كتابة / الناقد السينمائي بيتر برادشو
ترجمة / أحمد فاضل
لم يكن روبرت رودات يصدق أن السيناريو الذي وضعه لهذا الفيلم الضخم والذي يحكي عن صورة من صور الحرب العالمية الثانية سيكون مقارباً للقصة الحقيقية وبمثل هذه الجدية المطلقة عن الحياة الحقيقية للرقيب فريدريك نيلاند الذي تم استدعاؤه من أميركا للمشاركة في حملة نورماندي ، وسيشهد الفيلم نجاحاً لا نظير له ، فقبل 21 عاماً ابتكر ستيفن سبيلبرغ أحد أعظم أفلامه ، كان فيلما فعالاً بشكل مذهل مع موسيقى قوية من قبل جون ويليام ، واستندت إلى فرضية أن الهدف من المهمة ليس في محاربة العدو الألماني فقط ، بل إنقاذ جندي أميركي وروحه بعيداً عن الخطر، ومع ذلك عندما يحين وقت المعركة الكبرى بالطبع لا يوجد أحد يهرب منها. .
بعد سلسلة مروعة مدتها نصف ساعة تصور الهبوط على الشاطئ والذي ذكر جيلاً جديداً من رواد السينما بمدى انخفاض متوسط العمر المتوقع بشكل مخيف لأولئك الموجودين في الموجة الأولى، تعرفنا على بطلنا الموهوب الكابتن ميلر (توم هانكس) ، الذي كانت مهمته العثور على الجندي ريان (مات دامون) في ميدان المعركة ، وأبلاغه بالأخبار الرهيبة عن إخوته واطلب منه العودة إلى المنزل ، فيجمع ميلر عدداً من الجنود المهرة لتلك المهمة تتألف من : هورفاث (تيم سيزيمور) ورايبن (إدوارد بيرنز) وجاكسون (باري بيبر) وميليش (آدم جولدبرج) وكابارزو (فين ديزل) وأوبهام (جيريمي ديفيز) ووادي (جيوفاني ريبيسي) و لقد انطلقوا وراء خطوط العدو في أصعب مهمة خطرة حدثت ،
ولايمكن للمشاهد ان ينسى الوجوه المفعمة بالعرق والصدمة لرجال رجال الكابتن ميلر، فثمة لحظات مذهلة في هذا الفيلم ، وبالنسبة لي، فإن أكبرها تقترب من البداية عندما ترى والدة إخوان ريان أن السيارة الرسمية للجيش تصل إلى المنزل فتصدم بخبر مقتل أبنائها في الحرب (تلعبها أماندا بوكسر، والدور المهم الوحيد الآخر للمرأة هو زوجة ريان في سن الشيخوخة ، وتلعبها كاثلين بايرون) ، من الغريب الآن الاعتراف بممثلين آخرين - بول جياماتي ، براين كرانستون بأدوار بسيطة، لكنها تركت أثراً كبيراً من الاعجاب في نفوس المشاهدين .
عند إعادة النظر في هذا الفيلم بعد عقدين من الزمن، فإن بعض الأحداث تبدو مبالغ بها بعض الشيء، إنه بالتأكيد فيلم حرب هوليوودي تقليدي - يمنح البطولة للأمريكان دون حلفائهم الباقين كالبريطانيين مثلاً ، كذلك يستغرق الكابتن هاميل (تيد دانسون) بعض الوقت للتعبير عن وجهة نظر ميلر بأن الجنرال مونتي مبالغ فيه وبعض المشاهد الترابطية بين بعض شخصيات الفيلم تبدو ضعيفة، لكن الجحيم المذهل تم إنشاؤه ببراعة.