بيروت: جبار عودة الخطاط
فعلها نتنياهو وشرع أبواب النار باتجاه الحرب المفتوحة، بعد عمليته التصعيدية الخطيرة بالغارة على الضاحية الجنوبية لبيروت، وبذا فإن الوقائع أصبحت مرشحة للانفلات من عقالها لتتجه صوب الفوضى العارمة في المنطقة. حزب الله أكد أن القيادي الكبير فؤاد شكر (الحاج محسن) يتواجد في المبنى الذي قصفته إسرائيل، مؤكدًا أن فرق الدفاع المدني تعمل على رفع الأنقاض لمعرفة مصير الحاج محسن.
وأعلنت العلاقات الإعلامية في حزب الله، في بيان، أمس الأربعاء، أنه "كما بات معروفاً، قام العدو الصهيوني بالاعتداء على الضاحية الجنوبية لبيروت الثلاثاء بتاريخ 30 –7 - 2024 حيث استهدف مبنى سكنياً في أحد أحيائها، مما أدى إلى استشهاد عدد من المواطنين وإصابة آخرين بجراح، وحصول دمار كبير في عدد من طوابق المبنى.
وكان القائد الجهادي الكبير الأخ السيد فؤاد شكر (الحاج محسن) حينها يتواجد في هذا المبنى"، وأضاف الحزب، أن "فرق الدفاع المدني تعمل منذ وقوع الحادثة على رفع الأنقاض بشكل حثيث ولكن ببطء، نظراً لوضعية الطبقات المدمرة، وما زلنا حتى الآن بانتظار النتيجة التي سيصل إليها المعنيون في هذه العملية في ما يتعلق بمصير القائد الكبير والعزيز ومواطنين آخرين في هذا المكان، ليبنى على الشيء مقتضاه"، بدوره أعلن وزير الإعلام زياد المكاري بعد انتهاء جلسة الحكومة صباح أمس الأربعاء، التي كرست للعدوان الإسرائيلي، أن "مجلس الوزراء أخذ بعض القرارات المالية المتعلقة بدعم الدفاع المدني ووزارة الصحة" مواكبة للحدث، وصرح رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي في مداخلة بمجلس الوزراء، بأن "لبنان لا يُريد الحرب، بل الحفاظ على كرامة أبنائه وسيادته على الأرض والبحر والجو، من دون أي تهاون بحقوقه"، وكان ميقاتي قد أشار إلى أنّ "آلة القتل الإسرائيليّة لم تشبع من استهداف المناطق اللّبنانيّة في الجنوب والبقاع وصولًا إلى عمق العاصمة بيروت، وعلى بُعد أمتار من أحد أكبر المستشفيات في لبنان"، لافتًا إلى أنّ "هذا العمل الإجرامي الّذي حصل، هو حلقة في سلسلة العمليّات العدوانيّة الّتي تحصد المدنيّين، في مخالفة واضحة وصريحة للقانون الدولي والقانون الدّولي الإنساني، وهو أمر نضعه برسم المجتمع الدولي، الّذي عليه تحمّل مسؤوليّاته والضّغط بكلّ قوّة لإلزام إسرائيل بوقف عدوانها وتهديداتها وتطبيق القرارات الدّوليّة"، وأعلن ميقاتي "أنّنا سنحتفظ بحقّنا الكامل بالقيام بكلّ الإجراءات الّتي تسهم بردع العدوان
الإسرائيلي".
إلى ذلك أعلنت وزارة الصحة اللبنانية في حصيلة غير نهائيّة، أنّ العدوان الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية لبيروت أدّى إلى سقوط ثلاثة شهداء، هم سيدة وطفلة وطفل، بينما مازال البحث مستمرا عن مفقودين تحت
الأنقاض. وأوضحت أنّ الجرحى بلغ عددهم 74 شخصا، بينما أفاد الصليب الأحمر اللبناني في بيان له عن حصيلة العدوان الإسرائيلي، بأنه "حتى اللحظة ارتفع عدد الشهداء إلى 4، بينما تجاوز عدد الجرحى الـ 80، وقد تم نقلهم إلى
المستشفيات".
إلى ذلك زعم وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت، أنّ "الجيش قام بعمليّة دقيقة ضد أكبر قائد عسكري في حزب الله" بحسب ادعائه، يقصد القيادي فؤاد شكر (سيد محسن)، وشدد في تصريحه المترع بالعنجهية الصهيونية، على "أنّنا أظهرنا ليل الثلاثاء أنّ دماء شعبنا لها ثمن، وأنّه لا يوجد مكان بعيد عن متناول قوّاتنا لتحقيق هذه الغاية". من جانبه جدد وزير الدفاع الأميركيّ لويد أوستن التأكيد على أنه "لا أعتقد أن الحرب حتمية في الشرق الأوسط"، مشيراً إلى أنه "إذا تعرضت إسرائيل لهجوم سنساعد في الدفاع عنها"، وشدد وزير الدفاع الأميركي على أننا "سنعمل بجد للتأكد من أننا نفعل الأشياء التي تساعد في خفض التوتر"، وكان طيران الجيش الإٍسرائيلي قد نفذ ليل أمس الأول الثلاثاء عملية قصف لعمارة سكنية في حارة حريك بالضاحية الجنوبية في بيروت، في عملية يسعى من خلالها لاغتيال القيادي البارز في حزب الله فؤاد شاكر، وهذه هي العملية الثانية التي استهدفت فيها إسرائيل بيروت لاغتيال قادة حركات المقاومة، والأولى طالت منطقة المشرفية ببيروت واغتالت من خلالها القيادي في حركة حماس صالح العاروري في شهر كانون الثاني
الماضي.