ديالى وكركوك

الأولى 2024/07/29
...

محافظتان عراقيتان يبدو فيهما المشهد كما لو أنهما لم تُجْرَ فيهما انتخابات محليَّة، لأنهما لم تشهداـ حتى اللحظةـ مخرجات لهذه الانتخابات. 

كركوك وديالى خرجتا من الانتخابات كما دخلتا، بل الأمر أسوأ بكثير، أوّلاً لأنَّ هناك سقفاً زمنياً محدّداً لتشكيل الحكومات المحليَّة في المحافظات، وقد تجاوزت تلكما المحافظتان العزيزتان السقف بأمد طويل، الأمر الذي يُنذر بمخاطر جسيمة. وثانياً لأنَّ أسباب هذا التلكؤ تكشف عن تدافع مجتمعيّ له صبغة قوميَّة هنا وصبغة عشائريَّة هناك، وهو على ما رأينا خلال عقدين من الزمن السبب الرئيس لكلِّ الاضطرابات المؤدِّية للاحتراب.

التحرّك الذي قام به رئيس الوزراء محمد شياع السوداني مؤخراً وابتدأه بلقاء ممثلي المكونات في كركوك كاشف عن إدراكه مقدار الخطر الذي يمثله إبقاء الحال على ما هو عليه.

ليست مخرجات الانتخابات وحدها هي ما حُرمتْ منه المحافظتان، بل البرنامج الحكومي الواعد الذي يستهدف تحسين الخدمات وتحريك قطاعات التنمية وتطوير عمل الأجهزة في الحكومات المحليَّة، وما يتبع ذلك من تخصيص أموال للبدء بهذه المشاريع. كلّ ذلك معلّق بانتظار توافق يبدو حتى الساعة عسيراً، والضحيَّة أهالي المحافظتين.

يربط البعض بين غياب التوافق المنشود في المحافظتين وأزمة اختيار رئيس لمجلس النواب، ويرى أنَّ العلل واحدة في الملفين. وقد يكون ذلك له وجه من الحقيقة، لكنَّ علّة العلل دائماً وأبداً تكمن في تنحية المصلحة الوطنيَّة وتغليب الهويات الصغرى على حساب هويَّة عراقيَّة جامعة.