عندما نتحدث عن السيدة فيروز والشاعر نزار قباني، فأننا نتحدث عن قمتين من قمم الابداع العربي في الغناء والشعر، ترى ما الذي فعله قباني بحق فيروز وجعله يتراجع ويعتذر ؟!.
مثل ما هو معروف ان فيروز غنت لاغلب البلدان العربية، غنت لدمشق والقاهرة وبغداد وتونس.. وغنت كثيرا لفلسطين ومن اشهر قصائدها بما يخص المقاومة:
“ الغضب الساطع آت
وانا كلي ايمان
من كل طريق آت
ساخر على الاعداء
ثم غنت عن القدس :
الان الان وليس غدا
اجراس العودة فلتقرع
كان صوت فيروز مشحوناً بالرومانسية الثورية الحالمة بعودة أهل الارض الى وطنهم المغتصب. لكن تأزم القضية الفلسطينية والشعور باليأس والاحباط العربي، دفع الشاعر نزار قباني، رغم عروبيته المتقدة، ان يرد على فيروز بقصيدة يقول فيها :
غنت فيروز مغردة
وجميع الناس لها تسمع
الان الان وليس غدا
أجراس العودة فلتقرع
من أين العودة فيروز
والعودة تحتاج لمدفع
عفوا فيروز ومعذرة
أجراس العودة لن تقرع
نزار قباني كان أكثر واقعية في التعبير عن القضية الفلسطينية والواقع السياسي المخزي، فجاءت قصيدته غاضبة ناقمة، حتى انه قال “ كذبت فيروز وشاعرها “ بالرغم من انه يعشق فيروز وفنها، لكنه كان مجروحاً بمشاعره القومية ويكتب بحروف مغمسة بالهزيمة والخذلان ولم يكن رومانسيا.
كان قباني يشعر بالذنب كشاعر بانه مسؤول عن الهزائم والجرائم التي تصيب الارض العربية، لكن قصيدة قباني ورده على فيروز لم ترتق الى حالة التصادم والخصام بين هاتين القمتين. انما ظلت العلاقة طيبة بينهما والتقيا بعدة اعمال
غنائية. فقد غنت فيروز للشاعر نزار قباني اغنية “ لاتسالوني ما اسمه حبيبي”، وغنت له ايضا “ موال دمشقي “.. وغيرها.