الكهربائية، إضافة إلى مسألة الجوانب الأمنية"، وبين أن "ملفات العلاقات التجارية بين البلدين والحدود وتهريب المخدرات وشبكات الجريمة المنظمة؛ ستكون ضمن ملفات زيارة رئيس الوزراء إلى طهران، فضلاً عن دور العراق في المفاوضات والمباحثات السعودية - الإيرانية نحو إعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وانعكاساته على الأمن والاستقرار في العراق أو الشرق الأوسط ومنطقة الخليج".
وأكد أن "الملف الأهم هو اجتماع القمة المرتقب في 16 تموز المقبل بحضور الرئيس الأميركي وقيادات مجلس التعاون الخليجي والرئيس المصري وملك الأردن". 
 
تحرير: محمد الأنصاري