عندما يموت الفنان أو يمرض

الصفحة الاخيرة 2019/06/22
...

سامر المشعل
بين آونة وأخرى تفد الينا الانباء المفجعة برحيل نجم من نجوم الابداع العراقي بنعي موشح بالحداد تملأ صفحات التواصل الاجتماعي، نصطدم يوميا بسقوط ورقة من اوراق شجرة الفن العراقي، التي كانت تظللنا بالالحان والانغام الشجية، تبادلنا مشاعر الحب والفرح والحزن بدفء وجمال متناه. آخرهم كان الملحن حسن فالح، الذي صاغ باقة من الالحان الجميلة.
قبله الشاعر خضير هادي، الذي مات حتف غربته وعلى شفتيه الراعشتين يربض عشقه للعراق وأهله، لتصل قائمة الراحلين الى الشاعر الكبير عريان السيد خلف والملحن جعفر جاسم “ ابو روز” الذي يملك رصيدا ثرا من المحبة والانسانية تفرد بها عن اقرانه، ما جعل الوسط الفني يشعر بخسارة ومرارة رحيله المبكر والصادم، ولم يقو الكثير منهم من النظر الى صور النعي المتكرر على صفحات الفيس.
الخسارات التي تلحق بنا برحيل هؤلاء المبدعين يشي بخسارة تاريخية لا تعوض لزمن عاشوا فيه وقدموا فيه فنا جميلا وراقيا، وارثا ابداعيا تفخر به الاجيال اللاحقة، ومن الصعب الاتيان بمثله.
كلما سقط مبدع من مبدعينا تقلصت مساحة الفرح والأمل في حياتنا واتسعت مساحات الاغتراب والحزن في نفوسنا.
باتت شريحة الفنانين هي الاكثر استهدافا للشائعات على صفحات الفيس بوك.. بل شكا لي الفنان ياس خضر، انه مات” فيسبوكيا” ثماني مرات، كذلك اماتوا الفنانة مائدة نزهت عدة مرات، وعندما توفيت بالحقيقة لم يصدق الناس الخبر، من كثرة شائعات الموت التي رافقت حياتها!!.. اما المقربون والمحبون للشاعر الكبير مظفر النواب فبين الحين والاخر يكذبون شائعات رحيله المتكرر على “الفيس بوك”.
هذا يكشف بجلاء عن اهمال الفنان من قبل مؤسسات الدولة، حتى أصبح في مهب الريح للتلاعب بمشاعره من أجل كسب أكبر عدد من “ اللايكات “ في صفحات التواصل الاجتماعي.
واخذت الشكوى ورفع المناشدات تطالعنا كل يوم في انقاذ حياة احد الفنانين بعد تدهور حالته الصحية، وهو غير قادر على سد نفقات علاجه.
حالة الفنان تدعو الى الشفقة والاجدى بالنقابات والجمعيات التي تعنى بالفنان، بدل المناشدة واستعطاف الحكومة لعلاج الفنان بهذه الطريقة التي تمس بكرامته وتاريخه الفني، ان تسعى وبشكل جاد الى تشريع قوانين تكفل له التأمين الصحي والوضع المعاشي الذي يحفظ كرامته في خريف عمره.