مؤيد جاسم: الأفكارُ الصحيحةُ لم تنتهِ لكنها لم تبدأ

الصفحة الاخيرة 2019/06/28
...

بغداد/ فاطمة رحمة
مؤيد جاسم مسؤول القسم الديني والثقافي في تلفزيون العراقية من شبكة الاعلام العراقي، يتبنى قضية الانسان من خلال عمله الاعلامي.
وقال جاسم لـ “الصباح” :إنه يأخذ الانسان باعتباره عنصر النيابة بشكل مذهل: “القريب البعيد.. الابيض والاسود، لكن اذا تحدثنا عن الاعلام الحقيقي هو النائب الأمثل والوكيل الحصري للنقل والاطلاع على كل الاحداث ومقارنتها بالامراض واذا امكن صناعة التطبيب او التداوي، حينما اصيب الاعلام الزائف بالادلجة 
والقولبة، بات يشكل خطرا على الاعلام الحقيقي” مؤكدا أنه”لابد للاعلام ان يعترف بانه ليس واحدا.. هو متعدد الاذواق، وكما يقول الجاحظ: “على قارعة الطريق هي الحقيقة” الاشكالية ان ثمة اعلاما 
موجها.. مسيرا على سكة قطار واحدة،وكأنه يتعامل مع اناس بسطاء ليسوا بمستوى الجرأة”.
 
 اكسباير
وتابع أن”ثمة قنوات ومجلات واذاعات تحاول ان تسوق افكاراغير صالحة للتداول.. اكسباير، ليست على مقاسات الانسان؛ لذلك اقوى الافكار الصحيحة لم تنتهِ، لكنها لم تبدأ، اما الافكار الاكسباير فهي منتهية ولكن بقي اصحابها؛ لذلك انخفض مستوى الذوق” مبينا أنه”لم نبدأ عملية التنوير الذهني، أي الحداثة الاعلامية.. مازلنا نحاول تغطية الاشياء كما يريدها الشارع، ليس ثمة ماكنة لفبركة الاسئلة، لم يتحرر السؤال ولم ينعتق من قبضة المهيمن والمتكلسات والمؤسسات.. مازال السؤال لا يبحث عن إجابة، ومازالت المؤسسات والماكنة الاعلامية تحترم الاجابات”.
وتابع أن”مسلسلات.. برامج حوارية..ريبورتاجات.. وثائقيات، كلها تحاول ان تعطي ما يريده الشعب، لا ما يجب ان يأخذه، فتعلمنا من الدراما والاعلام الكثير، الا اننا لم نتعلم كيف ننتج اعلاما حقيقيا.. جميلا” مشيرا الى ان “الانسان قُشر واُكل وضاع وصار شيئا، فأنا اخشى من الاعلام ان يشيئ الانسان، وحينها يصبح الصراع بين مدجِن ومدجَن”.
وأوضح مؤيد أن” الساحة العربية لم تسوق قضية الانسان اعلاميا.. بقيت الى الان خجوله؛ لأنها لاتريد ان تنظر الى الخلف،اقصد الى الامام.. لغة فلسفية، هي دائما تريد ان تثير ما نام في التاريخ البيوض الحبلى في بطون التاريخ، ما موجود من اشياء تناسب وتناغم ذائقة الفرد، لاتريد ان تقول ثمة مخفي ومستور وغير مكشوف، علينا ان نثير هذه الزوبعة حتى نقول لدينا اعلام حداثي تنمري ومؤنسن.. المعادلة فيه الاصلية، ليست خارجية.. إنها للانسان اولا واخيرا” مواصلاحديثه بأننا”بتنا نقول هذه الفضائية للحزب الفلاني وتلك للاخر اذن اين هو الانسان؟”.
 
طموحات
وعن طموحاته المؤجلة قال: “الهويات الاعلامية ليست مغلقةوهي تتنفس، والحديث فيها “ميتافيزيقي – غيبي” لكن الى الان لم نستوفِ شيئا؛ لأن الحلم والطموح بعيدان في ظل صراعات حزبية وماكنة سياسية تطبخ حالة مزعجة.. اعتقد يدجن الاعلام نوعا ما، او ربما يسوق الاعلام النقي.. الجميل، إنه ليس له ارضية متوافرة لذلك الطموح يبقى بعيدا.. نحتاج وقتا طويلا؛ لنحظى باعلام من دون “دوغمائية – تعصب للرأي” ولا “تابو – محظور اجتماعي” لانهما قيدان، وطالما القيد والهيمنة والسلطة موجودة، كيف نحظى باعلام حر”.
ولفت جاسم الى ان “المنافسة في كل ميدان جميلة.. الانسان يتعرف على اشياء، كما قال سقراط “تعلمت الكثير لكني لم اتعلم شيئا” نحن بارعون في التصفيق والمكياج، ولسنا بارعين في التنافس على ارض صالحة، هذه الفضائية تتحرك على ارض دينية وتلك على اقتصادية وهكذا، المنافسة ليست شريفة” مستطردا: “باعتباري اشتغل على الشاشة ومعدا؛ أختار الكلمات كما اللوحات، الكلمة جسد ونبض ونفس.. اسمعه، الكلمة التي لاوهج فيها لايمكن ان تسوق الى الاذن، والانسان بطبعه حالم ومتنرجس، وحتى حين يموت يبحث عن قبر جميل في ساحة جميلة”.
اسف مؤيد جاسم؛ لأن: “السياسة ابتلعت الحقيقة، المطبخ السياسي، أنضج أكلة غير جيدة وفاترة.. لانشتهيها، والسياسي والايديولوج الديني ابتلع المثقف 
الاعلامي”.
مؤيد جاسم.. تولد بغداد بكالوريوس علوم القرآن.