أم كلثوم .. تتمنى الغناء في بغداد

الصفحة الاخيرة 2019/06/24
...

 عبد الجبار العتابي
على الرغم من زيارتها للعراق لمرتين عام 1932 وعام 1947 ، الا ان المطربة ام كلثوم (1898 – 1975) كانت تتوق الى زيارة بغداد مرة ثالثة خاصة في اواخر الستينيات، وتعبر عن امنيتها ان تتم دعوتها الى زيارة بغداد والغناء على مسارحها للتعبير عن الحب المتبادل بينها وبين الجمهور العراقي، وهي امنية لم تتم لاسباب مجهولة على الرغم من النضج الكبير والشهرة الواسعة التي صارت عليها حيث تتمنى اية دولة حضور ام كلثوم . 
كانت امنية ام كلثوم تتعاظم مع ما حدثها به الشاعر المصري صالح جودت (1912-1976) الذي زار بغداد مطلع العام 1968، وهو يقول لها (اهل العراق يعشقون الغناء، وبغداد لا تنام في ليالي ام كلثوم، وام كلثوم حبيبة كل بلد عربي، ولكني لا اعتقد ان احدا في الدنيا يسمعها، كما يسمعها اهل العراق..!! ثم حكى لها حكاية طريفة قائلا : (اذكر ليلة .. ،اننا دعينا ، احمد رامي وأنا في بيت من البيوت الكريمة في بغداد ، وأدارت ربة البيت جهاز التسجيل على اغنيات أم كلثوم، فلما أخذها الشجن، جلست على البساط تحت جهاز التسجيل ، تقبل الارض التي تحمل صوت ام كلثوم وعيناها تفيضان بالدموع )، فما ان انتهى الشاعر صالح جودت من رواية هذه القصة لام كلثوم حتى قال لها (هكذا يحبك اهل بغداد) ، ثم اردف قائلا لها (غنيت في لبنان وباريس والمغرب وستغنين في تونس والسودان، فلماذا لا تغنين في بغداد ؟) هذا التساؤل ، كما يقول صالح جودت ردت عليها ام كلثوم (من قلبها) قائلة (يسعدني ان اغني في بغداد ، ولكن احدا من المسؤولين في بغداد لم يوجه لي مثل هذه الدعوة، وانا على استعداد لتلبيتها ..) !!. والغريب .. ان المسؤولين في تلك المدة مرّ عليهم كلام ام كلثوم كالسحاب الابيض دون ان يلتفتوا الى هذا الحدث الفني لو تمت دعوتها.