خطاب للمستقبل في قمَّة المستقبل

الأولى 2024/09/23
...

 كتب: رئيس التحرير 


اللافت في كلمة رئيس الوزراء محمّد شياع السوداني في قمَّة المستقبل بنيويورك أمس، أنها جاءتْ موجزةً ومكثفة بالرغم من اشتمالها على جميع النقاط التي شكّلتْ بمجملها البرنامج الحكوميَّ الذي أخذ السودانيّ على عاتقه مهمَّة تحقيقه منذ تسنّمه رئاسة الوزراء.

آثر رئيس الوزراء أنْ يجعل خطابه على هيئة جُمَلٍ برقيَّة موجزة ليستطيع تغطية مشهد الجهد الحكومي بأكمله لكنّنا نعرف أنَّ كلَّ جملة من خطابه تستبطن مشروعاً متكامل الأركان واسعاً ويستلزم كثيراً من الجهد والوقت والمال. ذلك أنَّ عنواناً من مثل "تعزيز الإصلاح الاقتصادي" أو "تحسين أوضاع الفئات الأكثرِ هشاشة" ليس مجرَّد لافتة تُرفع في محفل دوليّ لتحسين صورة العراق وإنما مشروع عمل كبير، بل هو الاسم الآخر للبرنامج الحكوميّ برمَّته، وتدخل تحته عناوين أخرى فرعيَّة لا غنى عنها كدعم الاستثمار وتنويع مصادر الدخل وتوفير الحوافز للقطاع الخاصّ وابتكار طرق جديدة لاقتصاد قويّ مستدام.

هذه اللغة التي تركّز على التنمية الاقتصاديَّة واستثمار طاقات البلد الطبيعيَّة والبشريَّة، هي اللغة التي يفهمها العالم جيداً، وهي اللغة التي تتحدّثها البلدان التي تضع نصب أعينها مصلحة شعوبها وتأمين مستقبلهم.

الجنبة السياسيَّة كان لها حضورها في خطاب رئيس الوزراء أيضاً، وأتتْ لتؤكّد الدور الذي يلعبه الفاعل الذي يريد العراق تأديته بوصفه نقطة تلاقٍ وحوارٍ وعامل استقرار في منطقته والعالم، مع التأكيد على الثوابت الوطنيَّة والإنسانيَّة، إذ أدان الخطاب العدوان الصهيونيّ على فلسطين ولبنان ودعا إلى إيقافه كمقدّمة لضمان الأمن والاستقرار الغائبين عن منطقتنا منذ أمد بعيد.