عبد الحليم حافظ.. {واقعة الفندق} في دمشق

الصفحة الاخيرة 2019/07/06
...

 عبد الجبار العتابي 
أينما يكون عبد الحليم حافظ (1929 - 1977) لا بد من طرافة وجماليات ورذاذ من مسرة يغمر المكان، وتأكيدا على ثقافته ووعيه وتواضعه وحبه لجمهوره فضلا عن حبه للثقافة والمثقفين، هناك اسرار صغيرة لكنها كبيرة بدلالاتها ومعانيها، ومنها حكاية ما اطلق عليها اصطلاحا “واقعة الفندق” في العاصمة السورية دمشق العام 1968، والتي روى لي تفاصيلها المخرج السينمائي الفنان فيصل الياسري يوم كان مديرا لتلفزيون دمشق !!، والذي قال لي انه يرويها لاول مرة .
يقول الياسري: كانت تربطني مع عبد الحليم حافظ علاقة مودة، وعندما زار دمشق العام 1968 ضيفا على تلفزيون دمشق - وكنتُ مديره - رافقته عدة ايام وكان يحب جلسات الحوار الخاصة مع بعض المثقفين، وكنت اوفرها له من خلال علاقاتي الطيبة وقد ظهر كفنان مثقف يناقش في الادب والفن والسينما المتميزة . 
واضاف أنه ومن الطرائف في تلك الايام اننا كنا ذات مساء مدعوين في بيت المخرج والناقد والكاتب الكبير د. رفيق الصبان، وذهبت الى عبد الحليم في فندق سمير اميس لاصطحبه الى منزل الصبان، وكان الفندق محاطا بالمعجبين والمعجبات الذين ينتظرون خروج العندليب، فجاءني مدير الفندق ليعرض علينا الخروج من الباب الخلفي، من خلال المطبخ، وتجنب الحشد امام الفندق !!، واذا بعبد الحليم حافظ يندفع نحوي قائلا “ فيصل، ماذا قال مدير الفندق..” قلت انه يقترح الخروج من باب المطبخ لتجنب الناس في الخارج”، قال: “ ومن هم الناس في الخارج”؟، قلت: “ هم المعجبون والمعجبات بك، قال: يعني جمهوري “؟ ، قلت : اكيد، قال: “وهل تريدني ان اهرب من جمهوري؟، من حق هؤلاء ان اخرج اليهم وان احبهم وان اوقع لمن يرغب 
منهم. 
وتابع : وخرجنا من باب الفندق الرئيسي، وتجمع حول العندليب العشرات وفتح معهم حوارا واجاب عن اسئلتهم وتبادل معهم الطرائف وحتى غنى لهم مطلع بعض اغانيه ولم استطع ان اسحبه منهم الى السيارة، الا بعد عشرين دقيقة. 
ويستطرد الياسري : وتوجهنا الى بيت د. رفيق الصبان حيث كان بانتظارنا اكثر من عشرة من اصدقائنا الفنانين وهناك روى لهم عبد الحليم “ واقعة الفندق”، 
وجعل منها موضع الجلسة لمناقشة “ علاقة الفنان بجمهوره.