السوداني: الحكومة مستمرة بدعم مشاريع الشباب

الثانية والثالثة 2024/12/15
...

 بغداد: الصباح

أعلن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، استمرار الحكومة في دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة للشباب، بينما افتتح أمس السبت، المبنى الجديد لدائرة تسجيل الشركات التابعة لوزارة التجارة.
يأتي هذا في وقت أكد فيه للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ضرورة التأسيس لمرحلة انتقالية في سوريا تضمن حقوق جميع مكونات الشعب.
ورعى رئيس مجلس الوزراء، أمس السبت، مؤتمر مبادرة (ريادة) الذي عُقد في العاصمة بغداد تحت شعار (استثمار الطاقات البشرية لرفع قدرات الاقتصاد العراقي.. نحو مجتمع ريادي).
كما افتتح معرض ريادة الأول، وتجول في أرجائه، واطلع على نماذج من المشاريع التي أسسها ونفذها الشباب عبر القروض المقدمة لهم ضمن المبادرة، وتنوعت في مشاريع زراعية وصناعية، وصناعة يدوية، فضلاً عن مشاريع اعتمدت الذكاء الاصطناعي.
وبارك السوداني انعقاد مؤتمر ريادة، وثمن جهود القائمين عليه، كما قدم الشكر لجميع الجهات التي أسهمت في نجاح هذه المبادرة، التي أطلقتها الحكومة مع بدء مهماتها التنفيذية، إذ أعلن عنها في 4 آذار 2023، ضمن رؤية استندت إلى التخفيف من البطالة كأولوية في البرنامج الحكومي، وتغيير فلسفة توجه المجتمع نحو التوظيف الحكومي كمسار وحيد للعمل، مؤكداً أن التدريبات ضمن برنامج المبادرة شملت أكثر من (750) مؤسسة حكومية وأهلية، ووصلت طلبات القروض إلى (16845) قرضاً، ووفرت (10747) فرصة عمل في مختلف المجالات.
وأكد أن التعداد السكاني الذي أعلنت نتائجه مبكراً، أظهر أنّ مجتمعنا من المجتمعات الشابة، ما يتطلب استيعاب هذه الطاقات، بشكل يجعلها تنتج وتساهم في تنمية البلد، مشيراً إلى هدف (مبادرة ريادة) في الوصول إلى مجتمع ريادي من الشباب، بالعمل والتدريب، والتمكين، والحاضنة طيلة فترة المشروع، وصولاً إلى نجاحه وتحقيق جدواه الاقتصادية.
وقال السوداني خلال المؤتمر: "اعتمدت ريادة الجانب الإلكتروني، وذلك ضمن التزامات البرنامج الحكومي باعتماد التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي، واستخدام التقنيات الحديثة، وتسهيل الإجراءات وتبسيطها"، مبينا بالقول: "ورثنا نظاماً للدولة العراقية منذ تأسيسها يعتمد على الدولة في إيجاد فرص العمل وتوظيف الخريجين، وهذا المسار لا يخدم الدولة مستقبلاً".
وتابع: "لدينا شباب يمتلك القدرة والتعليم والإمكانية والرغبة في تحقيق الأفضل لبلدهم"، منوها بأن "هدف مبادرة ريادة استثمار ما لدينا من فرص، وهي بمثابة الحلم لشبابنا الطموح".
وأشار إلى أننا "استطعنا أن نمضي بالمبادرة، من خلال عمل فريقها، وتفاعل المستشارين والوزراء والمحافظين"، لافتا إلى "تفاعل العوائل مع المبادرة، وبدأ الإعداد والفكرة لتأسيس المشروع بالتزامن مع الدراسة وانسجاماً مع التخصصات".
كما قال رئيس الوزراء: "نحن أمام واقع وعهد جديد للعراق بالاستثمار الأمثل لكل إمكانياته وموارده الطبيعية، التي لم تستثمر بالشكل الصحيح"، موضحا أن "المشاريع الصغيرة ستكون ضمن مبادرة ريادة نواة لمشاريع متوسطة ومشاريع كبيرة".
وأعلن "العمل على تنمية مختلف القطاعات، وفي الشراكة مع الشركات الأجنبية يجب أن يكون المنتج المحلي حاضراً"، لافتا إلى أنه "يمكن تصنيع أجزاء من صناعة السيارات في الورش المحلية، والمصارف الحكومية ستكون حاضرة في دعم مبادرات (ريادة)".
في غضون ذلك، افتتح رئيس مجلس الوزراء، المبنى الجديد لدائرة تسجيل الشركات التابعة لوزارة التجارة في العاصمة بغداد.
وأجرى جولة في المبنى، اطلع خلالها على أقسام الدائرة، وآليات العمل فيها.
وأكد السوداني "مُضيّ الحكومة ببرنامجها الخاص في تحديث عمل المؤسسات والدوائر، وجعلها مواكبة للتطورات التكنولوجية ونظم الإدارة الحديثة، بما يعزز من كفاءة العمل الإداري".
وبيّن أن "تطوير دائرة تسجيل الشركات، وتحديث آليات عملها، يأتي من ضمن خطوات الإصلاح الإداري والاقتصادي، وفي صلب جهود تحسين بيئة الأعمال، وتحقيق هدف تبسيط الإجراءات لتوفير البيئة الجاذبة للاستثمار، إلى جانب أثرها المهم في مكافحة الفساد".
إلى ذلك، تلقى رئيس مجلس الوزراء أمس السبت، اتصالًا هاتفيًّا من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، جرى خلاله بحث مستجدات الأوضاع في المنطقة، ولاسيما التطورات الحاصلة في سوريا.
وأكد السوداني، بحسب بيان صادر عن مكتبه الإعلامي تلقت "الصباح" نسخة منه، أهمية تضافر جميع الجهود من أجل مساعدة السوريين لتحقيق تطلعاتهم وإعادة بناء دولتهم، وعدم التدخل في شؤونهم الداخلية، مشيراً إلى ضرورة التأسيس لمرحلة انتقالية عبر قيام عملية سياسية شاملة تضمن حقوق جميع مكونات الشعب السوري، مع التأكيد على سلامة ووحدة الأراضي السورية، الأمر الذي يعد مهماً لأمن المنطقة واستقرارها.
من جانبه، أكد الرئيس الفرنسي التزام بلاده بأمن واستقرار العراق والوقوف إلى جانبه تجاه مختلف التحديات، خصوصًا في مكافحة الإرهاب، مشيداً بدور العراق المحوري في المنطقة.
كما تناول الاتصال تطورات المنطقة، خصوصاً ما يتعلق بالأوضاع الإنسانية الصعبة في غزة، ووجوب بذل جهود مضاعفة في سبيل إيقاف معاناة الفلسطينيين، بجانب الحرص على إدامة وقف إطلاق النار في لبنان.