ًسيد المقاومة شهيدا
![...](/uploads/posts/2024-09/1727564456_6017.jpg)
بيروت: جبار عودة الخطاط
طهران: محمد صالح صدقيان
أكثر من 30 عاماً قضاها دفاعاً عن فلسطين وشرف الأمة، ترجّل سيد المقاومة عن صهوة جواده ملتحقاً بركب الشهداء الخالد، لينال شرف الشهادة، الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، المجاهد الكبير والقائد التاريخي لقوات المقاومة ضد الكيان الصهيوني المجرم.
وذكر حزب الله في بيان صدر، أمس السبت، أن "سماحة السيد، سيد المقاومة، العبد الصالح، انتقل إلى جوار ربه ورضوانه شهيداً عظيماً قائداً بطلاً مقداماً شجاعاً حكيماً مستبصراً مؤمناً، ملتحقاً بقافلة شهداء كربلاء النورانية الخالدة في المسيرة الإلهية الإيمانية على خطى الأنبياء والأئمة الشهداء" .
وأوضح البيان "لقد التحق سماحة السيد حسن نصرالله الأمين العام لحزب الله برفاقه الشهداء العظام الخالدين الذين قاد مسيرتهم نحواً من ثلاثين عاماً، قادهم فيها من نصر إلى نصر مستخلفاً سيد شهداء المقاومة الإسلامية عام 1992 حتى تحرير لبنان 2000 وإلى النصر الإلهي المؤزر 2006 وسائر معارك الشرف والفداء، وصولاً إلى معركة الإسناد والبطولة دعماً لفلسطين وغزة والشعب الفلسطيني المظلوم".
وأضاف الحزب "إنّنا نعزي صاحب العصر والزمان (عجل الله فرجه الشريف) وولي أمر المسلمين السيد علي الخامنئي "دام ظله" والمراجع العظام والمجاهدين والمؤمنين وأمة المقاومة وشعبنا اللبناني الصابر والمجاهد والأمة الإسلامية جمعاء وكافة الأحرار والمستضعفين في العالم، وعائلته الشريفة الصابرة، ونبارك لسماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله رضوان الله عليه نيله أرفع الأوسمة الإلهية، وسام الإمام الحسين عليه السلام"، مؤكداً أن السيد حقق "أغلى أمانيه وأسمى مراتب الإيمان والعقيدة الخالصة، شهيداً على طريق القدس وفلسطين، ونعزي ونبارك برفاقه الشهداء الذين التحقوا بموكبه الطاهر والمقدس إثر الغارة الصهيونية الغادرة على الضاحية الجنوبية".
وأشار البيان إلى أنّ "قيادة حزب الله تعاهد الشهيد الأسمى والأقدس والأغلى في مسيرتنا المليئة بالتضحيات والشهداء أن تواصل جهادها في مواجهة العدو وإسناداً لغزة وفلسطين ودفاعاً عن لبنان وشعبه الصامد والشريف"، مضيفاً "وإلى المجاهدين الشرفاء وأبطال المقاومة الإسلامية المظفرين والمنصورين وأنتم أمانة السيد الشهيد المفدى، وأنتم إخوانه الذين كنتم درعه الحصينة ودرَّة تاج البطولة والفداء، إنّ قائدنا سماحة السيد ما زال بيننا بفكره وروحه وخطه ونهجه المقدس، وأنتم على عهد الوفاء والالتزام بالمقاومة والتضحية حتى
الانتصار".
وكان جيش الاحتلال الصهيوني، قد نفذ غارات استهدفت، أمس الأول الجمعة، مقر القيادة المركزية للحزب في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت.
مواصلة الجهاد
في المقابل، واصل مجاهدو حزب الله أمس السبت، الرد على جرائم الكيان الصهيوني، فاستهدفوا بأكثر من 15 صلية صاروخية عشرات المعسكرات والمستوطنات الصهيونية.
وأشارت التقارير، إلى سماع دوي صفارات الإنذار في أكثر من 30 مستوطنة صهيونية وعكا ونهاريا وصفد والجليل وتل أبيب، وسماع دوي ما لا يقل عن 10 انفجارات في سماء خليج حيفا.
وأعلن "حزب الله" شنَّ هجوم بصواريخ "فادي 1" على مستوطنة كابري الصهيونية، واستهداف قاعدة ومطار رامات ديفيد بصواريخ "فادي 3"، كما جرى إطلاق رشقات صاروخية متتالية باتجاه الشمال الصهيوني وسماع دوي صافرات الإنذار في عشرات المستوطنات.
وذكرت التقارير، أن صافرات الإنذار دوَّت في الجليل الغربي ووسط الجليل وشرق تل أبيب وفي المنطقة الساحلية ووادي يزرعيل ووادي عارة جنوبي حيفا ومدينة عكا وشمال الضفة الغربية ومنطقة الكرمل.
طهران تتهم الولايات المتحدة
في غضون ذلك شكَّك المرشد الإيراني الأعلی آية الله علي خامنئي بموقف الولايات المتحدة التي تتحدث عن عدم علمها بالاعتداءات المتكررة التي يقوم بها الكيان الإسرائيلي ضد لبنان .
وقال أمس السبت أمام مجموعة من المحاربين القدماء : إن "الأميركيين يقولون بأنهم لا يتدخلون ولا علم لهم لكنهم على علم ويتدخلون أيضاً فالحكومة الأميركية الحالية تحتاج في الانتخابات الرئاسية الأميركية إلى انتصار الكيان الصهيوني"، مشيراً إلی أن الكيان الصهيوني فشل في هزيمة المجاهدين في غزة ولذلك لجأ إلى إظهار وجهه الحقيقي بقتل النساء والأطفال.
وبشأن التطورات في لبنان واغتيال عدد من قادة المقاومة قال :"إنهم قد اغتالوا عدداً من الكوادر المؤثرة والهامة في حزب الله لكن هذه الخسارة لم تستطع النيل من حزب الله" وأن النصر سوف يكون حليف المقاومين في لبنان .
وأعلنت طهران مقتل العميد عباس نيلفروشان مسؤول ملف لبنان في فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني بالهجوم الصهيوني الأخير على الضاحية الجنوبية في بيروت.
وقال رئيس القضاء العسكري الإيراني أحمد بورخاقان : إن نيلفروشان "كان ضيفاً على الشعب اللبناني واستشهد في الهجوم الصهيوني على لبنان".
حماس تنعى نصر الله
بدورها نعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) استشهاد السيّد نصر الله، الذي ارتقى شهيداً مع ثلة من إخوانه القادة، على طريق القدس، وإسناداً للشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة في مواجهة الكيان الصهيوني.
وقالت الحركة، في بيان صحفي لها "تنعى حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إلى شعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية والإسلامية وأحرار العالم استشهاد سماحة السيّد حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله" كما تقدّمت حماس بخالص التعازي والمواساة والتضامن إلى الشعب اللبناني الشقيق والإخوة في حزب الله والمقاومة الإسلامية في لبنان.
وأضاف البيان، "إننا ندين بأشدّ العبارات هذا العدوان الصهيونيّ الهمجيّ واستهداف مبانيَ سكنية، في الضاحية الجنوبية لبيروت، ونعدّ ذلك عملاً إرهابياً جباناً، ومجزرة وجريمة نكراء، تُثبت مجدّداً دموية ووحشية هذا الاحتلال، وأنّه كيانٌ مارقٌ مستهترٌ بكلّ القيم والأعراف والمواثيق الدّولية، وبات يهدّد بشكل سافرٍ الأمن والسّلم الدّوليين، في ظل الصمت والعجز والتخاذل الدولي". وتابع البيان، "وإذ ننعى بكلّ معاني الصَّبر والاحتساب سماحة السيّد حسن نصر الله وإخوانه، فإننا نستذكر بكلّ فخر واعتزاز سيرته ومسيرته الحافلة بالتضحيات في سبيل تحرير القدس والمسجد الأقصى المبارك، والمواقف المشرّفة الدَّاعمة لشعبنا الفلسطيني ومقاومتنا الباسلة وحقوقنا المشروعة، وإصراره على مواصلة جبهة الإسناد البطولية لشعبنا ومقاومتنا في طوفان الأقصى، على الرّغم من عظم التضحيات وجسامة التحدّيات، حتى قضى شهيداً وهو على ذات النهج الدَّاعم والمؤيّد للشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة".
وأكدت الحركة، أنَّ الاحتلال الصهيوني يتحمّل المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة البشعة وتداعياتها الخطيرة على أمن واستقرار المنطقة، كما تتحمَّل الإدارة الأميركية المسؤولية باستمرار دعمها لهذا الاحتلال سياسياً ودبلوماسياً وعسكرياً وأمنياً واستخبارياً، ومواصلة صمتها وتقاعسها عن إدانة وتجريم ووقف هذا الإرهاب الصهيوني المتصاعد ضدّ الشعبين الفلسطيني واللبناني.
وقالت، "إننا في حركة حماس، وأمام هذه الجريمة والمجزرة الصهيونية، لنجدّد تضامننا المطلق ووقوفنا صفاً واحداً مع الإخوة في حزب الله والمقاومة الإسلامية في لبنان، الذين يشاركون شعبنا ومقاومتنا في معركة طوفان الأقصى دفاعاً عن المسجد الأقصى، وعن حقوق شعبنا المشروعة وتطلعاته في الحريّة والاستقلال وتقرير المصير، وهو المسار الذي يجب أن تلتّف حوله كلُّ قوى الأمَّة الحيَّة وجماهيرها والأحرار والأشراف في العالم".
قائد فذ لحركة عظيمة
من ناحيته، عبر الناطق باسم حركة أنصار الله اليمنية محمد عبد السلام، عن أحر التعازي وعظيم المواساة باستشهاد القائد السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله.
وقال عبدالسلام في تغريدة له عبر موقع "إكس": "نتقدم إلى أمة حزب الله وحركات التحرر في العالم بعظيم المواساة على هذه الخسارة الفادحة برحيل القائد العظيم السيد حسن نصرالله، الذي نال ما تمناه وسام الشهادة بعد عقود من الزمن مجاهداً مقداماً قل نظيره في التاريخ المعاصر".
وأضاف: "وببركة قيادته الحكيمة لحقت بإسرائيل والمستكبرين هزائم متتالية، ودماؤه ستكون لعنة تطارد الكيان الصهيوني حتى اقتلاعه".
وتابع عبدالسلام: "ومن قائد فذ لأعظم حركة تحرر في العالم إلى قائد الشهداء على طريق القدس، إلى عائلته الشريفة وشعبه ومقاومته وأمته إنه طريق الجهاد يكرم الله عباده المخلصين بالنصر أو الشهادة وكلاهما نصر".
وأشار إلى أن السيد حسن نصرالله ما عرفت معه الأمة إلا الانتصارات وختم حياته الجهادية بنصر الشهادة.. مضيفاً "إن لوعة فراقه لن تفت من عضد إخوانه من بعده، بل تمنحهم قوة إلى قوتهم ليواصلوا طريق المقاومة والجهاد حتى
النصر".
توصية دولية بوقف الطيران
إلى ذلك، أوصت الوكالة الأوروبية لسلامة الطيران والمفوضية الأوروبية بتعليق الرحلات الجوية إلى إسرائيل ولبنان، مع احتدام الوضع بعد اغتيال إسرائيل للسيد المجاهد حسن نصر الله.
وجاء في بيان صدر عن الوكالة أمس السبت: "تتابع الوكالة الأوروبية لسلامة الطيران والمفوضية الأوروربية الوضع عن كثب، نسجل التكثف العام للغارات الجوية وتدهور الوضع الأمني للطيران، مما يؤثر في أمن المجال الجوي لإسرائيل ولبنان. وفي هذا السياق توصي الوكالة والمفوضية الأوروبية بعدم التحليق في الأجواء الإسرائيلية واللبنانية".
وأضاف البيان أن هذه التوصية لا تزال سارية حتى 31 أكتوبر القادم، مؤكداً في الوقت نفسه احتمال تغيير هذا الموعد بناء على تطور الأحداث في المنطقة.
دعوة أممية
وقد دعت الحكومة اللبنانية الأمم المتحدة للتدخل لوقف العدوان الصهيوني.
وبحسب آخر المعلومات الرسمية، فقد أدت الغارات الصهيونية على لبنان منذ أكتوبر 2023 إلى استشهاد 1540 شخصاً بينهم نحو 700 شخص في الأيام الـ4 الماضية. كما أصيب أكثر من 5 آلاف مدني.
أردوغان يهاجم الكيان
الرئيس التركي، رجب طيب أدروغان، أكد أن "سياسة الإبادة الجماعية والاحتلال والغزو الصهيوني، والتي استمرت منذ 7 تشرين الأول 2023، تستهدف الآن لبنان والشعب اللبناني".
وأضاف أردوغان، في كلمة له خلال الاجتماع العاشر للمجلس الاستشاري الاستثماري التركي، أمس السبت، بالقول: "لقد قتلت الهجمات الصهيوني الوحشية، خلال الأسبوع الحالي، العديد من اللبنانيين، بما في ذلك الأطفال، ولا يمكن لأي شخص ذي ضمير أن يقبل أو يبرر مثل هذه المذبحة".
وأشار إلى أن "الحكومة الصهيونية، التي تشجعت بالدعم والسلاح، تزداد تهوراً وتحدياً للإنسانية والقيم والقانون الدولي". وطالب الرئيس التركي، في كلمته، "بضرورة وقف محاولات إسرائيل لنشر سياساتها المدفوعة بالجنون من غزة ورام الله إلى لبنان ودول أخرى في المنطقة"، في إشارة إلى الهجوم الصهيوني على غزة ولبنان.
أخبار اليوم
![](/uploads/posts/2025-02/whatsapp-image-2025-02-08-at-8_07_59-pm.jpg)
العمليات المشتركة: قتل والي كركوك ومسؤول قاطع حمرين في عصابات {داعش} الإرهابية
2025/02/09 الثانية والثالثة