بالإنكليزيَّة (Musical ear Syndrome) هي وصفٌ لحالة بعض ممن يفقدون حاسة السمع وذلك بسماع هلاوس سمعيَّة تتمثل بأصواتٍ وموسيقى بصفه خاصة ليس لها مصدرٌ حقيقيٌّ. وهي مرضٌ نادرٌ جداً يصيبُ شخصاً من كل 10000 شخصٍ فوق سن الـ65 عاماً، في المملكة المتحدة فقط. وفي الغالب يشعر المريض بطنينٍ مستمرٍ في الأذن.
وتسمى أيضاً (دودة الأذن الموسيقيَّة) تكون الهلوسة السمعيَّة الموسيقيَّة فيها تشبه طنين الأذن، إذ ينتج رنين أو هسهسة. ويشير المختصون الى أنها لا تعدّ مرضاً مخيفاً، لكن الهلوسة المستمرة قد تزعج المرضى وتؤثر في حياتهم.
ويحدثنا التاريخ عن فنانين كبارٍ أصيبوا بهذا المرض النادر، أشهرهم المؤلف الموسيقي الألماني روبرت شومان (1810 - 1856) الذي عدّه بعض النقاد أشهر مؤلفٍ موسيقيٍ في الحركة الألمانيَّة الرومانسيَّة.
ومن غرائب ما حصل له أنَّه كان يقضي المساء لوحده في أحد المقاهي. وفي إحدى المرات زمّ شفتيه في صمتٍ وهو يصفر، واستمر يصفر طوال الوقت، في حالة وصفها أحد الأصدقاء «عيناه بدت كأنَّ لديه شيئاً عليه فهمه والسماع بعمق لروحه، فقد كان حتى في الصحبة وحيداً».
والأغرب ما حصل لهذا العبقري أنه كان في إحدى جولاته بهولندا مع زوجته الموسيقيَّة أيضاً (كلارا)، حيث حققا نجاحاً جماهيرياً كبيراً، بدأ يسمع أصواتاً وموسيقى رهيبة في رأسه، وثّق ما حصل له صديقه عازف الكمان (يواكيم) بقوله: (في 6 شباط/ فبراير 1854 بدأ الليل يهبط، فهرب روبرت وألقى بنفسه في نهر الراين، وانتشل من الماء، وتأكد للمختصين أنه أصيب بالجنون، فطلبوا من أسرته إيداعه في إحدى المصحات القريبة من (بون).
كان أحياناً في حال جيدة وأحياناً أخرى يضيع في الأصوات والرعب، وكانت زوجته كلارا، التي لم يسمح لها الاتصال به، تجلس بعيداً عن مرأى البصر وتراقبه من خلال
النافذة.
ويختم صديقه (يواكيم) مذكراته عنه بقوله: «الموت حرر شومان في سن 46 في 29 تموز/ يوليو 1856”.
أخيراً، إنَّ متلازمة الأذن الموسيقيَّة من أغرب المتلازمات النفسيَّة وأندرها، فلا تخف منها إنْ كنت عبرت الستين وتشكو من طنين الأذن.