انطلاق قمة مجموعة العشرين في اليابان

قضايا عربية ودولية 2019/06/28
...

بكين /وكالات
افتتح رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي امس الجمعة قمة مجموعة العشرين التي تقام في مدينة أوساكا، اليابانية والتي وجه من خلالها رسالة قوية  الى زعماء دول مجموعة "العشرين"  لدعم التجارة "الحرة والنزيهة وغير المقيدة".
وهيمنت على الجلسة الافتتاحية التي يحضرها جميع قادة دول المجموعة مناقشات مثيرة للجدل تتعلق بالتجارة والتوترات السياسية التي تجتاح العالم والتغيرات المناخية.
 
وباشر قادة دول مجموعة الـعشرين الاقتصادية جدول أعمال قمتهم التي تختتم اليوم وسط توقعات أن تكون واحدة من أكثر القمم التي تشهد انقسامات منذ سنوات.     
بدوره أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن روسيا، وخلال لقاء الرئيس فلاديمير بوتين مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، عرضت مبادراتها في مجال الاستقرار الستراتيجي، مشيرا إلى أن الزعيمين بحثا موضوع سوريا وأوكرانيا. 
 وقال لافروف: "تم بحث قضايا الاستقرار الستراتيجي"، مشيرا إلى أنه من بين القضايا كانت سوريا وأوكرانيا".  
وأضاف "تم التأكيد و إبداء الرغبة في مناقشة مجموعة واسعة من المشكلات، من الاقتصاد إلى الاستقرار الستراتيجي. حددنا مبادراتنا، والتي تم تقديمها في هامبورغ وفي العام الماضي في هيلسينكي. وقال الرئيس ترامب: إن زملاءه في العمل الذين كانوا حاضرين اللقاء سيكون لديهم تعليمات للتعامل مع هذه القضايا مع زملائهم في موسكو".
ومن بين كل اللقاءات الثنائية، سيكون لقاء دونالد ترامب اليوم السبت مع نظيره الصيني شي جينبينغ عبارة عن قمة داخل القمة، إذ تدور مواجهة بين بكين وواشنطن من أجل ضمان الهيمنة الاقتصادية والتكنولوجية في العالم.  
وأعلنت الصين أن الحمائية و"أساليب المضايقة" تهدد النظام العالمي، وقال مسؤول في وزارة الخارجية الصينية داي بينغ للصحفيين "أشار جميع القادة في هذا الاجتماع إلى أن النهج الأحادي والحمائية وأساليب المضايقة في تزايد، ما يشكل خطرا كبيرا على العولمة الاقتصادية والنظام الدولي، وتحديات كبرى للبيئة الخارجية للدول
 النامية".
والتقى الرئيس الصيني شي جينبينغ ثلاثة رؤساء أفارقة، رؤساء مصر عبد الفتاح السيسي وجنوب أفريقيا سيريل رامافوسا والسنغال ماكي سال، على هامش القمة التي تضم أكبر عشرين اقتصادا في العالم. وإن كان مضمون المحادثات نسب إلى الرؤساء الأربعة، إلا أن صياغة التصريحات تستخدم الخطاب الذي تنتقد به بكين إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ما يوحي بأن شي جينبينغ قد يعتمد موقفا متشددا خلال لقائه
 مع ترامب.
وقبل وصوله إلى اليابان، أعلن ترامب أن "اقتصاد الصين ينهار، يريدون إبرام اتفاق". وفشلت جهود البلدين للتوصل إلى اتفاق تجاري في أيار الماضي، وتتجه الأنظار الآن إلى اللقاء المرتقب بين الرئيسين اليوم السبت. غير أن الخبراء يرون أن الفرص ضئيلة للتوصل إلى اتفاق خلال قمة العشرين، معتبرين أن أقصى ما يمكن تحقيقه هو هدنة تحول دون فرض واشنطن رسوما جمركية مشددة جديدة وتمنع المزيد من التصعيد.
لكن حتى هذا الاحتمال ليس مضمونا وكتبت صحيفة "وول ستريت جورنال" امس أن بكين تطالب واشنطن مسبقا بالتخلي عن منع الشركات الأميركية من التعامل مع مجموعة هواوي الصينية للاتصالات التي تعتبرها واشنطن بمثابة خطر على أمنها القومي.
شأن إيراني
 في الوقت نفسه اعتبر الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجمعة أنه "لا داعي للعجلة" بما يتعلق بمسألة حل التوترات بين الولايات المتحدة وإيران والتي أثارت مخاوف من نشوب صراع عسكري.
وصرح ترامب  "لدينا كثير من الوقت، لا داعي للعجلة، يمكنهم اخذ وقتهم. لا يوجد إطلاقا أي ضغط".
أضاف "نأمل بأن ينجح الأمر بنهاية المطاف. إذا نجح، سيكون ذلك جيدا، وبحال العكس، فإنكم ستسمعون بذلك".
الا ان تصريحات ترامب هذه تتناقض مع اللهجة العدائية التي اعتمدها في الأيام الماضية. 
في المقابل أكد مساعد الخارجية الإيرانية للشؤون السياسية، عباس عراقجي، أن صبر بلاده الستراتيجي قد نفد، ولن تتحمل بعد الآن التزاما أحادي الجانب بالاتفاق النووي، في حين لا يفي الآخرون بالتزاماتهم.
وأشار عراقجي في تصريح له، إلى أن الدول المتبقية في الاتفاق النووي لم تستطع التعويض عن خروج أميركا من الاتفاق النووي، وذلك بحسب وكالة "إرنا".  
وقال عراقجي:إن طهران وعلى مدى العام الماضي أبدت من جانبها التحمل والتأمل والصبر الستراتيجي، ومنحت الفرصة الكافية للدول المتبقية في الاتفاق، خاصة الدول الأوروبية لتعمل بالتزاماتها وأوجدت الفرصة الكافية للدبلوماسية، لكننا لم نحصل على النتيجة المرجوة.
وأضاف مساعد الخارجية الإيرانية للشؤون السياسية، قائلا: "إننا نرحب بالمواقف السياسية للدول الأوروبية وسائر الدول المتبقية في الاتفاق النووي، إزاء خروج أميركا من هذا الاتفاق الدولي، إلا أن المواقف السياسية يجب ترجمتها إلى خطوات عملية"، معبرا عن امله بأن نشهد في اللجنة المشتركة إجراءات عملية وملموسة من قبل الدول الأعضاء خاصة الدول الأوروبية، وفي غير هذه الحالة ستواصل إيران خفض التزاماتها النووية، والذي يعد قرارا قانونيا، ويأتي في إطار حقوقها في الاتفاق، وليس هناك أي شك في ذلك.  
 
دعوة بريكس
 من جانبه دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تكتل "بريكس" إلى تنشيط استخدام العملات الوطنية في الحسابات التجارية بين دول أعضائه، الذي يضم روسيا والصين والبرازيل والهند وجنوب إفريقيا. 
وقال بوتين لزعماء هذه الدول، الذين اجتمعوا لحضور قمة مجموعة "العشرين" في أوساكا باليابان: إن "الوضع في الاقتصاد العالمي مقلق، إذ أن التجارة الدولية لم تعد محرك النمو الاقتصادي، وتعاني من عبء الحمائية المتزايد والقيود والحواجز ذات الدوافع السياسية".
ودعا بوتين الدول الأعضاء في تكتل "بريكس" إلى التضافر من أجل مواجهة النزعات الحمائية في التجارة العالمية واستخدام العملات الوطنية بشكل متزايد في التعاملات التجارية.
كذلك أشار إلى أنه يتعين السعي لإصلاح صندوق النقد الدولي من أجل زيادة نفوذ الدول النامية داخل المنظمة، وقال إن "الاقتصادات النامية يجب أن تلعب دورا أكثر فاعلية في تشكيل نموذج تنمية عالمي عادل ومستدام".
من جهته قال رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي:إن الاقتصاد العالمي يحكمه إملاء "أحادي الجانب"، داعيا إلى إصلاح منظمة التجارة العالمية لضمان الممارسات العادلة والحقوق المتساوية لجميع البلدان.
بدوره أشار الزعيم الصيني شي جين بينغ، إلى الحمائية كمصدر لعدم الاستقرار في الاقتصاد العالمي، ودعا إلى بذل جهود مشتركة لحماية أعضاء منظمة التجارة العالمية من مثل هذه المخاطر.
وقال إنه "يتعين على بلدان بريكس العمل على زيادة قدرتها لمواجهة المخاطر الخارجية، التي تؤثر على مصالح الدول الأعضاء في التكتل، وتلقي بظلالها على السلام والاستقرار في جميع أنحاء
 العالم".