الشناشيلُ البغداديّة ُ تعودُ للحياةِ بمجسماتٍ من خشب

الصفحة الاخيرة 2019/06/29
...

بغداد/ سرور العلي 
حالما تتمعن أعمال وسام الفيلي، يخيل اليك أنك تتجول في أحدى مناطق بغداد القديمة، وستجد المقاهي ومحال الصاغة والمخللات والخضراوات، وباعة الأقمشة والمعجنات، وسترى البائعين يعرضون سلعهم للمارة، كل ذلك في مجسمات صغيرة.
ويتحدث الشاب عن موهبته قائلا:"بدأت بهذا العمل منذ سنتين تقريبا بجهد ذاتي من دون الاعتماد أو اللجوء الى أي مصدر كاليوتيوب وغيره من المواقع، ولم أشارك في أي مهرجان أو بازار على الرغم من تلقي الكثير من الدعوات، فالهدف من عملي هو تجسيد الحياة البغدادية الماضية، وإبراز الجوانب المشرقة منها، والحث للحفاظ على هذه المعالم الحضارية والمعمارية من التدهور واللإهمال لانها تمثل الهوية الوطنية للبلاد".
يستغرق العمل الواحد شهرين أو اكثر حسب التفاصيل المعتمدة، والمواد التي يستخدمها الفيلي كثيرة  من بينها: (الخشب، الزجاج، الجاوي، المعاكس، نشارة الخشب، العود الصيني، مادة البخاخ والاصماغ بأنواعها، والاصباغ كالاكرلك والبنتلايت، واسلاك الكهرباء، ومحولة 12 فولت، المنيوم، وبلاستك، وقماش، ومسامير).
ويمتلك الفيلي أكثر من موهبة كالنحت والرسم والخط، وما يميز اعماله هي الدقة والتركيز على تفاصيل مهمة تكاد تختفي في وقتنا الحاضر، وتنوعت أعماله بين الشناشيل البغدادية والألعاب التراثية القديمة والازقة الضيقة والمنازل الخشبية وشرفاتها المزخرفة بشكل بارع، يذكر أن العراق كان فيه الكثير من الابنية المزدانة  بالشناشيل، لا سيما في الأحياء القديمة كالشواكة والفضل والاعظمية، وباب الشيخ والرحمانية والكاظمية وغيرها.