بغداد: شيماء رشيد
ومهند عبد الوهاب
في ظل التحديات الأمنية المتصاعدة في سوريا، جاءت دعوة "ائتلاف إدارة الدولة" دول الجوار والدول الإقليمية إلى عقد اجتماع طارئ في بغداد لمناقشة الوضع السوري ووضع آليات فعالة للتهدئة، وتأتي هذه الدعوة في سياق الدور المحوري الذي يلعبه العراق لدعم الاستقرار الإقليمي ومنع تكرار سيناريوهات الإرهاب التي أضرت بالبلاد سابقاً.
حديث المالكي
في سياق متصل، قال رئيس "ائتلاف دولة القانون" نوري المالكي: إن "ما يحدث في سوريا من هجمات إرهابية ليس مفاجئاً بل هو جزء من السياقات التي تتعرض لها المنطقة"، مبيناً أن "سوريا مستهدفة بسبب موقعها الجغرافي ودورها في المنطقة وحدودها" .
المالكي وفي كلمة متلفزة تابعتها "الصباح"، استنكر "التدخلات الخارجية والتعرُّض لوحدة وسيادة سوريا"، لافتاً إلى أن "بعض الدول تريد إسقاط سوريا وإنهاء دورها كدولة وتقسيم الدول حول كيان الاحتلال" .
وأضاف، "دافعنا عن سوريا سابقاً لأنها دولة محورية وسقوطها يعني استباحة المنطقة بأكملها"، مؤكداً أن "الدفاع عن سوريا هو دفاع عن الدول المجاورة لها والمنطقة، لذلك يجب حمايتها للوقوف بوجه هذا التحدي"، وشدد بالقول: "يجب ألا تكون هناك حيادية تجاه ما يجري في سوريا من أحداث يُعدُّ لها إعدادا دقيقا وكبيرا"، وأكد على "ضرورة حماية الوحدة الوطنية والأمن الوطني والارتقاء بمستوى المسؤولية في العراق"، معرباً عن ثقته "بقدراتنا الأمنية والعسكرية لحفظ الأمن الداخلي في العراق من أي اهتزاز".
دور محوري
عضو مجلس النواب ضياء الهندي، أشار إلى أن "الاجتماع المرتقب برئاسة العراق يهدف إلى مساعدة سوريا للوقوف مجدداً"، وقال في حديث لـ"الصباح: إن "ما يحدث في سوريا يؤثر بشكل مباشر في الأمن القومي العراقي، والعراق تعلم درساً كبيراً من أحداث 2014، ولا يمكن السماح بتكرارها" . ونوّه، بـ "الدور المحوري للعراق في تقديم مبادرات تُسهم في تهدئة الأوضاع السورية وتعزيز الحوار بين الأطراف المختلفة"، مؤكداً أن "دعوة بغداد للاجتماع تعكس حرص العراق على توحيد الجهود الإقليمية لتحقيق الاستقرار"، وأضاف الهندي: "نحن نعتبر استقرار سوريا جزءاً من استقرار العراق، لأن ما يحدث هناك سيؤثر علينا بشكل غير مباشر"، مؤكداً "ضرورة التنسيق مع الدول المجاورة والمؤسسات الإقليمية لضمان نجاح أي مبادرات تُسهم في تحقيق الاستقرار في سوريا" . من جانبه، بين عضو مجلس النواب، جواد اليساري، في حديث لـ"الصباح"، أن "دعوة (ائتلاف إدارة الدولة) لعقد اجتماع طارئ بشأن سوريا، تأتي إدراكاً من العراق لمناقشة الخطر الذي ربما يهدد أمنه في ظل الوضع الراهن في سوريا" .
وأكد اليساري، أن "العراق مستعد تماماً للتعامل مع هذا التهديد"، لكنه أعرب عن أمله بأن "تتمكن الحكومة السورية من القضاء على العناصر التي عبثت بأمن بلادها"، مبيناً أنه "مع الاستعدادات الكبيرة والقيادة الحكيمة، سنتمكن من الحفاظ على الأمان بعيداً عن أي خطر"، مشدداً على "ضرورة أن تتواصل جهود العراق في إطار التنسيق الإقليمي والدولي لضمان استقرار المنطقة وحماية الأمن الوطني، لأن أي تهديد يواجه سوريا يشكل تهديداً مباشراً للأمن العراقي" .
دعم برلماني
من جهته، رأى رئيس "كتلة الصادقون"، النيابية حبيب الحلاوي، في حديث لـ"الصباح"، أن الاجتماع الطارئ الذي دعا له "ائتلاف ادارة الدولة" نابع من الأهمية القصوى التي تمرُّ بها المرحلة في سوريا، وتحرك المجاميع المسلحة في أكثر من مكان وهو ما يدل على وجود خطر حقيقي على الحدود العراقية. داعياً إلى تضافر جميع الجهود في العراق من أجل الحفاظ على أمن وسيادة البلاد.
رئيس تحالف "دعم الدولة" النيابي، مرتضى الساعدي، قال لـ"الصباح": إن "الأحداث التي جرت في محافظة حلب وقبلها في إدلب؛ تدعو إلى أن يكون العراق في حالة تأهّب أمني على الحدود مع سوريا"، وبين أن "حضور رئيس الوزراء إلى مجلس النواب يأتي لاطلاع ممثلي الشعب العراقي على تفاصيل الاستعدادات الأمنية لحماية البلاد من خطر الإرهاب" .
بدوره، شدد النائب علي البنداوي، على ضرورة دعم سوريا سياسياً وإعلامياً لمنع عودة الإرهاب. وقال البنداوي في حديث لـ"الصباح": إن "استقرار سوريا جزء لا يتجزأ من الأمن القومي العراقي، فالحدود المشتركة بين البلدين تمتد لنحو 600 كيلومتر، وشهدنا تدفق آلاف الإرهابيين عبرها عام 2014، ما استدعى تضحيات كبيرة لتحرير العراق" . وأوضح، أن "مساندة الحكومة السورية تُسهم في حماية الأمن الإقليمي وتخفيف معاناة الشعب السوري ودرء خطر الإرهاب عن العراق أيضاً" .
أما عضو مجلس النواب شريف سليمان، فقد حذَّر من خطورة التغيرات الجارية في سوريا، وقال لـ"الصباح": "هذه التغيرات تذكرنا بجرائم (داعش) البشعة، وعلى الحكومة اتخاذ التدابير اللازمة لضبط الحدود ومنع تسلل أي جماعات إرهابية قد تعيد تهديد الأمن العراقي وتكرار ما حدث في 2014" . من جانبه، أكد النائب ياسر الحسيني، في حديثه لـ"الصباح"، أن "العراق اليوم أكثر استعداداً لمواجهة التحديات بفضل انسجام الجهود الأمنية".
وقال الحسيني: إن "القوات الأمنية مدعومة بجهاز رصين وعقائدي، ولديها خبرات مكتسبة من الميدان"، وبين أن "القوات الأمنية العراقية تتمتع اليوم بقدرات أكبر وأكثر تنسيقاً بين الأجهزة المختلفة، ونحن على استعداد تام لمواجهة أي تهديدات إرهابية قد تظهر". وأكد أن "صفحة الإرهاب لن تعود مهما حاولت المجاميع الإرهابية زعزعة
الاستقرار"
.شريط الحدود
ميدانياً، أعلنت وزارة الدفاع، أمس الأربعاء، عن وصول وفد أمني برئاسة رئيس أركان الجيش الفريق أول قوات خاصة الركن عبد الامير رشيد يارالله ونائب قائد العمليات المشتركة، وصل إلى الشريط الحدودي العراقي السوري يرافقهما معاون العمليات وقائد القوات البرية وقائد الفرقة المدرعة التاسعة ومعاون مدير الاستخبارات العسكرية، وأضاف البيان، أن "هدف الزيارة جاء لمتابعة انتشار القطعات الأمنية وانفتاح خطوط الصدّ.