قصر بعبدا ما زال مغلقاً بانتظار مفاتيح الحل الرئاسي

قضايا عربية ودولية 2024/09/08
...

 بيروت: جبار عودة الخطاط

يتشابك ملف المواجهات الساخنة لحزب الله ضد الجيش الصهيوني في الجنوب، مع ملف الشغور الرئاسي بتداعياته السياسية والاقتصادية على الأوضاع المأزومة في البلاد، فحزب الله واصل استهدافه المواقع المعادية بالصواريخ والمدفعية، في وقت ينتظر فيه الشارع السياسي مخرجات اللقاء الفرنسي السعودي في الرياض.
وبرغم الجهود الدولية وما رافقها من حراك داخلي في الاستحقاق الرئاسي المعطل فإن أبواب قصر بعبدا (القصر الجمهوري) مازالت مغلقة  منذ تأريخ 30 تشرين الأول 2022 عندما غادر الرئيس السابق العماد ميشال عون القصر وحتى اليوم، بانتظار مفاتيح الحل التي يمكن أن تأتي بها خلطة توافقية بين الفرقاء؛ الذين لا يمتلك كل منهم الثقل النيابي الذي يؤهله لفرض مرشحه في البورصة الرئاسية المصابة بالكساد.
في الأثناء، أشارت مصادر لبنانية أمس السبت إلى ان "لقاء الموفد الفرنسي جان ايف لودريان مع المستشار السعودي نزار العلَولا الذي عقد قبل أيام في الرياض، ناقش الأفكار الخاصة بالملف الرئاسي في لبنان وكيفية الخروج من براد التعطيل وخلص إلى أن الوقائع المشتعلة في فلسطين لا تزال معقدة وتحتاج إلى المزيد من الجهود الدبلوماسية".
وكشفت مصادر مشاركة في لقاء الرياض وفقاً لتلفزة لبنانية، أن "لودريان لمس تبدلاً وحماسةً سعوديين تجاه الملف الرئاسي لم يكونا موجودين في السابق ولودريان لا يزال حتى الساعة في الرياض"، ووفقاً للمصدر ذاته فإن "الحل مرتبط بغزة ومتى انحلت بغزة بتنحل عنا بالجنوب وبالرئاسة ضمن Package متكامل".
بدوره، كتب الوزير السابق يوسف سلامه على منصة "إكس": "تتوزع ولاءات المنظومة على قوى إقليمية ودولية، تسعى لإيجاد مرشح رئاسي غير استفزازي ويُطمئن الجميع، يرى لقاء الهوية والسيادة أنّ الحياد وحده علاج شافٍ والحل يكمن بانتخاب رئيس مستقل، شفاف، ينتمي للبنان، يؤمن بحياده ويصون السيادة. يا أهل المنظومة، لا تتعبوا الآخرين لتستمروا".
ميدانياً، حيث يتشابك ملف جنوب لبنان الساخن مع ملف الشغور الرئاسي مازالت العمليات العسكرية تحتدم على الطرفين، فقد أعلن الإعلام الحربي، في حزب الله، في بيان له أمس السبت أنه "دعماً لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسناداً لمقاومته الباسلة ‌‏‌‏‌والشريفة، استهدف مجاهدو المقاومة ‏الإسلامية موقع حدب يارون بقذائف المدفعية"، كما أعلن الحزب، قصف مجاهديه قاعدة جبل نيريا (مقر قيادي كتائبي تشغله حالياً قوات من لواء غولاني) بصليات من صواريخ الكاتيوشا".
بالمقابل، تعرضت بلدة عيتا الشعب في جنوب لبنان صباح أمس لقصف مدفعي متقطع أطلقته المرابض المنصوبة داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، فيما دوَّت صفارات الإنذار في أيلييت هشاحر في الجليل الأعلى خشية تسلل طائرات مسيّرة من لبنان، بينما زعم المتحدث باسم الجيش الصهيوني أفيخاي أدرعي ، أن "الجيش استهدف أكثر من 15 منصة صاروخية وبنية عسكرية لحزب الله في جنوب لبنان؛ بالإضافة إلى عدّة منصات كانت جاهزة لإطلاق فوري نحو الأراضي الإسرائيلية"، على حد زعمه.
في السياق، أشار الرئيس السابق لجهاز الأمن الداخلي (الشاباك) عامي أيالون، إلى أن "تل أبيب ليست مؤهلة لحروب طويلة وكان ينبغي أن تنتهي هذه الحرب منذ وقت طويل"، معتبراً أن "أرواح الأسرى أهم من أي شيء ويجب إعادتهم رغم الثمن المؤلم الذي سندفعه في الصفقة".
وشدد أيالون، على أنه "يجب وقف القتال في قطاع غزة الآن وإنهاء الحرب، والأولوية يجب أن تكون لإعادة الأسرى ووقف الحرب ونقل الثقل إلى الشمال والضفة الغربية".
على الضفة الأخرى؛ شدد عضو المجلس المركزي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق، على أن "العدو الصهيوني يزداد ضعفاً، بينما المقاومة ازدادت قوة وعدة وعدداً دفاعاً وهجوماً، عسكرياً وسياسياً، وهي بردّها على الاعتداءات الصهيونية، أكدت أنها لا تؤخذ لا بالتهديدات ولا بالتهويلات"، وأكد أن "المقاومة لن تسمح بإسكات جبهات المساندة، وستبقى في الموقع المتقدم لنصرة غزة".