أجمل مسمع إذاعي عالق على ذاكرتك

الصفحة الاخيرة 2019/06/29
...

بغداد / الصباح
“اللوغارتيمات” موضوع رياضي، أصغيت له بعد منتصف ليلة سبعينية من طفولتي، عبر أثير إذاعة “صوت الجماهير” ارعبني عمق حنجرة المذيع.. حينها، قال الناشط المدني عباس رضا الكعبي، مؤكدا: “تخيلته جملا ذا أنياب ومخالب تنتأ من أظلافه، يكاد يتجلى من جهاز الراديو ليسحقني”.
وأضاف الشاعر الشعبي الموصلي نوزاد رحمة الله: “إسم القاص الراحل عبد عون الروضان، كان يلفظ كمعد بطريقة مهولة، من إذاعة بغداد.. لن أنساها، وعندما كبرت، صار أبو خلدون.. رحمه الله.. صديقي، وضحكنا طويلا من خوفي إزاء إسمه، ليلة بتنا في غرفة واحدة.. خلال أحد المهرجانات” متابعا: “الآن ثمة نظم ألكترونية معاصرة، فائقة الجمال إذاعيا”.
وأشارت فداء مصطفى.. طالبة سمعية ومرئية، الى ان: “الفتاة العراقية لم تعد مسحورة بما تقدمه الاذاعات والتلفزيونات وعموم وسائل الاعلام من نصائح للرشاقة والجمال؛ لأن المراكز والصالونات المعنية تقدم ما هو أبلغ عمليا” مبينة: “لذلك توجه إعجاب البنات بالمواد الفكرية والارشادات الحضارية نحو الاتكيت وشؤون اللياقة الاجتماعية وما إليه من أمور، اما الإصغاء للإذاعة فيقدم أغاني جميلة تشوقني أثناء السياقة؛ ما يجعل الاذاعة عالقة بذاكرتي أثناء قيادة السيارة.. حصرا”.
وأوضح الرسام العراقي المغترب ناصر مطشر: “عالق على صفحة ذائقتي، صوت ياس خضر، وانا استيقظ في بيروت، بينما ستائر الفندق تنسحب تلقائيا من على النوافذ، فتذكرت أغنيته: “إحنه طرزنا الستاير.. للشبابيج العبر منها الضوه.. وإحنه علمنا الخلك طبع الهوى” ليلتها سألني القائمون على الاستقبال في الفندق، متى تود الإستيقاظ ذاك الصباح، فأخبرتهم “كذا” وعند الساعة التي عينتها، بدأت الشبابيك تنفتح وينفذ ضوء الشمس مع نور داخلي انبثق من بين المصابيح.. بنفسجي تحول الى سمائي، مع صوت فيروز كما لو انها نازلة أثيريا من طبقات الفضاء: “تع تا نتخبة من درب الاعمار.. إذا هن كبرن وإحنه إبقينا إزغار.. سألونا: وين كنتوا؟ وليش ما إكبرتوا إنتوا؟ بقلن: إنسينا.. واللي نادى الناس تيكبروا الناس.. راح ونسي إينادينا”.
تداخل ذوق الفنان مطشر، مستحضرا “شبابيج ياس خضر” مع حضور فيروز بقوة، ناسية أن تكبر.