فوزٌ خارج السياق

آراء 2024/12/09
...

طالب سعدون

لم يكن فوز ترامب مفاجأة، على الرغم من التوقعات الكثيرة بفشله في سباق الرئاسة انطلاقا مما يحمله في طريقه إلى الانتخابات من حمل ثقيل يفسد حلمه بالعودة إلى البيت الابيض.. فهناك حملة اعلامية وقانونية ومحاكم تلاحقه في قضايا كثيرة لم يسبق أن تعرض لها رئيس بهذا العدد من الدعاوى، ومع ذلك فاز فوزا كبيرا نكاية بالديمقراطيين وبايدن بالذات. مهما كانت النظرة إلى ترامب.. من مؤيديه.. أو من معارضيه.. قوي أو فوضوي.. أو متهور.. او ما يشاء المنتقدون له، له انصار يؤمنون أن الانتخابات السابقة (سرقت منهم)، ويجب أن تعود.. وها هي عادت إليهم من جديد.   لذلك يمكن القول إن المفاجأة ليست في فوز ترامب، بل في اكتساحه الكبير لأصوات الناخبين من كل الفئات، ومنهم المؤسسات المنتخبة والولايات المتأرجحة، التي تحدد مصير المرشح والعرب والمسلمين، الذين كانوا يصوتون عادة للديمقراطيين، لكنهم رغم عددهم القليل ( 5 ملايين ) عززوا من فرصته في الفوز عقابا للديمقراطيين لموقف ممثلهم بايدن المساند للكيان الصهيوني في جريمة الابادة الجماعية في غزة ولبنان، وزجه امريكا في حرب نيتنياهو، وتقديمها مساعدات، ووضع قواتها وأساطليها في هذه الحرب، وهو ما لم تفعله أي إدارة أمريكية سابقة، ناهيك عن موقفها السياسي في مجلس الأمن أو الضغط على المحكمة الدولية.
عدد العرب والمسلمين يؤهلهم ليس في أن يكون لهم دور في الانتخابات، بل في أن يشكلوا (لوبيا) أو (جماعة ضغط)، كما هم اليهود ويتيح لهم التأثير في السياسة الأمريكية في القضايا التي تخص العرب والمسلمين. ترامب في ولايته الثانية جاء والعالم ومنطقتنا في مرحلة دقيقة جدا.. منطقتنا تعيش عدة حروب يخشى من توسعها وحرب أخرى في أوكرانيا، تنذر بحربٍ عالمية ثالثة بفريق حكومي، وصف بالمتشدد يحمل افكارا اقتصادية وسياسية ليجعل من ( امريكا عظمى ) كما اعلن ترامب في الولايتين.. ترامب كافأ ( إيلون ماسك ) أغنى رجل بالعالم من أن يكون في طليعة الممولين لحملته الانتخابية، بعد أن كان يقف ضد ترشيحه، كونه كبير السن وفاء للجميل بوزارة ( كفاءة الحكومة) وهو منصب جديد يحمل افكارا جديدة في الاقتصاد والادارة والسياسة.  فهل يتفق فريقه مع ما اعلنه ترامب في حملته الانتخابية بانه سيوقف الحروب؟. ومنها الحرب على غزة ولبنان وسوريا وما تعرضت له من عدوان وإبادة وتهجير ودمار ويسحب قواته، ويساعد على استتباب الأمن في المنطقة، لكي تنصرف إلى التنمية والبناء وعندها تكون دعوته إلى إنهاء الحروب حقيقة وليس أداء؟. ما يهمنا. هل سيوقف ترامب دعمه لنتنياهو في حربه، وهو الذي نقل عاصمة بلاده إلى القدس واعترف بضم الجولان إلى كيان اسرائيل؟ وهل سيدعم وحدة سوريا وسيادتها؟.. وهل سيوقف الدعم وإرسال الأسلحة إلى أوكرانيا.؟ وما هي خطواته لتحقيق هذا الهدف؟. ذلك ما تترقبه المنطقة والعالم ويسعى اليه، وإن كانت مقدماته، وهو على مشارف أيام ولايته الثانية تذر بحذر وترقب وتهديد بتسليم الرهائن قبل ولايته في الشهر القادم، وكأنه نسى وعوده وجرائم أسلافه من الرؤساء الأمريكان وهزائمهم، التي بدؤوها في فيتنام وهزائم ربيبتهم (اسرائيل) أمام المقاومة، ودعمها لها في جرائم الإبادة الجماعية والتدمير والتهجير ضد الفلسطينيين واللبنانيين.
 أما خطوات ترامب وفريقه على صعيد الداخل الأمريكي في الاقتصاد والتأمين و اللاجئين وغيرها، فذلك شأن يخص الأمريكيين.