بغداد: كاظم لازم
تصوير: نهاد العزاوي
يتذكر المثقفون والفنانون من العرب والعراقيين إحدى المفارقات الحياتية، التي مرت بالشاعر والكاتب المسرحي الساخر جورج برنارد شو (1856 - 1950) عندما تمرد على جائزة نوبل الذي منحت له في أواخر الاربعينيات، ليصادف أثناء تجواله في ساحة البيكاديلي وسط لندن، ان هناك مجموعة من المعجبين يجمعون تبرعات لإقامة تمثال له فى لندن قال لهم :اعطوني المبلغ وأنا سأقف بنفسي بدلا من التمثال فى اي مكان تختارونه.
من تلك الحكاية تبدأ قوائم واسماء مبدعي العراق الذين رحلوا في مجالات المسرح والسينما والتشكيل والموسيقى والطرب.. بعد أن عانى الكثير منهم الفقر والعوز والذل والمرض.. في آخر أيامهم بدءا من دفن الممثل الكبير سليم البصري، والذي تحدث عن لحظاته الاخيرة رفيق رحلته الدكتور حمودي الحارثي وصولا إلى الفنان عز الدين طابو، الذي وصلت زوجته وهي تحمل جنازته في باب المسرح الوطني العام 2013 لتصرخ "بانه حبيبكم عز الدين لا يملك ثمن دفنه"!!..
كذلك بقية فنانين العراق ومنهم وحيدة خليل التي أصيبت بالعمى ولم يُسأل عنها أحد.
كذلك الملحن الكبير رضا علي، والمطربة هناء مهدي التي تعاني الاهمال منذ 40 عاما، بعد أن فارقها شقيقها الملحن الكبير خزعل مهدي، الذي كرمته دائرة الفنون الموسيقية العام 2009 بمبلغ 150 الف دينار فقط قبل
رحيله.
الفنان جبار حسين صبري قال عن رحيل الفنان وتكريمه بعد ذلك "لقد احتفلت مصر الاسبوع الماضي في دار الاوبرا المصرية بالفنان الكبير عادل امام وسط حضور فناني مصر في مختلف المجالات، لتعرض مشاهد من أفلامه ومسرحياته ليشعر بالفخر ومن فرط السعادة نزلت دموعه من
مقلتيه.
واذا رجعنا إلى العراق مع الأسف الشديد نجد أن المطربة العراقية الكبيرة صديقة الملاية اضطرت إلى التسول أمام إحدى الملاهي، التي كانت تغني بها ليصادفها رائد المقام العراقي محمد القبانجي ليخصص لها راتبا شهريا، كذلك المطرب محمد قاسم الاسمر وفنان المسرح الكبير عبد الله جواد، ومعه المطرب الريفي حسين سعيدة، الذين راحوا يبيعون السكائر في الشوارع، ايضا الفنانة ناهدة الرماح، التي أصيبت بالعمى ولم يحضر مجلس عزائها أحد".
الفنان طه المشهداني "قال لقد جرى تكريم العديد من الفنانين، وأقيمت لهم مهرجانات كبيرة، ولكن مع الأسف بعد رحليهم، فما جدوى هذا التكريم والفنان تحت التراب، فلقد عاصرت كبار فناني المسرح، ومنهم بدري حسون فريد وسامي عبد الحميد، لا سيما في آخر ايامهم، بعد أن عانوا إهمالاً كبيراً، فلم يستلموا منحة الفنانين، بعد ان حصل عليها الكثير من سائقي التاكسي، ثم أقيمت لهم مهرجانات كبيرة بعد رحيلهم لنردد مع المطرب الراحل رياض احمد أغنيته الشهيرة " فات الأوان وما بعد
رجعة ".