{تحت موس الحلاق} في عيون معاصرة

الصفحة الاخيرة 2019/06/17
...

بغداد / محمد اسماعيل
استغرق إنتاج حلقات المسلسل الكوميدي “تحت موس الحلاق” السنوات من 1961 لغاية 1969 شاداً الجمهور العراقي والخليجي والشامي، حيث تدور أحداثه في محلة بغدادية شعبية، سكانها من الطبقة العاملة الفقيرة، تلخص طبيعة حياة سكان ذاك الزمان، في ملبسهم وأدواتهم وأعمالهم وطريقة تفكيرهم وعاداتهم.
جميع حلقات المسلسل تُظهر جُملة من التحديات بين الطبقتين.. الوسطى المتعلمة والعاملة، مَرَّة بين الأستاذ و التلميذوأخرى بين الطبيب والمريض.
لاقى المسلسل ترحيباً واسعاً من جمهور المشاهدين في العراق، لبساطته، من حيث اللغة والديكورات والأزياء والفكرة، حيث حاكى المجتمع البغدادي آنذاك.
وهو من تأليف سليم البصري وتمثيله الى جانب الفنانين حمودي الحارثي وراسم الجميلي وسهام السبتي وعبد الجبار عباس وسمير القاضي وسناء سليم وآخرين..إنتاج دائرة الإذاعة والتلفزيون العراقية “وكيبيديا”.
وقالت وفاء منير.. طالبة اقتصاد: “أشاهد حلقاته.. بالاسود والابيض.. على اليوتيوب، متمنية إنتاج عمل معاصر على غراره؛ لما فيه من حميمية اجتماعية، وفكاهة لطيفة” وأكد زميلها حيدر خضر: “يحكي لنا والدي، عن توقف الحياة في بغداد، وقت عرضه خلال الستينيات والسبعينيات، وهو إنموذج يعطي قيمة لعصره؛ لأن الآن لم يأتِ نتاج تلفزيوني يستوقف الناس، بالقوة ذاتها، ولا يحول قيم المجتمع الى مادة درامية”.
وأضاف المضمد ناصر حربي، من مدينة الصدر – الثورة: “عدد التلفزيونات كان قليلا في البيوت؛ فتجتمع العوائل، في بيت واحد، يمتلك تلفزيونا؛ لمشاهدة عبوسي وحجي راضي، وهما يتناكفان، فيسعدان بساطة الناس، بمشاكسة حمودي الحارثي، وتوبيخات سليم البصري”.
تابعت أم عمر.. مديرة مدرسة متقاعدة: “إنها فعلا حياتنا، تعود إلينا على شكل مادة درامية.. منسقة في حوارات “مدروسة التلقائية” وهذا ما يصطلح عليه: صناعة الفن الشعبي الـ POP ART الذي يعالج قضايا سوسيولوجية –اجتماعية، بلغة نابعة من جوهر المجتمع 
ونسيج حياته”.