بغداد: نوارة محمد
ترى بلقيس أن الشباب العراقي منقسم بين التقليد السطحي للغرب وبين البيئة الاجتماعية السائدة. وتوضح وهي الخبيرة في فنّ السلوك وتعمل مع منظمات هولندية أن "أسلوب الحياة الحديثة لا يعني أبدا الخروج عن نهج البيئة الأم، وأن أي تصور يندرج في الانفصام هو غير صحيح".
ظواهر عدة بدأت تطفو على السطح، وترد إلى الفارق الواسع في الوعي بين المجتمعات الغربية والواقع العراقي، وفيما يرى شباب أن حريتهم في نمط العيش من ضمن حقوق المواطنة والاتصال بالحداثة والتطور.
وتفند بلقيس محمود هذه الادعاءات، وتقول إن "السلوك الفوضوي وارتداء ملابس غير لائقة، والتطفل على الناس وفرض الفوضى الخلاقة هي علامات شذوذ غير مبررة ولا علاقة لها بالحداثة. وأن التقليد الأعمى لظواهر بعينها في الغرب هو بمثابة انتحال غير سليم، لأن سلوكيات هذه الفئة من الشباب لا تمت بصلة للمجتمع".
أما سمير عبد الرحمن فيرجع الظواهر الشبابيّة التي تنحصر بالضوضاء والملابس الغريبة وتسريحات الشعر هي سلوكيات منحرفة تأخذ شكلا مقلدا وهي ناتجة عن سوء سلوك وضعف في التربية.
يقول عبد الرحمن إن "شبابنا ينجر لتقليد سلوكيات غربية هي بالأساس منبوذة من المجتمع الغربي، والسبب هو ضعف التعليم والتراخي الحاصل في بنية الأسرة".
ويضيف: لسنا مع الرفض التام، ولكننا ندعو الشباب إلى الانتباه إلى الجذور والتوافق السليم مع البيئة. نحن مع الاندفاع باتجاه التحديث وخلق بيئة متطورة تستوعب الحياة الجديدة بكل تطلعاتها الحديثة.
من جهتها، تقول مريم حسين ناشطة شبابية، إن "الفعل الشبابي ينقسم بين ظواهر بناءة تسعى إلى احداث تغييرات إيجابية وبين ممارسات تشذ عن القاعدة وتسيء للشاب العراقي، وترجع اللبس الحاصل إلى ضعف ثقافة الشباب وسعيهم إلى التقليد الأجوف".
وتتابع أن "عملنا الاجتماعي البناء واضح، ونحن كنشطاء لدينا برامج تطويريَّة تهدف إلى إعادة تأهيل الشباب وزجهم في الحياة بشتى أنواعها ليتحولوا إلى فاعلين في المستقبل، اما الأشخاص الذين يظنون أن الملابس الغريبة والعبثية والاعتداء على اسلوب الحياة هي محاولات للاتصال مع الحياة بينما هي أعمال تخريبية الغاية منها تهشيم المجتمع والإساءة للعراق".