أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، عباس موسوي، أن طهران ترحب بأي جهود لنزع فتيل التوتر في منطقة الخليج بعد أسابيع من تدهور العلاقات مع واشنطن.
وقال موسوي، في مؤتمر صحفي، امس الاثنين: “نرحب بكل جهود خفض التوتر في المنطقة وكذلك الحوار مع دول الجوار ونحن مستعدون لذلك في أي وقت”، وتابع: “طهران رحبت منذ فترة بإجراء مباحثات مع دول الخليج ودعتها إلى التوقيع على اتفاقية عدم الاعتداء”.
ووصف المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، تصريحات وزير بريطاني بأنها “غير بناءة”، مؤكدا أن بريطانيا تقف إلى جانب أميركا ضد طهران. وشدد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية على أن «صمود الاتفاق النووي يتوقف على التزام جميع الأطراف به، الجانب الأوروبي يفتقد للإرادة الكافية لتنفيذ ما ورد في الاتفاق النووي، مضيفا أن «ما يطلبه الأوروبيون منا غير مقبول كعدم الخروج من الاتفاق النووي أو عدم تقليص التزاماتنا». وبهذا الشأن قال عباس عراقجي مساعد وزير خارجية إيران، خلال لقائه وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية آندرو موريسون: إن أوروبا غير مستعدة لدفع القليل من الثمن، للحفاظ على الاتفاق النووي. وأضاف عراقجي، أن سبب عدم التزام أوروبا، بالاتفاق النووي الإيراني، ليس لعجزها بل لعدم توفر الإرادة اللازمة لذلك. وأشار إلى وجود توازن بين واجبات وحقوق إيران، في الاتفاق النووي، ولذلك لم يبق أمام طهران أي دليل لتواصل التزامها بالاتفاق النووي. وأكد المسؤول الإيراني، أن الشركات الأوروبية، لا تجرؤ على تخطي أوامر وزارة الخزانة الأميركية، وهذا يعني افتقار أوروبا للسيادة حتى داخل حدودها. وشدد على أن القرار الإيراني، بخصوص تقليص الالتزامات النووية، هو قرار وطني لا عودة فيه، إلا بعد التجاوب مع مطالب طهران. وانتقد عراقجي انجرار لندن خلف سياسات واشنطن، وقال: إن «سير بريطانيا الأعمى وراء الغطرسة الأميركية، في اتهام طهران باستهداف ناقلتي النفط في خليج عمان سيضاعف من اشمئزاز الإيرانيين من سياسات لندن تجاه طهران». من جانبه، أكد الوزير البريطاني، خلال اللقاء، أن بلاده مصممة على تفعيل الآلية المالية الأوروبية «إينستكس»، في أسرع وقت، وشدد على ضرورة التزام طهران بالاتفاق النووي.
الاختراق الجوي
من جانب آخر وصف قائد القوات البحرية في الجيش الإيراني الأميرال حسين خانزادي إسقاط قوات بلاده الطائرة الأميركية المسيرة مؤخرا بأنه رد قاطع يمكن أن يتكرر.
ونقلت وكالة «تسنيم» عن خانزادي قوله: «واشنطن أرسلت أكثر طائرات التجسس حداثة وتطورا وتعقيدا إلى منطقة محظورة ورأى الجميع كيف سقطت هذه الطائرة المسيرة”.
وشدد على أن «هذا الرد القاطع سيحدث دائما ويمكن تكراره والعدو يعرف هذا الأمر جيدا».
وتطرق خانزادي إلى العقوبات التي تفرضها واشنطن على بلاده، وقال: «بالاعتماد على الشباب الثوري بلغنا نقطة يمكننا فيها الصمود بقوة وإرساء أمن المنطقة وقطع دابر العدو فيها». في الوقت نفسه قللت إيران من تأثير الهجمات السيبرانية الأميركية الأخيرة عليها، وأكدت أنها كانت هجمات فاشلة وغير ناجحة ولم تترك أي أثر على أنظمتها ومرافقها التي استهدفتها. وكتب محمد جواد آذري وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الإيراني امس الاثنين على «تويتر»: «إنهم يحاولون بقوة، لكنهم لم ينفذوا أي هجوم ناجح». وأضاف «سألت وسائل الإعلام عما إذا كانت الهجمات الإلكترونية المزعومة ضد إيران صحيحة.. نواجه الإرهاب الإلكتروني منذ فترة طويلة وفي العام الماضي حيدنا 33 مليون هجوم».
وجاء تصريح آذري بعد أيام من تقارير تفيد بشن وزارة الدفاع الأميركية هجوما إلكترونيا تم التخطيط له منذ فترة طويلة لتعطيل أنظمة إطلاق الصواريخ الإيرانية.
الموقف الروسي
بدورها اعتبرت الخارجية الروسية أن الولايات المتحدة تتعمد تأجيج التوتر مع إيران بفرض عقوبات جديدة عليها، مشيرة إلى أن واشنطن لم تطرح أي مقترحات محددة للحوار مع طهران. وجدد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف في تصريحات صحفية إدانة موسكو للعقوبات الأميركية الجديدة ضد إيران، والتي وصفها بأنها خطيرة وتعود بنتائج عكسية، فضلا عن أنها غير شرعية. وأضاف أن «إقدام الأميركيين على فرض عقوبات جديدة على إيران يكشف نهجا يستهدف رفع حدة التوتر بشكل متعمد ومقصود» في المنطقة. وأعرب ريابكوف عن أسفه لسير الدول الأوروبية في ركب واشنطن، مؤكدا أن موسكو وقوى أخرى ستتصدى لتطبيق العقوبات الأميركية على إيران. وكرر ترامب في الأيام الأخيرة أنه لا يبحث عن الحرب مع إيران، في حين دعا وزير خارجيته مايك بومبيو طهران إلى بدء المفاوضات من دون شروط، غير أن الطرف الإيراني رفض هذه الدعوة مطالبا واشنطن بالتخلي عن سياسة العقوبات والتهديد أولا.
الصادرات النفطية
وفي سياق الحديث عن التضييق الاميركي على طهران نفى وزير النفط الإيراني، بيجن زنغنه، صحة تقارير إعلامية تحدثت عن هبوط صادرات إيران النفطية في ظل العقوبات الأميركية المفروضة عليها . ووصف الوزير في حديث لوكالة «فارس» هذه التقارير بالكاذبة، وأن لا أساس لها من الصحة، مضيفا أنه لا يمكنه الكشف عن حجم صادرات إيران النفطية الراهنة، كون ذلك لن يكون في مصلحتها.
وذكرت بيانات حديثة، أن صادرات إيران من النفط الخام هبطت في آيار الماضي إلى 500 ألف برميل يوميا أو أقل بسبب العقوبات الأميركية، بعد أن شددت الولايات المتحدة عقوباتها النفطية على طهران. وتسعى واشنطن من خلال العقوبات إلى خنق طهران اقتصاديا ودفعها لإعادة التفاوض على الاتفاق النووي، الذي أبرم في 2015 مع السداسية الدولية، والذي انسحبت منه الولايات المتحدة في
آيار 2018.