محمد نوشي .. ملحنٌ طبع إبداعه على خارطة النغم العراقي

الصفحة الاخيرة 2019/06/29
...

فاخر الداغري
نحن امام ملحن بغدادي فريد من نوعه ولد في الكرادة الشرقية عام 1935 ورحل عن هذه الدنيا عام 2004. وقد صاغ اللحن المنسجم مع حالة تطور المجتمع هذه وغذاه ببراعته الحرفية واستعمل نوعاً من الذكاء اللحني مراعياً حالة تطور المجتمع الى صيغ افضل حيث كانت الأغنية العراقية معتمدة على قواعد قديمة وقد لحن لكبار الفنانين من المطربين كرياض احمد وحميد منصور وصلاح عبد الغفور ولميعة توفيق وغيرهم الكثير من مطربي العراق في الثمانينيات.
وقد لحن للميعة توفيق عدة اغان لشعراء شعبيين امثال اسماعيل جودت فقد لحن لها على مقام اللامي ((هذا الحلو كاتلني يا عمه)).
وللشاعر رشيد مجيد لحن له على مقام السيكاه ((وهذا منو دك الباب)) وعادت ثانية للشاعر رشيد مجيد وقد تم تلحين اغنية ((يا الولد يبني)) على مقام
 الصبا.
وغنت لميعة توفيق من كلمات الشاعر الشعبي محمد حسن الكرخي ((شفته وبالعجل حبيته)) وفق مقام البيات.
وعلى انغام البيات غنت لميعة توفيق للشاعر الشعبي محمد هاشم اغنية (مريت)) وغنت للشاعر محمد هاشم ثانية اغنية ((خلف الله عليك)) على انغام البيات.
وللشاعر الشعبي رشيد مجيد غنت وحيدة خليل على انغام البيات اغنية ((سبحانه الجمعنا بغير ميعاد))
وللشاعر الشعبي عدنان السوداني غنى صاحب شراد اغنية ((سفرتكم لطولوها)) على انغام البيات.
وللشاعر كاظم الرويعي غنى صاحب شراد عدة أغان وعليه فإن للمطرب صاحب شراد عدة اغان. 
وغنت وحيدة خليل ((حرت والله بزماني)) ايضاً وللشاعر الشعبي اسماعيل جودت ،وللشاعر الشعبي عبودي جبوري عبد السامرائي غنت وحيدة ((يا حنينه ييمه))
وعلى وزن المخالف والعجم غنت مائدة نزهت اغنيتين وغنت عفيفة اسكندر اغنيتين على وزن نهاوند هما ((على مهلك على مهلك)) و((شايف خير)).
وغنت امل خضير للناصرية وهي للشاعر كاظم عبد الجبار.
والقائمة تطول ليختتمها كريم العماري والمجموعة باغنية الوحدة ومن الاناشيد الوطنية في حينه لحن لاصوات المطربين صلاح وجدي وغادة سالم وعدنان محمد صالح وزهور حسين وقاسم عبيد اغاني عدة نالت استحسان المستمعين في حينه.
وقد نعته الأديب كمال لطيف سالم بعبارات ظلت عنواناً كبيراً في الحان محمد نوشي وقال عنه ((كان غزير الانتاج وكثير الابداع ولم تقتصر الحانه على الاصوات الطربية العراقية بل تعداها الى المطربات
 العربيات)).
وقد تحلى بالصبر انطلاقاً من مقولة ((الصبر مفتاح الفرج)) فأتحف الاغنية العراقية بما طاب سماعه وحلا عشقه وقد انسحبت صفاته الشعبية على الاغنية العراقية وكانت الاغنية الريفية الأساس الذي انطلق منه فازدادت لحناً ونوشية لأنها اصطبغت بصفاته النوعية اللحنية.
وفي عام 1980 سنحت له فرصة التقديم الى معهد الفنون الجميلة وقضى فيه خمس سنوات تميزت بالعطاء الجم حيث اختص بالعزف على العود وكان مستمعاً جيداً للقبانجي الكبير في فنه وعطائه مضافاً الى السيد عبد الستار الطيار ويوسف عمر وعبد المنعم ابو السعد حيث اقام الشيخ سهيل وهو من وجهاء محلة الكرادة الشرقية مولوداً فحضر النوشي مستمعاً.
وقد ظلت هذه المناسبة ملازمة له يحضرها مع المحلات المجاورة لمحلته الاصلية مرة واحدة وكان زبوناً دائماً للجنة فحص الألحان حيث اجازت له سبعة الحان وهنا قال احد اعضائها وهو الاستاذ كريم بدر ((يا محمد انت لو في لبنان لكان الذهب بيدك مثل الحصو بيد الاطفال)). 
وقد أجاب الاستاذ كريم بدر بقوله ((انا احب كل ابناء الوطن العربي لكن حبي للعراق اكبر واتمنى من الله القدير أن يمنحني القوة لكي ابقى ألحن لعراقي الحبيب حتى بدون
 ثمن)).
يبقى محمد نوشي ملحناً من الطراز الاول وتبقى الاغنية الريفية ذات فضل نوعي على الحانه حيث يبقى ملحناً معتمداً على قدراته اللحنية آخذا بنظر الاعتبار ان الغناء يبقى بغدادياً متجذراً في ريف عراقي
 اصيل.