يطل الاعلامي مسلم البياتي، من على شاشة الفرات الفضائية مذيعاً للاخبار، منذ بدء البث التجريبي لقناة الفرات، في العام
2004.
وقال البياتي: إنه “تلبية لشغفي بسماع نشرات الاخبار، تقدمت لقناة الفرات، وصدمت حينها بعدد المتقدمين، وانتابني شعور بالخوف لكون حظوظي قليلة مع سعة العدد” مؤكدا: “لملمت مخاوفي المتبعثرة، وشددت عزمي، داخلا الاختبار، وبعد مرور شهر اتصل بي مدير القناة، يسأل هل بإمكاني تقديم موجز؟ فأجبته من دون تردد: نعم، منطلقا في مهنة المتاعب”.
وأضاف البياتي: “لم تكن الطرق سالكة؛ فالاعلام بكل مفاصله معقد وشائك” مبيناً أنه استطاع تجاوز الصعوبات: “من خلال المؤسسة التي انتمي اليها والتي فتحت لي افاق الحرية لممارسة الاعلام بمهنية”.
وأضاف: “الجمهور العراقي متفاعل مع كل وسيلة اعلامية، وبدأت تؤثر في حيثاته اليومية، مع مرور الوقت” متمنياً العمل في فضائية عربية: “تحمل الواقع والمصداقية بكل تفاصيلها.. تغطي جمهوراً واسعاً، وتناغم الحقيقة مبتعدة عن التكلف المصطنع”.
وأوضح البياتي: “المحطات التلفزيونية بدأت تتراجع، امام مواقع التواصل الاجتماعي، التي أخذت تطغى على نفسية الجمهور” متابعاً: “لكن يبقى للتلفزيون طعم آخر، اذا غيرنا ما نقدمه حالياً؛ فالبرامج في أغلب القنوات متشابهة؛ لان عقول المؤسسين لها مغلقة، لاتفكر خارج العقل لتعطي اعلاماً متدفق الرؤى.. يرفه ويعلم المشاهدين”.
وأشار مسلم الى انه لم يحصل على فرصته، وفي عقله أفكار مكدسة ومخزونة؛ يمكنها تطوير الاعلام العراقي: “لكن الفرصة لم تحن بعد” لافتاً الى ان طموحه لم يقف عند نشرات الاخبار وإذاعتها: “بل في الخروج بموضوعات متجددة” وحلمه صنع شيءِ لا تغادره ذاكرة المشاهدين”.
وأوضح البياتي أن أقرب البرامج الى قلبه الوثائقية الخارجية: “لانها تعطي مجالاً للبحث والتقصي عن حقائق وعادات الشعوب والطوائف والاماكن والشواخص؛ لزيادة المعرفة بالاخرين” مضيفاً: “كي تصل رسالة مفادها بأن كل البشر سواسية، والكل يحمل الانسانية، بأختلاف عاداتهم وتقاليدهم”.
يرى مسلم البياتي ان “الدراسة الاكاديمية مهمة، لكنها غير كافية من دون أرضية عمل وتطبيق” موضحاً: “الممارسة تحمل التطبيق والاكاديمية معاً؛ لانها خير معين ينهل منه التراكم الخبراتي، على مدى سنين قضاها الممارس بين أروقة الاعلام.. شاهد وتابع وعمل وعرف مكامن الخلل واماكن الاصابة؛ لذلك الممارسة تكفيه لأن يصبح اعلامياً ناجحاً، شريطة الأداء وفق أصول
الصنعة”.
وأكد أن “حضور الاعلام العراقي.. عربيا، مازال متواضعاً؛ لإنشغاله بحرب داخلية سياسية؛ ولم يخرج عن إطار الوطن بشكل مؤثر” مبيناً: “كرس نفسه لمحاكاة الواقع السياسي وهموم الشارع ومتطلباته، ناسيا تقديم الصورة الاجمل عن العراق”.