القوات الأوكرانية تتوغل في إقليم كورسك الروسي

قضايا عربية ودولية 2024/08/19
...

 موسكو: وكالات


كشف مسؤولون أميركيون، عن أن واشنطن تراقب عن كثب القوات الأوكرانية وهي تتوغل في عمق الأراضي الروسية، مدعومة جزئيا بأسلحة ومعدات قدمتها الولايات المتحدة، والتي أثارت تساؤلات حول ما إذا كانت كييف قد التزمت بالقيود التي فرضتها إدارة جو بايدن على استخدام الأسلحة الأميركية.

ووفقًا للمسؤولين، استخدمت أوكرانيا الأسلحة والمركبات الأميركية كجزء من هجومها، على الرغم من أن إدارة بايدن وضعت حدودا لاستخدام الأسلحة الأميركية في روسيا، ولم يذكر المسؤولون الحدود التي رسمتها الولايات المتحدة، لكنهم قالوا إن أوكرانيا لم تنتهك "تقنيا" القيود التي فرضتها الولايات المتحدة.

وشوهدت مركبات همفي أميركية الصنع تدخل منطقة كورسك الروسية عبر معبر الحدود بين أوكرانيا وروسيا، في صورة التقطتها وكالة "رويترز" للأنباء.

وقال المسؤولون إن أوكرانيا استخدمت أيضًا قاذفات صواريخ من طراز "هيمارس"  كجزء من العملية، لكن يبدو أن المركبات ظلت في الأراضي الأوكرانية، مستخدمة مدى الصاروخ الخاص بها لضرب روسيا. في غضون ذلك، أكد الرئيس البيلاروسي، ألكسندر لوكاشينكو، أمس الأحد، أنه في حال عدم جلوس موسكو وكييف حول طاولة المفاوضات، فسيكون هناك تصعيد أكبر، موضحا أن المفاوضات يجب أن تبدأ من حيث انتهت في إسطنبول. وقال لوكاشينكو في مقابلة مع قناة "روسيا1": "نحتاج إلى الجلوس حول طاولة المفاوضات ومناقشة القضايا. لكن إذا حدث مثلما حدث في كورسك فسيكون تصعيدا ينتهي بتدمير أوكرانيا". وتابع لوكاشينكو بالقول: "دعونا نجلس حول طاولة المفاوضات لننهي هذا الشجار.. نحن بحاجة إلى الجلوس حول طاولة المفاوضات، والسؤال هو من أين نبدأ، والشيء الصحيح الذي يجب فعله هو البدء من حيث انتهينا في إسطنبول".

وفي سياق آخر، شدد لوكاشينكو على أن منظومات صواريخ "إسكندر" البيلاروسية مستعدة وقادرة على توجيه ضربات بصواريخ حاملة لرؤوس نووية.

وقال خلال مقابلته: "هذه المنصات جاهزة اليوم لتوجيه ضربات بأسلحة نووية تكتيكية، هذه المنصات جاهزة لاستخدام صواريخ مزودة برؤوس نووية". وكان رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو قد قال في 10 تشرين الأول، إن فتح كييف لجبهة ضد بيلاروسيا يعتبر أمرا جنونيا من وجهة نظر عسكرية، لكن العملية بدأت، والغرب يدفع أوكرانيا نحو ذلك. وأشار إلى أن الناتو وعددا من الدول الأوروبية تدرس خيارات لعدوان محتمل على بيلاروسيا، مضيفا أنه في ما يتعلق بالتصعيد على الحدود الغربية لدولة الاتحاد، فقد اتفق مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على نشر مجموعة إقليمية مشتركة من القوات، وأن تشكيل هذه المجموعة جار بالفعل.

في السياق نفسه، ذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية أن القوات الأوكرانية التي صارت تعاني من نقص في القوة البشرية، توسع دفاعاتها بالقرب من مقاطعة كورسك الروسية.

وبحسب الصحيفة: "كانت أوكرانيا تعاني من نقص في القوات اللازمة للتناوب والحفاظ على خطوط دفاعاتها قبل العملية في منطقة كورسك. والآن قامت بجمع ما كان متاحا لديها من كاحتياطي عملياتي وأرسلته إلى جبهة جديدة".

على المستوى السياسي، فإن الغرض من العملية هو بناء النفوذ قبل المفاوضات المحتملة، إذ إن التهديد بسحب المساعدات العسكرية التقنية من المرجح أن يجبر كييف على التفاوض إذا فاز دونالد ترامب بالرئاسة الأميركية في نوفمبر، كما تريد الحكومة الأوكرانية أن تتأكد من أنها إذا اضطرت إلى الدخول في هذه العملية، فإنها تمتلك أشياء تريد روسيا مقايضتها مقابل تنازلات، وبالتالي، يتعين على الجيش الأوكراني أن يستولي على جزء كبير من الأراضي الروسية ويحتفظ بها طوال مدة المفاوضات المحتملة.

ولكن مع (هجوم كورسك) ستتراكم المخاطر العسكرية مع الوقت، فبعد أن خصصت كييف احتياطيها التشغيلي، ستكافح لسد الثغرات في الخط، ولم تتمكن بعد من حل التهديد الذي تشكله طائرات الاستطلاع الروسية، والقنابل الانزلاقية، والمدفعية، والحرب الإلكترونية، والمجمعات الصاروخية العملياتية التكتيكية. وتسمح هذه القدرات مجتمعة لروسيا بمواصلة التقدم الثابت إلى بوكروفسك وتوريتسك ومدن أخرى في دونباس. وسوف يتم إخلاء هذه المدن قريبا، وسوف يتطلب الدفاع عنها موارد مكثفة.