بغداد: وفاء عامر
وجنان الأسدي
في ظل ما تعيشه المنطقة من أحداث، اتخذت وزارة الداخلية إجراءات استباقية لمكافحة الشائعات المغرضة، بينما نسق مجلس محافظة بغداد مع الجهات الأمنية لتكثيف التواجد الأمني في محيط العاصمة، والتحقق من هوية جميع الوافدين.
وقال مدير قسم الشائعات في وزارة الداخلية، العميد نبراس محمد علي، لـ"الصباح": إن "الشائعات تعد من أخطر أسلحة الحرب النفسية، وتستخدم في الوقت الحاضر بكثرة، لاسيما عندما تكون هناك خلافات بين أي بلدين". وأشار إلى نشر العديد من الشائعات التي كان من الممكن أن تقوض الاستقرار المجتمعي في البلد، في ظل ما يدور من أوضاع إقليمية، لذلك قام القسم باتخاذ إجراءات استباقية، تمثلت بمحورين، الأول تكثيف التوعية والتثقيف، من خلال تعزيز ثقافة ودراية المتلقي بنوعية الأخبار ومصادرها، لتلافي التعامل مع الشائعات وتداولها. وأضاف علي، أن المحور الآخر تضمن قيام شعبة الرصد والمعالجة بمتابعة جميع الأخبار التي تهم الرأي العام، لافتا إلى أن القسم يقوم بتدقيق ومتابعة الأخبار التي تنقل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، واتخاذ الإجراءات للتعامل مع الشائعات المغرضة والتدخل الفوري لإيقافها وعدم سريانها. وبين أن الشائعة تعتمد على عنصرين مهمين لسريانها؛ الأول الأهمية، والثاني الغموض، منوها بأنه من ضمن الإجراءات المتخذة التي تعد جزءا من المعالجة، القيام بتفنيد الشائعات المغرضة ورصد المواقع التي تنشرها، ويجري بعدها التنسيق مع هيئة الإعلام والاتصالات لغرض غلقها، فضلا عن اتخاذ الإجراءات القانونية الرادعة بحق مطلقيها وفق المادة 179 من القانون العراقي، علاوة على وجود تنسيق مع مجلس القضاء الأعلى لتحديث جميع القوانين التي تتعلق بالشائعات.
وتابع علي، أن القسم سيعقد قريبا ورشة عمل عن الشائعات ودورها، نتيجة الأحداث الإقليمية التي تشهدها المنطقة هذه الأيام، مشيرا في الوقت ذاته إلى مخاطبة هيئة الإعلام والاتصالات لتوجيه جميع القنوات بعدم استضافة مقدم أو محلل يوثر في الأمن القومي، علاوة على التعاون مع دوائر الأوقاف بتوجيه خطباء الجمعة واستغلال تواجد المصلين للتعريف بأهمية محاربة الشائعات. وفي سياق آخر، نسق مجلس محافظة بغداد مع الجهات الأمنية كافة، من أجل تكثيف التواجد الأمني في محيط العاصمة، والتحقق من هوية جميع الوافدين غير العراقيين إليها. وقال نائب رئيس المجلس، محمد الجويبراوي في تصريح لـ"الصباح": إن "حكومة بغداد المحلية وعلى ضوء التغيرات التي حصلت مؤخرا في المنطقة، وانطلاقا من حرصها الشديد على سلامة العاصمة وأمنها، قررت اتخاذ عدة إجراءات لتأمينها ودرء أي تسلل قد يحصل فيها"، مشيرا إلى أن الإجراءات تتضمن التنسيق مع الجهات الأمنية لتكثيف التواجد الأمني في محيط العاصمة، وتعزيز الجهد الاستخباراتي، وكذلك التحقق من هوية جميع الوافدين الذين يحملون جنسيات غير عراقية، والوقوف على أسباب مجيئهم إلى العاصمة قبل دخولهم، فضلا عن إلزام الوحدات الإدارية بالاحتفاظ بنسخ من أوراقهم الثبوتية".وأوضح الجويبراوي، أن الإجراءات تتضمن تنظيم استمارة كفالة من أصحاب العمل للأجانب لحين تنظيم أوضاعهم، فضلا عن تكليف المختارين ومدراء الوحدات الإدارية كافة بمتابعة أي تحركات غريبة تحصل ضمن مناطقهم.ولفت الجويبراوي أيضا، إلى وجود تنسيق مع الجهات الأمنية والجهد الاستخباراتي، من أجل القيام بحملات لملاحقة المطلوبين والمتهمين بقضايا إرهابية، سواء كانوا عراقيين أو غير ذلك، من أجل القضاء على أي خلايا نائمة، وكذلك عقد اجتماعات مع شيوخ عشائر في مناطق حزام بغداد، لتعزيز الاستقرار الأمني في العاصمة.